تَعثُّر إيصال مياه الديسي إلى عمّان بموعدها وكمياتها

زاد الاردن الاخباري -

قام وزير المياه والري وزير الزراعة د. حازم الناصر بزيارة الى مشروع نقل مياه الديسي الذي يعاني من التعثر وصعوبة ايصال المياه الى عمان في الموعد الذي التزمت به الحكومات السابقة اضافة الى صعوبة ايصال كامل الكمية المتفق عليها والبالغة 100 مليون م3 .

وعلمت العرب اليوم من مصادر مطلعة ان مشروع مياه الديسي يعاني من صعوبات فنية تحول دون وصول مياه الديسي الى عمان بالموعد الذي تم تحديده سابقا "الاول من حزيران " ، اضافة الى عدم معرفة الكمية التي سيتم ايصالها وهي غير المتفق عليها .

واكد المصدر ان الوزارة تقوم بجهود استثنائية من اجل ايصال كميات من المياه في اسرع وقت ممكن دون تحديد الموعد والكمية وذلك بسبب ازدياد معاناة المملكة في موضوع المياه مع قدوم فصل الصيف اضافة الى اعداد كبيرة من اللاجئين السورييين .

وتفقد الوزير الناصر امس الاول عددا من المشروعات التي تنفذها وزارة المياه والري/سلطة المياه ووزارة الزراعة في مناطق الجنوب يرافقه أمين عام سلطة المياه المهندس توفيق الحباشنة ووفد من كبار مسؤولي قطاع المياه حيث بدأت الزيارة صباح الاثنين بتفقد محطة القسطل على طريق المطار واطلع على حسن جاهزية الاعمال النهائية للمشروع من قبل الفنيين المختصين في ادارة المشروع واستمع د. الناصر الى شرح مفصل عن سرعة الاجراءات التي اقترحها الوزير قبل اسبوعين بهدف التأكد من تنفيذها من لدن الشركة المنفذة للاسراع في جلب كميات مياه جزئية في أقرب وقت ممكن خلال هذا الصيف لمواجهة الظرف الاستثاني والطارىء الذي يعانيه قطاع المياه بسبب اوضاع الاجئين السوريين .

وقام الوزير والفريق المرافق بجولة ميدانية شملت كافة مرافق المشروع بدأت بالاطلاع على سير العمل في انجاز خط التزويد التابع لمشروع جر مياه الديسي بالقرب من منطقة جرف الدروايش في منطقة الحسا وتفقد محطات الضخ والتزويد الكهربائي وبين الوزير الناصر ان هذه الاجراءات تسير بالشكل المطلوب داعيا القائمين على ادارة المشروع الى تسريع الانجاز قدر الامكان للوفاء بما التزمت به الوزارة .

والتقى الدكتور الناصر في منطقة جرف الدراويش مجموعة من قيادة البادية التي تؤمن الحماية للخط معربا عن امتنان الحكومة للتعاون الكامل الذي تبديه قوات الامن العام وقوات الدرك وقوات البادية التي تبذل جهودا استثنائية ومضنية بهدف توفير الحماية لانجاز الخط بالسرعة الممكنة كاشفا النقاب عن ان التأخير في انجاز المشروع يعود في احد اسبابه الى موضوع الاعتداءات التي حدثت بالفترة الماضية واحدثت بعض الاشكالات والتي بحمد الله تم تجاوزها كليا حاليا .

واستمع الوزير من مختصين وعاملين في مواقع محطات الضخ والابار المنتشرة ومحطات التزويد الكهربائي في مناطق حوض الديسي الى شرح واف عن طبيعة الانجاز وبين الدكتور حازم الناصر ان هذا المشروع الريادي سينكعس ايجابا على كافة مناطق المملكة بعد استكمال كافة الاعمال فيه وسيؤمن الالاف فرص العمل اضافة الى توفير كميات مياه اضافية للشرب مما سيحد من تفاقم الوضع المائي الذي تشهده المملكة يوما بعد يوم نتيجة ظروف مختلفة .

واشار الوزير الى ان انجاز هذا المشروع سيعمل على توفير بنية تحتية كاملة في المناطق التي تتواجد فيها مرافق المشروع حيث بين ان الحكومة ستدرس اقامة تجمعات سكانية في المدى القريب في هذه المناطق مما يوفر على الدولة الاردنية اموالا طائلة كون شبكات المياه والكهرباء والطرق متوفرة وكذلك خلق فرص اقتصادية من خلال اقامة مشروعات هامة في هذه المناطق بما ينعكس بشكل ايجابي وحيوي على أهالي المنطقة والمناطق المجاورة مما يخفف الضغط عن المناطق المرتفعة والزراعية ويحسن من الواقع البيئي .

وتفقد الوزير كذلك عددا من الابار الرئيسية المزودة للمشروع بالمياه واطلع على كميات المياه التي يتم سحبها من هذه الابار ونوعية المياه مؤكدا ان مياه الديسي التي سيشرب منها جميع مواطني المملكة الاردنية الهاشمية هي مياه من افضل نوعيات المياه في العالم وستتم معالجتها والتعامل معها وفق أفضل الطرق المتبعة حديثا مؤكدا ان ما كان يثار حولها هي مجرد تكهنات وضعت وزارة المياه والري/ سلطة المياه كافة السيناريوهات للتعامل معها وايجاد الحلول المناسبة والعملية لها.

وفي منطقة الجفر التقى الدكتور الناصر والوفد المرافق عددا من صغار المزارعين في المنطقة حيث طالبوا بتعزيز الدعم الذي تقدمه وزارتا المياه والزراعة للنهوض بالزراعة في منطقتهم حيث اكد الوزير ان الحكومة رفضت اغلاق باب التصدير امام منتوجاتهم من البندورة واوعز للمعنيين بالاسراع بحل مشكلة سقاية المواشي في المنطقة وكذلك تركيب مظلة في بئر الشهيبة وكذلك سير العمل في بئر 31 الذي ستنتهي الاعمال فيه خلال أسبوعين وكذلك تفقد الوزير مشروع جمعية الجفر الزراعية لتوطين البدو التي فيها عشرات الوحدات الزراعية المستفيدة من هذا المشروع وأطمأن بنفسه والوفد المرافق على انجاز سلطة المياه لصيانة الابار الزراعية واعادة تأهيلها حيث تتولى الجمعية عملية الاشراف على تنظيم توزيع المياه والجباية من المزارعين لأثمان المياه البالغة 2.5 قرش للمتر المكعب الواحد وتسديدها للسلطة مقابل ان توفر السلطة الدعم الفني والصيانة للآبار وتوفر وزارة الزراعة الدعم والارشاد الزراعي كاشفا النقاب عن ان الصادرات الزراعية الاردنية خلال عام 2012 وصلت الى اكثر من 896 مليون دينار أردني وان خلال 2013 يتوقع ان تتجاوز المليار دينار.

وعبر عدد من المزارعين عن ارتياحهم للاجراءات التي قامت بها وزارتا المياه والري والزراعة مؤخرا حيث عبر مرزوق حيا عن سعادته لاعادة الابار التي انجزت مؤخرا الى عملها لدورها الكبير في تحسين معيشة اهالي المنطقة وكذلك اشاد المواطن نواف ابو تايه بهذه الجهود مبديا استعداد المزارعين التام للتعاون مع توجهات وسياسات الحكومة فيما يتعلق بالمياه والزراعة .

والتقى الوزير في الموقع الرئيس لمشروع الديسي قرب المدورة القائمين على المشروع وبمشاركة عدد من اهالي المجتمع المحلي واستمع الى شرح واف منهم عن ما تم انجازه مما طلبته سلطة المياه مؤخرا حيث اكد الاهالي التعاون الحكومي واشراكهم بذلك مبدين استعدادهم التام للتعاون وتقديم كافة اشكال الدعم الممكنة لانجاح هذا المشروع الوطني الرائد .

ودعا الوزير الشركة المنفذة الى الانفتاح على المجتمع المحلي وتقديم كافة اشكال الدعم الممكنة لهم وتوفير فرص عمل لهم حيث سيخلق ذلك شراكة حقيقية في تحقيق اهداف هذا المشروع الهام .

كما اطلع الوزير والوفد المرافق عن كثب على عملية الحفر التي تقوم بها الشركة المنفذة في احدى الابار التابعة للمشروع في المنطقة واطمأن على سلامة وسهولة الاجراءات اثناء عملية الحفر .

كما زار الوزير المشروع الزراعي في منطقة وادي الابيض والتقى في المنطقة عددا من المزارعين الذين طالبوا بابقاء باب التصدير مفتوحا حيث اكد الوزير ان هذا الباب لن يغلق وسيبقى مفتوحا واشاد بنجاح تجربة الزراعة في المنطقة المحاذية لمشروع فوسفات الابيض وتفقد عددا من الحفائر المائية الضخمة التي تزيد سعتها عن 5-6 ملايين متر مكعب من المياه التي تتغذى من الينابيع في المنطقة ومياه الامطار والمياه المعالجة في مشروع الابيض وتخدم ما يزيد على 2000 دونم تتم زراعتها بمختلف الانواع وخصوصا البندورة والشمام والبطيخ وطالب المزارعون بعدد من المطالب من اهمها توفير التمويل اللازم لتطوير الزراعة في المنطقة وتقديم الارشادات الزراعية الصحيحة حيث اوعز الوزير للمعنيين في مؤسسة الاقراض الزراعي بضرورة اعداد دراسات بهدف دعم المزارعين في المنطقة وتوفير الدعم المالي لخلق مشروعات زراعية للشباب مبديا استعداد وزارتي المياه والزراعة لتقديم كافة اشكال الدعم الممكنة لانجاح مثل هذه المشروعات الريادية التي تعود على المزارع والمواطن والوطن بالفائدة من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية .

وشدد الوزير على ان الحكومة موجها حديثه لعدد من الشباب في المنطقة الذين طالبوا بتوفير وظائف "ان الحكومة لن تبخل عليكم بشيء ولكن كما تعلمون فإن الدولة لا تستطيع توفير كافة الوظائف المطلوبة .... ولكن سنقدم لكم كافة اشكال الدعم اللوجستي والمادي والمعنوي لتكونوا روادا حقيقيين تصنعون مستقبل الوطن ومستقبلكم " مؤكدا ان هذه المشاريع عوائدها الاقتصادية عظيمة جدا وبالتالي تحقق تنمية شاملة في كافة المناطق .

وفي نهاية الجولة زار الوزير عددا من ابار المياه التي تعرضت للاعتداءات وكانت سلطة المياه قد اعادت تأهيلها واعادتها للخدمة مؤخرا .

العرب اليوم