المادة الثامنة ب من قانون التعليم العالي والبحث العلمي رقم 23 لسنة 2009، أشارت إلى أن ينشأ في مجلس التعليم العالي وحدة تنسيق القبول الموحد، تتولى تنسيق عملية قبول الطلبة في الجامعات الأردنية الرسمية، وفق الأسس التي يضعها المجلس بالإضافة إلى أي مهام أخرى يكلفها به.
سرنا كثيراً إعلان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور وليد المعاني، عن بدء المرحلة التجريبية لنظام القبول الموحد الإلكتروني اعتبارا من 9 وحتى 17 أيار الحالي 2010.
واضح من أن هذا الإجراء العلمي والعصري، إنما يهدف إلى أمور عدة منها:
التقليل من الوقت الضائع، الذي كان يهدر في ملء النماذج الموزعة على الطلبة، ومن ثم تفريغها على أجهزة الحاسوب مرة أخرى.
أن إدخال البيانات من قبل أصحابها وهم الطلبة في هذه الحالة، إنما يحملهم المسؤولية التي يجب عليهم تحملها، ويقلل من فرص وقوعهم في الخطأ الذي كان ينسب إلى سوء الاختيار، إذ أن الحاسوب لن يسمح بإدخال غير مناسب، وعليه فإنه سيحول دون إمكانية الوقوع في اختيار خاطئ، وبالتالي حرمان الطالب من فرصته التي يستحقها.
إن إدخال البيانات من قبل الطلبة الناجحين، يوفر على الوزارة تكاليف باهظة كان ينفقها على مدخلي البيانات، وهذا استغلال للموارد والطاقات يشكر عليه الوزير ومجلسه الكريمين.
إن توفر البيانات لدى جهاز الحاسب المركزي، سوف يسرع في إعلان نتائج القبول الموحد.
إن فكرة الحوسبة هذه هي استغلال للإمكانيات التكنولوجية، التي كانت موجودة ولكنها لم تكن مستغلة بالآلية السليمة أصلا!
يعتبر هذا الإجراء سابقة وزارية ايجابية، على جميع الوزارات الاقتداء به لما له من تأثير ايجابي في تقليل النفقات، في وقت يحتاج به الوطن إلى كل درهم ودينار، فلا داعي لصرف الرواتب والمكافئات، خاصة إذا كان من الممكن أن يستغل جهد صاحب العلاقة في إتمام انجاز مهمة يستطيع القيام بها وتخصه بالدرجة الأولى، وبهذا يكون قد دعي للمشاركة بصناعة مستقبله.
من الجدير بالذكر أن الخطوة المتميزة هذه للتعليم العالي إنما جاءت بسبب اعتماده على ثلاثة عوامل هي:
استغلال الإمكانيات، وإرادة التغيير والتطوير وحسن الإدارة.
إلا أننا بالمقابل لا نزال نصدم بحال جامعات، تعتمد الأسلوب اليدوي للتسجيل أو الانسحاب من المواد بدل من ذلك الالكتروني الحديث, مع أن معظم جامعاتنا باشرت به منذ زمن بعيد، فهل لا يزال البعض يعمل بعقلية\" البعد عن المركز يعني البعد عن التقنية\"؟
أمر آخر لا يقل أهمية، هو ضرورة تعميم فكرة حوسبة ما أمكن من الامتحانات في الجامعات، لأسباب ذكر بعضها أعلاه، ويضاف عليها أن الحوسبة تبعد إمكانية الظلم حتى ولو لم يكن مقصوداً، فالنفس أمارة بالسوء إلا من رحم ربي، إذ أن الحوسبة تعطي الطلبة وهم محور العملية التعليمية، الشعور من أنهم جميعاً متساوون أمام المصحح، فلا مجال لتدخل بشري يؤثر على تحصيلهم أو مستقبلهم، سوى ما قدموه لأنفسهم من عطاء علمي وتميز فكري، وبهذا فلا يتولد لديهم أي شعور بتمييز احدهم عن الآخر، والتي نسمع بها ولو بين الحين والأخر، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه لإعطاء جميع الطلبة الشعور من أنهم على نفس المسافة من أساتذتهم، ونبعد عنهم شبح الإحساس بالظلم المفضي إلى التوتر أو العنف.
أ. د. مصطفى محيلان muheilan@hotmail.com