أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن .. افتتاح الدورة 15 من كرامة .. سينما الإنسان النوايسة يشارك بالنسخة الثالثة للكونغرس العالمي للإعلام في أبو ظبي وزير دفاع إسرائيلي سابق: إسرائيل تقوم بعمليات تطهير عرقي بغزة بورصة عمان: الأردن حقق واحة سلام واستقرار نقدي غير مسبوق الأمير علي بن الحسينن يؤدي اليمين الدستورية نائبا للملك الهيئة العامة لتجارة عمان تقر التقريرين الإداري والمالي لعام 2023 الأونروا: غزة تشهد أشد قصف منذ الحرب العالمية الثانية الأردن .. اب يقتل نجله العشريني بمنطقة العدسية الأردن .. لمن يهمه الأمر حول جريمة الزنا - فيديو الأردن يسير 50 شاحنة مساعدات إنسانية جديدة لغزة الملك يغادر في زيارة خاصة يتبعها زيارة عمل إلى بلجيكا وأميركا إسرائيل تعترض مسيّرة قادمة من الشرق للمرة الثانية خلال ساعات بوتين لميركل: سامحيني لم أكن أعلم أنك تخافين الكلاب الصفدي: تطوير العقبة نموذجٌ لتحقيق رؤية الملك في منطقة اقتصادية عالمية تحديد تعرفة بند فرق أسعار الوقود للشهر الماضي عند صفر مواعيد مباريات اليوم السبت 30 - 11 - 2024 والقنوات الناقلة زعيم كوريا الشمالية: روسيا لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد أوكرانيا 10 شهداء في قصف للاحتلال على حي الشيخ رضوان شمال غرب غزة رئيس وزراء كندا يزور فلوريدا للقاء ترامب وسط أزمة الرسوم الجمركية التنمية والتشغيل مول 95 مشروعا بعجلون منذ مطلع العام
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الاسلام أفيون العرب

الاسلام أفيون العرب

02-07-2013 09:57 AM

ثمّة مؤشرات واضحة على حجم الخلل المقصود والتضليل الاعلامي المسُيس في التعاطي مع الأزمة السورية على الصعيد العربي والدولي جعلت الشعوب العربية بالذات تقع في فخ الانغلاق الفكري عبر رؤية مجريات الأحداث من جانب واحد وبعين واحدة لتسميم الافكار وانفاذ سياسات المرحلة الحالية ومتطلباتها.

التوظيف الديني للأزمة السورية واعادة انتاج المشهد السياسي والعسكري هناك بصفة طائفية ومذهبية وتقسيم المسلمين لفرق وجماعات متناحرة لخدمة توجهات ومصالح دول ترعى شعوبها بأسم الاسلام وتسعى في بث الخطاب الديني لاحياء الفتنة كلما تطلبت المصالح الدولية ذلك تنفيذاً للأوامر الخارجية بأسم الاسلام مع اغفالها المقصود لدور الدين ورسالته السمحة في التعايش السلمي وقبول الآخر ووأد الفتنة كأحدى المسلمات التي عززت نشر الاسلام في العالم فكراً وحضارةً بعيداً عن حد السيوف ورائحة الدم التي تحرص عليها تلك الدول في هذا الوقت بالذات.

التناقض المعيب والتباين السياسي لتلك الدول في تفعيل دور الأسلام كلما تطلبت المصالح الدولية ذلك واهمال الاسلام كلما امكن بعد ذلك يدعونا اليوم كعرب ومسلمين لعدم الثقة في المواقف الدولية لتلك الدول التي تبث الخطاب الديني , ففي العراق الذي تم احتلاله في العقد الاخير جرى الترتيب لدخول المحتلين من اراضي دولة تدعي الاسلام وعلى مرأى شيوخ وجمهور المفتين هناك وغاب الاسلام فجأة عن كل المواقف والفتاوى التي تتناول الوضع هناك , وفي غزة التي دمرتها الآلة العسكرية الصهيونية منذ سنوات كان الأسلام غائباً وكان الخطاب الديني للعربان في سباتٍ عميق , وفي فلسطين المحتلة لم نرى ذكراً لها في الاهتمامات السياسية لتلك البلدان بعد الملك فيصل رحمه الله وكان رعاة الخطاب الديني مشغولون في جمع المؤلفات والفتاوى لاحكام النفاس والطهارة على مدار اكثر من 30 عاماً مثلما لم نرى توزيعاً عادلاً للثروة النفطية للمسلمين لتلك الدول المتخمة ثراءاً وتركت البلاد الاسلامية التي تعاني الفقر ومحدودية الموارد تتصارع مع الفقر والتخلف في حين تنامت رؤوس الاموال الخليجية للنهوض بعجلة الاقتصاد الامريكي وشراء اساطيل الطائرات والترسانات العسكرية لتأكلها الرمال في صحارى العربان هنا وهناك .

