زاد الاردن الاخباري -
خاص - احمد عريقات - رحلة قصير في أحد شوارع بيروت خلال اليومين الماضين أكدت لي أن الشعب اللبناني يجمعه " الكيف " رأس التنباك وجلسات الأرصفة على كراسي المقاهي وهواء بيروت وبحره ، ولكنهم فجاءة يفرقهم الربيع العربي ليعيدك إلى لبنان فترة السبعينيات " الحرب الأهلية " .
سائق التكسي " شيعي " يؤكد أن لبنان بلد الجميع وأنه كبلد لايحتمل معركة أخرى جديدة تخرج من هنا أو هناك ، وصاحب المقهى " السني " يؤكد أنهم يبحثون عن لقمة العيش كي يأكلوا ويشربوا ويعيشوا كفاف يومهم ولكن أن تغلق البلد كل يوم وتتوقف حركة السياحة وعندها لايجد اللبنانيون ما يفعلوه سوى قتل بعضهم البعض ، ورجل الدين المسيحي لاشيء يمنعه من أن يقف على رصيف الروشه ويقدم عرض دينيا للمشاة " إنجيل مجانا " يوضح من خلاله أسس التسامح بين الناس ، وتقف أمام تمثال لزعيم لبناني كتب أسفله " لبنان واحد لا لبنانان " ويبدو أن هذا الزعيم نسي أن يضيف لبنان ثالث جديد ظهر على الساحة في زمن الربيع العربي وهو لبنان الفقير الذي يبحث فيه اللبناني في حاويات القمامة كي يسد به رمقه أمام مباني تباع شققها بعشرات الملايين من الدولارات .
وفي النهاية تغلق طريق طرابلس بيروت وطريق صيدا بيروت من قبل اللبنانين أنفسهم ويقتل الشباب من أطراف الحالة اللبناية الثلاثية مضافا إليها الحالة السورية كطرف دخل لبنان لاجيء أو مشارك في هذا الصراع ،ويبقى اللبناني الفقير يبحث في القمامة ، وتغيب شمس لبنان في البحر بإنتظار أحدهم يقوم بالخربشه على جدار منزل ترك من أيام الحرب الأهلية يقول فيها "حرش بيروت بساع الكل " ، وتكتشف أن الشيء الوحيد الذي " يسع " كل اللبنانيين ويجمعهم هو المقهى على رصيف الشارع مع نفس "التنباك" .