زاد الاردن الاخباري -
أكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم الاحد أن العطاء مسؤولية الجميع ويمثل "حاضرنا ومستقبلنا".
جاء ذلك خلال تسلم جلالتها اليوم في أبوظبي جائزة (فارس العطاء العربي) تقديرا لجهودها في مجال التعليم وضمان توفيره وتحسين نوعيته في الأردن والوطن العربي والعالم بأكمله.
وبحضور حوالي500 شخصية من القطاعين العام والخاص ومنظمات غير حكومية وخبراء في المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات وعدد من وزارء الصحة والتعليم والبيئة من الإمارات والوطن العربي، سلم الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر جلالتها الجائزة خلال الجلسة الافتتاحية لملتقى العطاء العربي ومؤتمر أبوظبي للمسؤولية الاجتماعية، والذي يقام برعاية سموه تحت شعار (التلاحم الاجتماعي.
مسؤولية وطنية).
وقدمت جلالة الملكة رانيا العبدالله الشكر للقائمين على هذه المبادرة قائلة "ما أجمل أن يكرم المرء من كريم.
وهذه المبادرة تحمل اسم رمز من رموز العطاء العربي والعالمي، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه".
وأكدت جلالتها أن "الكرم متغلغل في أصلنا، في تاريخنا: فرائحة الهيل والقهوة تعطر الثوب العربي، والنيران المشتعلة للترحيب بالضيوف لطالما أضاءت بوادينا، الكرم سمة للعرب أباً عن جد، وهو خلق رفيع منقوش على أكف أسلافنا".
وقالت جلالتها "لقد أنعم علي سبحانه وتعالى حين وضعني في منصب أستطيع من خلاله أن أؤثر في حياة الناس، لذلك سأتقلد هذا التكريم اليوم وساماً على واجب قمت به، ولا أعتبره جائزة، لأن الأوسمة عادة تمنح على أداء الواجب".
وأشارت جلالتها إلى وضع ستة ملايين طفل عربي تقريباً خارج الصفوف المدرسية قائلة "في وطننا العربي - في وطن نتشارك فيه بالهوية والمصير- أطفال يجوبون الشوارع بحثاً عن نافذة مفتوحة، يحلمون بالمدرسة، ويفيقون من حلمهم على يوم جديد ليس فيه لهم سوى الجوع والحرمان والجهل، عندما يفقد المرء أمنه الإنساني يفقد التعليم أولويته".
وتحدثت جلالتها عما يعانيه تعليم الأطفال في ظل الحروب قائلة "عندما يجند الأطفال لا يتعلمون، وعندما ينزح ضحايا الحروب والاضطرابات تتحول المدارس الى ملاجئ، وعندما تهدم المدارس وتتناثر ركاماً في الحروب لن يتعلم الأطفال".
وتحدثت جلالتها عن الظروف التي يعانيها التعليم في فلسطين وخاصة القدس التي فيها نحو عشرة آلاف طفل غير ملتحق بالمدرسة، مشيرة الى ان "الاحتلال الإسرائيلي يحاول جاهداً طمس هوية القدس العربية الإسلامية، ويشن حملات مستمرة لتجهيل أجيالها القادمة وتهويد هويتها".
وفي كلمتها تحدثت جلالة الملكة رانيا العبدالله عن مبادرة "مدرستي فلسطين" التي أطلقتها في نيسان الماضي بهدف إصلاح وتأهيل وتنفيذ مجموعة من البرامج التعليمية والتوعوية في عدد من مدارس القدس الشرقية التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، مؤكدة جلالتها أن "القدس مسؤوليتنا وعروبتنا، وحمل لن نتخاذل عن رفعه".
وأشارت جلالتها إلى الجهود التي قامت بها دولة الإمارات لضمان التحاق الأطفال الذين كانوا خارج الصفوف المدرسية بالعملية التعليمية قائلة "قبل عشر سنوات كان خمسة وخمسون ألف طفل إماراتي خارج الصفوف المدرسية، وخلال عشر سنوات أدخل هذا البلد خمسين ألفاً منهم إلى مقاعد الدراسة، ووضعهم على طريق معبد لعيش كريم، ومستقبل أكثر ازدهاراً لبلدهم".
وفي نهاية كلمتها أكدت جلالتها أن "اغتنام فرصة النهوض بشعوبنا اليوم، واجب ستحاسبنا عليه الأجيال القادمة، كما سيحاسبنا عليه التاريخ، وبصمتنا على هذه الحياة نطبعها نحن، أين وكيفما شئنا، فإما أن تأتي ضعيفة تمحى مع مرور الأيام، أو تبقى برهاناً على أننا لم نمر في هذه الحياة عابرين، وأننا لم نأخذ دون أن نعطي، ولم نستمتع بحواسنا فقط؛ بل سخرناها للاستماع، والإبصار، وتلمس حاجات الغير".
وتم خلال الحفل تكريم كل من سمو الأمير الوليد بن طلال، والمغفور له باذن الله تعالى الشيخ أحمد بن زايد تخليدا لذكراه حيث كان رئيسا لمجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وتسلم الجائزة الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي.
وشمل الاحتفال عرض فيلم حول مبادرة زايد العطاء التي تأسست عام2003 بهدف ترسيخ ثقافة العطاء والعمل التطوعي في المجتمع العربي بما ينسجم مع الروح الإنسانية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله.
كما تم عرض أفلام قصيرة تُظهر جهود جلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو الأمير الوليد بن طلال، والشيخ احمد بن زايد آل نهيان.
وفي كلمة للشيخ حمدان بن زايد قرأها بالنيابة عنه الشيخ نهيان بن مبارك اكد سموه على قيم التكافل والعطاء ودورها في تماسك المجتمعات واحداث التغيير المنشود فيها.
وأعلن سموه عن اطلاق مبادرة جديدة لتأمين العلاج الصحي للاطفال المحتاجين حول العالم، داعيا مؤسسات القطاع العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني للتكاتف في دعم هذه المبادرة.
ويهدف ملتقى العطاء العربي إلى تشجيع ثقافة العطاء والعمل التطوعي بين الأفراد والمؤسسات، وتشجيع البحث عن طرق جديدة لتحسين أداء مؤسساتهم في مجال العطاء والعمل التطوعي وتنمية المجتمع.
بترا