هناك مؤامرة اتضحت معالمها على سوريا تستهدف الدولة والاقتصاد ووحدة الاراضي والتعايش السلمي , وهناك دول اغفلت الاسلام في نواحيها الاقتصادية والسياسية والعسكرية على مدار تاريخها بالتعاون مع المؤسسات الدينية فيها نراها اليوم حريصة على دعم مواقفها المعادية للدولة السورية بأسم الاسلام لنشر ثقافة الصراع الديني باسم الاسلام وتوزيع الموت المجاني باسم الاسلام والتفعيل المحدود والمشبوه لثقافة الولاء والبراء السياسي والديني انصياعاً للأوامر الخارجية واعادة ترتيب الدول العربية المحاذية لاسرائيل ليطعموهم من جوع مثلما آمنوهم من خوف بأسم الأسلام وطاعة ولي الأمر, ففي الوقت الذي تنساق فيه الفتاوى بوجوب طاعة اولياء الامور وتحريم الخروج عليهم نرى في المقابل تحريضاً واضحاً ودعماً غير مسبوق في مجمل الفتاوى المسيسة الداعية لاسقاط النظام السوري الحاكم كمقدمة خطيرة لا يغفل عنها الشيوخ نحو الاجهاز على وحدة الدولة والجيش والاقتصاد المتنامي الذي تنفرد فيه الدولة السورية عن باقي دول عربية ترزخ تحت وطأة شروط صندوق النقد والمديونية والتخلف الصناعي والحضاري وعدم الاكتفاء الذاتي ووتسابق في التسول في عواصم الدول الكبرى نتيجةً لسياسات ( المياومة ) التي تميزها بعيداً عن التخطيط الاستراتيجي الذي ميّز الدولة السورية عن باقي البلدان العربية كحقيقة واضحة لا لبس فيها .

تزاوج السلطة السياسية مع المؤسسة الدينية بشكله السلبي قَدّم الاسلام كمادة مخدرة للعواطف حين يتعلق الامر بطاعة اولياء الأمر ممن تسابقوا في مضمار التخلف وتضييع الثروات القومية فانتجوا مع ذلك دولاً رعوية تعاني الجمود والجهل والاعتماد على الدول المصدرة بكافة مطالبها الحياتية والحضارية وشعوباً نصفها تحت خط الفقر رغم الثراء الفاحش لفئات محدودة من أولياء الأمر تستأثر بالدخل القومي وتوّرثه للابناء , وقدّم الأسلام ايضاً كمبرر نفسي للقتل واحياء الفتن ورفض الثقافات الأخرى في سوريا والعراق بأسم الاسلام وحقوق الانسان وغيرها من مصطلحات السايكس بيكو العربي الجديد .

وقعت الشعوب العربية تحت الاحتلال العثماني باسم الاسلام ايضاً , وبعد الحقبة التاريخية التي اعقبت عهد السلطان محمد الفاتح سيقت ثروات ونفائس اموال الشعوب العربية لعاصمة الباب العالي كرهاً لبناء القصور والمجوهرات وممارسة أقصى انواع البذخ والثراء بأسم الاسلام , في حين اغلقت الدولة العثمانية خزائنها المتخمة عن بناء المساجد او المدارس او المستشفيات في اصقاع الدول التي بسطت عليها السيطرة بأسم الأسلام ايضاً وارادت فتح العالم ولم تدعنا ( نفتح ) كتاب عبر المئات من سنين التجهيل والتهميش , وكان حكام الدولة وازواجهم وحواشيهم يرتعون أمناً ورغداً في العيش بأسم الاسلام وفتاوى الشيوخ من حولهم , فلله درك يا أسلام كم أعتلى أسمك الطاهر زنديقاً ومارقاً على احلام الشعوب وانت منهم براء .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع