عندما أعلن فوز الاصلاحي (( حسن روحاني )) على منافسية بنسبة لا تتعدى الواحد بالمائة فرح العالم من حولنا وبدأت عبارات المباركة والترحيب والتهليل بفوز الاصلاحي (( حسن روحاني )) على منافسية المحافظين . ودعوه الى الاستجابة الى ما يطلب منه من قبل الجهات المعنية ممثلة بالوكالة الدولية للطاقة بخصوص برنامج ايران النووي ,
قد تكون لعــبة ايرانية رسم معالمها المرشد - آية الله خامئني – الذي هو يسير ويسيطر على مفاصل الدولة الايرانية وما يحكمها من مجلس تشخيص النظام الذي يتحول ويتبدل حسب المصالح العليا لايران والاستجابة مع الواقع والمتغيرات التي تفرض او تدور من حوله ولهذا بدا التحول من اليمين الى الشمال وهم جناحان لنفس النسر الجارح .
امريكا رحبت كما هي فرنسا وغيرها من الدول التي باركت هذا الفوز ودعته للتجاوب مع مفاوضات الملف الايراني ,, لكن كل الدلائل تشير الى أن الاصلاحيين والمحافظين يغيران وجهين لعملة واحدة ولا يختلفون كثيرا طالما أن مفاتيح اللعبة بيد المرشد (( آية الله خامئني )) الذي يرى مصلحة النظام الايراني في قيادته من قبل المحافظين او الاصلاحيين في مرحلة قادها (( أحمدي نجاد )) ولم يفلح كثيرا في اخراج ايران من عزلتها الدولية بل زاد الأمر تعقيدا مع فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على ايران التي أنهكته .
لكن فوز ( روحاني ) قد يخرج ايران من تلك العزلة ويكسر الجمود في المفاوضات حسب وجهة نظرهم وهم يمارسون (( التقية السياسية )) إن جاز التعبير للحفاظ على مصالح النظام على المدى البعيد .وخاصة أن (( روحاني )) هو من صلب جهاز الدولة وهو من وقع اتفاقية أمنية مع السعودية بعدم التدخل عندما كان رئيسا للأستخبارات العسكرية في اوائل التسعينيات من القرن الماضي ورغم هذه الاتفاقية الى أننا نرى المد الايراني عبر حدوده وهو يدخل الى سوريا وغيرها من الدول ,, فهل من المأمول ان يكون الرئيس الاصلاحي قادر على مخالفة رأي (( المرشد )) وعدم التدخل في دول الخليج ,, . لآ أعتقد ذلك فهي سياسات مربوطة بالمرشد قلبا وقالبا ,
لن نأمل كثيرا من قيادة هذا الرجل المرحلة القادمة بل سنشهد مزيدا من تأزم الوضع وعدم الانفراج للوضع الايراني وهو ما أتى به المرشد حتى يكون حلا للمرحلة ويخفف من العقوبات المفروضة على ايران بالاضافة الى عزلتها الدولية وخاصة مع امريكا والاتحاد الأرووبي , وستبقى ايران تمارس فن المماطلة والتسويف في سياساتها لتحقق مآربها سواء بقيادة الاصلاحيين او المحافظين الذي لن نرى تغيرا حقيقيا بسياساتهم التوسعية في المنطقة وببرنامجهم النووي التوسعي وهم يجيدون فن المماطلة والتسويف لتحقيق هدفهم,