زاد الاردن الاخباري -
خرجت العشرينية من سجن يحاط بأسوار عالية لتجد نفسها في سجن بلا قضبان تعاني فيه الظلم على يد من كان شريكا لها في الجرم .
فرض الزوج العقوبة عليها بجريمة شارك فيها ، ليضعها في منطقة أشبه بسجن في غرفة بعيدة عن البشر ، تحاط بأسلاك شائكة من كل الجوانب لتعيش حياة الذل على يد من أغواها ، واقام علاقة غير شرعية معها ، نتج عنها طفلة لم يعترف بأبوتها ، لكنه وجد بالزواج مخرجا له للافلات من عقوبة السجن .
لكن العشرينية سجنت بعد انكشاف امرها " حماية وحفاظا على روحي ، ووضعت مولودتي في السجن ، لتؤخذ مني ويتم إيداعها بإحدى دور الرعاية الاجتماعية ،حتى يعترف والدها الجاني بإقامة العلاقة غير الشرعية معي " كما تقول لوكالة الأنباء الأردنية ( بترا ) .
عاشت الفتاة بين نارين ، لم تجد فيهما الا حياة المر ، فهي اعترفت بارتكابها لجرم الفاحشة مع احد اقربائها ، وأخذت عقابها على ذلك مرتين : الاولى على يد شقيقها الذي حاول طعنها ، والثانية على يد قريبها " الذي رفض الاعتراف بالعلاقة وما نتج عنها من انجاب لطفلة لا ذنب لها " وفقا لها .
وتصف رحلة الشقاء مع من أوهمها وأوقعها بحباله " قبل خمس سنوات اوهمني هذا الشاب بأنه يعيش حياة زوجية غير مستقرة ويبحث عن فتاة تتفهمه وتنجب له الطفل الذكر ، لان زوجته لا تنجب الا البنات " .
وتعترف في حديثها بانها " اخطأت ، لكنه بدأ يتهرب من تنفيذ وعوده لي ، وكلما طالبته بتنفيذها يخرج عليّ بحجج واهية ويماطل بوعده بالزواج مني ، واحيانا يهددني بقطع العلاقة ، أو بافشاء سر علاقتنا لاهلي " .
وتتابع بألم وندم " كلما أخبرته بأنه شريكي في الجرم ، يضحك ضحكة استهزائية " فتكون اجابته لي وببرود أعصاب " انا زلمة ما حدا بقدر يحاسبني " .
وتكمل قصتها في ذلك الفضاء المعزول عن الناس " انكشف السر الذي حاولت ان أخفيه واستره بزواج شرعي دون فائدة ! , فحاول أخي الأصغر قتلي ، إلا أن السكين التي وجهها لي ، نفذت بين قلبي وبطني ، فنجوت انا وما احمله من جنين ".
تتحسر وتقول لم اعد اطيق الحياة فانا الان اعيش في بيت زوجي في غرفة واحدة ، تحتوي على حمام بلا باب ومطبخ ايضا بلا باب ، و(طاقة) تطل على الشجر لا البشر ، وباب بلا مفتاح .
أخذت نفسا عميقا قبل أن تتمكن من وصف حالة الرعب والخوف التي تعيشها في الأيام والليالي التي تقضيها لوحدها في ذلك المنزل ، الذي يعرف بمنزل الزوجية ،" اسبوعان او أكثر لا أراه أو اسمع منه شيئا " ، وتكمل حديثها بعد أن تتلفت يمينا ويسارا خوفا من أن يصل إليها أهلها ويقتلونها " السجن أرحم , فالحماية متوفرة به ، هنا يحيط بي الخوف من كل جانب والبرد والجوع والندم ".
يعتبر الاختصاصي الاجتماعي في جامعة عمان الاهلية الدكتور عزمي منصور ان منظومة القيم الاجتماعية السائدة في المجتمع الذكوري تسمح وتغفر للرجل ولا تحاسبه ، لكنها تعيب على الانثى ولا تغفر لها خطاياها " وتربط الشرف والسمعة بالانثى ، وتبرىء الرجل منها " .
ويطالب باعادة الوعي للثقافة الانسانية التي تكرم الانسان بغض النظر عن جنسه ،" وعدم التمايز بالقيم بين الجنسين " .
فيما يعتبر رئيس المركز الاسلامي في الجامعة الاردنية الدكتور احمد العوايشة ان اقامة الحدود ، حق الله سبحانه وتعالى ، لا يتدخل بها احد ، ولا شفاعة فيها ، ولا يجوز إسقاطها أو الرجوع عنها ، وتكون بالشهود الاربعة والإقرار بها ".
ويقول ان مثل هذه الحالة يكون فيها الحكم على الرجل كونه متزوجا بالرجم حتى الموت ، أما الانثى فيكون حكمها الجلد فقط " .
ويضيف الدكتور العوايشة " هو بدأ بالسفاح وختمه بالنكاح ، ولا يجوز له أن يعاقبها على جريمة هو اشترك فيها ، وعليه أن يحسن إليها ، ولا يدعها تلتفت لغيره نتيجة سوء معاملته،حتى لا تنحرف مرة أخرى " فهو الذي أغواها واستجابت هي لأوهامه ووعوده وفرطت في نفسها ".
ويقول ان من يعاقب هو الله تعالى , وولي الامر بواسطة القضاء " والاصل بالامر الستر، حتى لا تشيع الفاحشة ".
تضحك العشرينية باستهجان وهي تنقل اجابات الزوج لها كلما طالبته بمعاملة ارحم ، فيبادر بقوله لها " هذا من ايدك " ! ، وتتساءل أليس يده التي وثقت بها خطأ ، هي التي أوصلتني إلى هنا ؟.
بترا - سهير جرادات