زاد الاردن الاخباري -
رعى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، في مدينة الحسين للشباب اليوم الأربعاء، إنطلاق فعاليات معسكرات الحسين للعمل والبناء، التي ينظمها المجلس الأعلى للشباب بمشاركة 23 ألف شاب وفتاة في مختلف مناطق المملكة.
وأعلن سمو ولي العهد، خلال الحفل، بدء المعسكرات تحت شعار"الشباب شركاء في مسيرة البناء والتنمية"، والتي تستمر حتى 29 آب المقبل، وتركز في برامجها على تعزيز الثقافة الديمقراطية ونبذ العنف والتعصب، وتنمية المهارات القيادية للشباب وتمكينهم بالأدوات المناسبة لإدارة الأزمات وتنمية ثقافة العمل المهني والعمل التطوعي.
وجرى استعراض فرق المعسكرات المشاركة من أمام المنصة الرئيسة للحفل، وأدى الشباب قـَسـَم المشاركة في معسكرات الحسين للشباب، التي تستهدف الفئات العمرية من 12 - 18 عاما، وتنتشر في جميع محافظات المملكة، فيما يجري تنفيذ العديد من برامجها بالتعاون مع القوات المسلحة ومديريتي الأمن العام والدفاع المدني، وعدد من الوزارات الخدماتية ومؤسسة التدريب المهني ومختلف وسائل الاعلام.
وقال رئيس المجلس الأعلى للشباب الدكتور سامي المجالي، إن معسكرات الحسين للشباب باتت تجسد إرثا وطنيا كبيرا منذ انطلاقتها في العام 1968، وشكلت خلال الاعوام الماضية قيمة مضافة للعمل الشبابي والتنموي، عبر سعيها في ترسيخ مفهوم الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء لدى الشباب الأردني والنهوض برعايتهم فكريا وسلوكيا وقيميا.
وأضاف المجالي أن معسكرات العام الحالي تأتي بشكل ومضمون جديدين، فهي ترتكز على حوارات وورش عمل، بهدف استيعاب التنوع الفكري للشباب سعيا الى بناء جسور من التواصل والحوار القائم على احترام الرأي والرأي الآخر، ونبذ الغلو والعنف والتطرف.
وأشار الى أن فلسفة المجلس الأعلى للشباب ترتكز على ترسيخ دور الشباب في عمليتي البناء والتنمية، وتوسيع قاعدة مشاركتهم بما يسهم في تعزيز مبدأ المواطنة بشقيها "الحقوق والواجبات"، وتنمية الانتماء والانحياز لمصلحة الوطن ودعم مكانة الشباب في المجتمع.
وبين أن المجلس الأعلى للشباب، والذي يمثل المظلة الوطنية للعمل الشبابي الأردني، يدرك أن رعاية جلالة الملك وحرصه على دور الشاب في التنمية تشكل النبراس الذي يهتدي به المجلس لمواصلة المشاركة في عملية البناء والتنمية.
وأشار في هذا المجال الى أن المجلس استند في معسكراته على مضامين الأوراق الملكية النقاشية في تصميم برامج وجلسات حوار موسعة، وعقد ورش عمل وندوات مفتوحة مع الشباب المشاركين في المعسكرات، لتنفيذ مضمون هذه الأوراق الملكية، حتى يأخذ الشباب مكانتهم التي يريدها جلالة الملك.
ولفت المجالي إلى أن المعسكرات شهدت هذا العام نقلة نوعية قياسا بالأعوام السابقة، وفي أكثر من جانب، فهي إلى جانب الاهتمام بجوهر ومضمون البرامج، تركز على تنشئة جيل من الشباب الأردني، صادق الانتماء لوطنه وخالص الولاء لقيادته، يعرف حقوقه جيداً، ويقدر واجباته ومسؤولياته، معتزاً بعقيدته الإسلامية السمحة، مندمجاً مع مجتمعه المحلي، ومساهماً في خدمته.
وأشار الى أن الهدف الاساسي من تلك البرامج هو إكساب الشباب والشابات الكثير من المهارات الحياتية الضرورية، وإتاحة الفرصة أمامهم، للاطلاع على مختلف مجالات الإنجاز الوطني، سواء كانت اقتصادية أو مجتمعية أو أمنية.
والقى الشاب رامي إبراهيم سعود كلمة المشاركين في المعسكرات، والتي عبر فيها عن تقدير الشباب لرعاية سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، إطلاق المعسكرات لهذا العام.
وأكد السعود أن الانجاز لا يتحقق إلا بتكاتف جميع الجهود والالتفاف حول الهدف، لافتا الى أن الأردن ضرب مثالاً رائعاً لكل ما حققه من إنجاز، وما وصل اليه من تقدم.
وقال "نقف اليوم لإطلاق واحد من البرامج الوطنية الهامة التي نأمل كشباب أردني أن يكون لها الإسهام والأثر الحقيقي لتعزيز مسيرة البناء الوطني، ولتكون رافدا من روافد التنمية وعامل قوة من عوامل قوته".
وأشار الى أن أولويات الشباب الأردني تكمن في العمل جنبا إلى جنب لإكمال مسيرة الانجاز، والمضي قدما في تحقيقها وتجاوز كل الصعوبات والعقبات لإكمال برامج البناء الوطني وتجديدها والمساهمة الفاعلة في جعلها واقعا نحياه، وذلك من خلال تبني ما يطرحه الشباب من أفكار مبدعة وخلاقة وحلول مبتكرة لمشاكلنا اليوم.
وأوضح أن واقع الشباب الأردني وما وصلنا إليه في هذه المرحلة من الزمن يعكس قصة إنجاز حقيقي ملؤه العمل والحب والعطاء، إلا أنه يبقى علينا كشباب أردني أن نملك الوعي الكافي للمضي قدما في مسيرة الإنجاز الوطني، والبناء على كل نجاح سابق حققناه وذلك من خلال المشاركة بكل جديد والمساهمة في تشكيل نقلة نوعية وفاعلة لتحقيق الأفضل لنا جميعا".
وأكد السعود أن معسكرات الحسين للعمل والبناء توفر كل ما يمكن أن يعزز لدى الشباب الأردني من القيم النبيلة وروح الولاء والانتماء وتعزيز مفهوم التشاركية والعمل الجماعي، الذي يساهم وبقوة في تحقيق الانجاز تلو الآخر في وطننا العزيز.
وأشار "إلى أن معسكرات الحسين كانت على الدوام فخرا للمجلس الأعلى للشباب وللأردن وللأردنيين جميعا، كونها تخرج الشباب الأردني وتسلحهم بكل ما يحتاجون من المهارات والأدوات والقيم التي تعينهم ليكونوا خير سند لأنفسهم وأسرهم ووطنهم الأردني الكبير".
وجرى خلال الحفل عرض فقرات فنية متنوعة، قدمتها فرق الاندية والمراكز الشبابية المشاركة،كما ألقى الشاعر صدام الخوالدة قصيدة شعرية.
يشار الى أن معسكرات الحسين انطلقت عام 1968 بهدف تعزيز الدور القيادي للشباب في التنمية الشاملة المستدامة، و الارتقاء بالشباب الأردني ورعايتهم وتنميتهم معرفياً وقيمياً وتعزيز قدراتهم لتمكينهم من التعامل مع مستجدات العصر وتحدياته بكفاءة، وليكونوا فاعلين في تكوين الرأي العام وصنع القرار وتعزيز اندماجه الاجتماعي في أجواء من الديمقراطية والتسامح والانتماء للوطن والولاء للقيادة الهاشمية وتعميق مفهوم الثقافة الوطنية.