زاد الاردن الاخباري -
لم تصدق السيدة (أم طارق)، أن بإمكانها أن تشتري الإجابات لمادة اللغة العربية بامتحان الثانوية العامة، لابنتها التي تقدم الامتحانات بإحدى قاعات المدارس الثانوية في الكرك لقاء مبلغ يصل إلى عشرين دينارا فقط.
وتتنوع أساليب الغش بامتحانات الثانوية مقابل المال بالكرك، من المغامرة بالمناداة عن الاجابات الصحيحة من خارج الأسوار، أو إيصال الإجابات عبر الهاتف الخلوي، مقابل مبلغ مالي يصل الى عشرين دينارا لكل طالب.
وقفت أم طارق مذهولة وهي على مداخل احدى المدارس بمدينة الكرك وقبل ان تدخل ابنتها للامتحان صباحا، عندما تقدم منها شاب عشريني ليؤكد لها أن بالإمكان أن تحصل ابنتها على الاجابات بعد دقائق من بدء الامتحان لقاء عشرين دينارا.
وتقول "إن الشاب الذي يعرض عليها الخدمة يرافقه مجموعة من الشبان، يقوم بتقدم سماعات لابنتها بلا أسلاك موصولة لاسلكيا بهاتف تخفيه الطالبة بعيدا عن تفتيش المراقبات، وبعد لحظات من بدء الامتحان يتصل بها ولإعطائها الاجابات بشكل كامل".
وتؤكد أنها قامت بإعطاء الشاب العشرين دينارا مقابل ضمان نجاح ابنتها، التي حصلت على كامل الإجابات.
يؤيد الموظف بإحدى الدوائر الحكومية (أحمد) القصة التي روتها أم طارق، ويعتبر أن تقديمه العشرين دينارا لقاء نجاح خطيبته في الامتحان ليس لها قيمة، مشيرا الى أن فريقا من الشبان يعملون منذ بدء الامتحان على الحصول على الأسئلة من داخل القاعات عبر الهاتف الخلوي من أحد الشبان الذي تكون وظيفته فقط إرسال الأسئلة للخارج، وليس تقديم الامتحان بشكل حقيقي، ليقوم الفريق بإعطاء الاسئلة لمعلم بنفس التخصص وحلها، ثم معاودة ارسالها عبر الهاتف للطلبة في شبكة واسعة من العاملين "بتجارة الغش بالثانوية".
ويوضح أن الشبان يقدمون الهاتف الخلوي والسماعات" اللحمية" المخفية والتي توضع بالأذن، "وليس على الطالب إلا التمكن من إدخال الهاتف الخلوي، حيث تتم عملية الاتصال لشبكة واسعة من الطلبة داخل القاعات، ما يعني حصول تجار الغش على مبالغ مالية كبيرة"، وفق ما يقول.
ويؤكد (هيثم) أحد أولياء امور الطلبة، أن أحد الشبان طلب منه عشرين دينارا لقاء قيامه بالمناداة على الاجابات الصحيحة الى داخل القاعة التي يتواجد فيها ابنه بالأجوبة الصحيحة للامتحان إلا أنه رفض.
لكن مديرة التربية والتعليم بالكرك الدكتورة صباح النوايسة، تنفي ذلك بقولها إن "فرق المراقبة داخل القاعات تقوم بواجبها بشكل كامل وتعمل على تفتيش الطلبة قبل دخولهم للقاعات بشكل جيد"، مشيرة إلى أن بعض الطلبة وفي أي منطقة من مناطق المملكة يتمكنوا من إدخال الهواتف الخلوية وتصوير الأسئلة وإرسالها للخارج.
وبينت أن المديرية ليس لها علاقة بما يحدث خارج قاعات الامتحان وخصوصا عملية المناداة بالإجابات من قبل بعض الشبان، مؤكدة أن الشرطة تقوم بمطاردة الشبان خارج قاعات الامتحان لمنعهم من الوقوف والمناداة على الطلبة.
وأكدت أن مديرية التربية بقصبة الكرك حرمت زهاء 35 طالبا وطالبا من تقديم الامتحان بسبب محاولة الغش باستخدام الهواتف الخلوية.
وكان أولياء أمور طلبة شكوا من تعرض الطلبة لعملية إرباك أثناء تقديم للامتحان بسبب الأصوات العالية، وأحيانا إجابات غير صحيحة ما أدى إلى وقف الطلبة عن الإجابة على الامتحان حتى تتوقف عملية المناداة.
الغد