زاد الاردن الاخباري -
خاص ـــ تحرير و ترجمة / لمى أبورمان
من المتوقع ان تشهد بريطانيا حالة من عدم الاستقرار السياسي لفترة قد تطول, بعد انتهاء المعركة الانتخابية العامة فيها بشكل غير حاسم في ما يسمى "ببرلمان معلق" للمرة الاولى منذ عام 1974.
حيث حاز حزب المحافظين بزعامة ديفيد على 306 مقاعد من اصل 650، بحسب النتائج النهائية, اي بدون الحصول على الغالبية المطلقة.
بينما لم يحصل الحزب الحاكم بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته غوردن براون سوى على 258 مقعدا، فيما حصل حزب الديمقراطيين الاحرار على 57 مقعدا.
ستيوارت ليتل وود, مؤلف كتاب "راديو فلسطين الحرة", ذهب في مقاله اليوم , الى انه لا اهمية لمن يتربع على عرش داوننغ ستريت رقم 10.
فنتاج الصراع بين الفائزين اللذين وصفهما "بعملاء للكيان الصهيوني" ما هو الا ضمان للسيطرة المستمرة لعملاء اسرائيل على السياسة البريطانية ، وخطر محدق على الأمن البريطاني.
فالفوز الفعلي ما هو الا لاسرائيل, التي بطبيعة الحال اتخذت من بريطانيا صديقا مخلصا لنظام قطاع الطرق الصهيوني.
فكاميرون وبراون على حد سواء رعاة الصندوق القومي اليهودي ،كما انهم محاطون بمساعدين هم على قدم المساواة في دعم توسع الكيان الصهيوني الهمجي و غير القانوني.
ووجد ليتل وود انه على الرغم من ان ولائهم "للتاج البريطاني" هو المشتبه فيه ، الا ان العديد منهم سوف يتولى مناصب وزارية وخصوصا في وزارة الخارجية والاستخبارات والأمن ولجان الدفاع ، كما كانت هي الحال في ظل إدارة العمل السابقة.
فان الحديث عن "المصلحة الوطنية" الذي يشغل ألسنة الزعيمين في هذه الأوقات ومع الاخذ بالاعتبار علاقتهما الودية مع النخبة الإسرائيلية الإجرامية التي تسعى الى تغيير القوانين البريطانية لحمايتها من الاعتقال بتهم ارتكاب جرائم حرب وتوفير ملاذ امن لهم, ، سيحيد عن الدرب في حال تعارضت مع مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل...
اما خسارة نيك كليغ والديمقراطيين الاحرار, فقد وجد ليتل وود انها نتاج عدم تبني واشنطن وتل أبيب لهذا الحزب.
وكانت قد نقلت صحيفة هاارتس في وقت سابق, تقاريرالدبلوماسيين في السفارة الإسرائيلية, و ما حوته من ارتياح بالغ لظهور كليغ الضعيف جدا المبدد لمخاوفهم من ان لا يكون حزب الاحرار الديمقراطيين كاللمسة ناعمة "الحزبين الرئيسيين".
فقد حذر الكثيرون في الاوساط البريطانية انذاك من تبدد شعبية الاحرار بعد أداء كليغ في المناظرة تليفزيونية .
فحديث كليغ عن السياسة الخارجية والهجرة قام بتعرية دعمه الأعمى للاتحاد الأوروبي ، و عدم رغبته في طرد المهاجرين غير الشرعيين .
و قد برر الكاتب لبعض كبار السياسيين خلال الحملة الانتخابية وصف النظام السياسي البريطاني بالمكسور, فمن الأسهل إلقاء اللوم على النظام من التصرف بشرف. فعدد كبير من النواب على حد رايه يفتقر إلى النزاهة وتجاهل مبادئ الحياة العامة, كما ان قادة الحزبين لا و لن تملك العمود الفقري الأخلاقي للتمسك بهذه المبادئ .