زاد الاردن الاخباري -
ترتبط بعض السلوكيات الحركية اللاارادية عند البعض بطريقة تميزهم بها بل وتصبح هذه السلوكيات تمثل جزءا من شخصيتهم وسلوك حياتهم اليومي ، ومن هذه السلوكيات او العادات ما يكون قد نشأ منذ الطفولة واستمر حتى بعد الكبر ومنها ما ارتبط بالشخص نفسه كأن تكون لهذا السلوك ابعاد نفسية ارتبطت بحدث او بموقف خاص بالشخص نفسه واستمرت واصبحت هاجسا دائما لشخصيته.
ومن هذه السلوكيات عادة قضم الاظافر والعبث بخصلات الشعر عند الفتيات والتلويح بسلسلة المفاتيح عند الحديث مع الاخرين وكذلك "فرقعة" الاصابع بشكل لا ارادي او تكرار خلع ولبس الخاتم اثناء الكلام وغيرها من السلوكيات التي نلاحظها مباشرة في اصحابها بمجرد الجلوس معهم.
قضم الاظافر
لم يجد "راني سلام" 23 عاما ، طريقة لكي يتخلص فيها من عادة قضم الاظافر التي تلازمه منذ الطفولة الا واتبعها ، وقد كانت جميع الطرق التي يلجأ لها تبوء بالفشل مشيرا الى ان هذه العادة اصبحت تسبب له الحرج ، خاصة عندما يكون على راس عمله ويبدأ بقضم اظافره امام زملائه.
واشار راني بأن هذه العادة بدأت معه منذ الطفولة ، وقد حاول والداه ايجاد عدة طرق علاجية لتخليصه منها ولكن دون جدوى. وفي النهاية استمرت معه بل وتطورت بشكل اعمق.
وتوقع "راني" ان يكون لهذه العادة ابعاد نفسية ، الامر الذي دفعه الى مراجعة الطبيب النفسي اكثر من مرة لكي يخلصه منها ، وقد كان يلتزم بتعليمات الطبيب او ما يعرف "بالسيطرة على السلوك الشخصي".مشيرا الى ان التزامه بتعليمات الطبيب خلصه من هذا السلوك لمدة اسبوع ومن ثم عاود سلوكه مرة اخرى وبنفس الطريقة.
وفي النهاية يعتقد ان سلوكه "قضم الاظافر" سيبقى يلازمه حتى وقت وعمر محدد ومن ثم سيتوقف بطريقة (لا ارادية) وبنفس الطريقة التي بدأ بها.
ونفس العادة تحدثت عنها "رائدة" 18 عاما وقد وصفتها بالعادة "الوراثية" مشيرة الى ان جميع اخواتها واخوانها حتى الصغار منهم لديهم نفس السلوك. وعبرت رائدة عن استغرابها من اجماع جميع افراد اسرتها باستثناء والديها على اتباع نفس السلوك مؤكدة بانها حاولت ان تتحدى هذا الامر بالامتناع عن قضم اظافرها من خلال وضع طلاء الاظافر عليهم او وضع "لاصق" فوقها الا انها كانت تعاود نفس السلوك وفي وقت قصير جدا.
وتحدثت "رائدة" عن مساوىء هذه العادة السلوكية خاصة عند الفتيات حيث تظهر اصابعهن بشكل غير لائق وهذا الامر يقلل من جمال مظهرهن العام كما اشارت الى ان هذا السلوك مرتبط بشكل كبير لديها بالحالة النفسية حيث انه يزداد وبشكل "نهم" عندما تسوء حالتها النفسية وعندما تفكر في قضية تشغل بالها او تؤرقها موضحة بانها وصلت الى درجة متقدمة من قضم اظافرها عندما كانت في مرحلة امتحانات الثانوية العامة وكانت وقتها تذهب لتقديم الامتحانات وهي لا تقوى على مسك القلم بين اصابعها .من شدة الالم الذي كان يعتريها جراء قضمها.
خصلات الشعر
ومن ضمن السلوكيات الغريبة التي قد يلاحظها البعض خاصة على الفتيات هي عادة العبث بخصلات شعرهن بشكل آلي وكذلك الانتقال من الخصلة اليمين الى اليسرى بطريقة ملفتة للانتباه.
واشارت "نورة" 30 عاما ، والتي تتميز بهذا السلوك الى انها لا تشعر بنفسها وهي تقوم به لكن ما يحدث هو ان الناس يلفتون انتباهها لذلك وهو ما يعرضها للحرج احيانا خاصة عندما تتواجد في اماكن ومع اشخاص تقابلهم لاول مرة فيعتقدون بان سلوكها هذا مرتبط بالغرور وحب الظهور ولفت الانتباه.
ولفتت "نورة" الى ان هذه العادة ارتبطت بها منذ ان كانت في المرحلة الاعدادية اما الاسباب كما عبرت فهي - غير معروفة - وبالرغم من ان هذه العادة لا تعتبر مشكلة بالنسبة لها الا ان جميع من حولها كانوا وما زالوا يطالبونها بالتخلص منها.
واشارت الى انها حاولت ان تتوقف عن هذه العادة قبل خمس سنوات فقررت ان تقوم "بقص" شعرها لكي لا تتمكن من مسك خصلاته الا ان المفاجاة كانت بانها لم تتوقف عن عادتها وقد كانت تعبث باصابعها بخصلات شعرها القصيرة.
فرقعة الاصابع
ومن ضمن العادات السلوكية والتي حذر منها الاطباء بسبب ما ينتج عنها من التهابات واضطرابات في الاعصاب والمفاصل عادة "فرقعة" الاصابع والتي يتبعها البعض اثناء حديثهم مع الاخرين او عند انشغالهم بقضية فكرية.
ومن اصحاب هذه العادة "طارق ابراهيم" موظف قطاع خاص والذي اكد بان سلوكه هذا يخرج بدون ارادته فيتفاجأ ان من حوله يدعونه للتوقف عن هذا السلوك كونه مزعجا لهم.
واشار الى ان هذه العادة تسببت له بمشاكل صحية في مفاصل اصابع يديه وقد دعاه الاطباء الى التوقف عنها وقد وصفوها له بالعادة "المرضية". وكذلك عدم الاستمرار بها كونها من الممكن ان تسبب له عجزا كاملا في حركة اصابعه.
وهناك من تستهويه عادة "خلع ولبس" الخاتم بشكل متكرر خاصة عند الحديث امام الناس وقد تحدثت "شاهيناز" عن هذه العادة التي لا تسبب لها اي مشكلة شخصية مؤكد بانها استشارت احد الاطباء النفسيين في هذا الامر وقد اكد لها بان سلوكها طبيعي ولا داعي للتفكير السلبي به وان عملية "خلع ولبس" الخاتم اثناء الحديث
يمنحها دفعة شخصية للثقة بالنفس كونها توازن ما بين حركة جسدها وعقلها اثناء حديثها مع الاخرين خاصة في القضايا الفكرية.
الدكتور عامر المصري اختصاصي الصحة النفسية
حول هذه الظاهرة يقول د. المصري بانها سلوكيات نمطية يمارسها بعض الاشخاص بسبب نوع من القلق او التوتر او الضغوط الخارجية فيقوم بتفريغ الشحنات الفكرية والعاطفية السائدة من خلال الحركات السلوكية والتي تؤدي الى الشعور بالراحة او التخفيف من كمية القلق ثم بعد ذلك تتحول الى حركات نمطية عديمة الفائدة لكن بسبب الخبرات التعزيزية والتي عبر من خلالها بهذه الحركات فانه سيستمر بممارسة نفس السلوكيات . واشار د. المصري الى امكانية التخلص من هذه السلوكيات الحركية من خلال مراجعة المعالج النفسي والذي يقوم بدراسة الخبرات التعزيزية وبناء على قوة وشدة هذه العادة يتوقف مستوى النجاح .
الدستور - جمانة سليم