نظرا لأنه الموقع الأشهر عالميا بين مواقع التواصل الاجتماعي فإن «فيس بوك» يحتوي على بيانات تتعلق بنا أكثر من أي شركة خاصة وأكثر من معظم حكومات العالم. ولهذا ، ربما يكون من المقلق وربما الخطر أن يعرض الموقع ، سواء بحكم سياسته أو خطأ ، معلومات عنا لا نريد نحن عرضها. ولسوء الحظ ، فإن هذا كثيرا ما يحدث في موقع فيس بوك ولمستخدميه ، وقد أوجزت مجلة «بي سي وورلد» (عالم الكمبيوتر) هذه المشكلة بالقول :»يوم جديد مع فيس بوك يعني المزيد من المشكلات».
وكان من المفاجئ أن كشف الموقع مؤخرا عن التعامل مع «ثغرة أمنية» كانت تتيح للمستخدمين التسلل إلى المحادثات الخاصة لأصدقائهم واستعراض طلبات الإضافة الواصلة إلى أصدقائهم من أصدقاء آخرين. وكان خلل آخر قد حدث في آذارالماضي ، كان يتيح التسلل إلى البريد الإلكتروني الخاص للعديد من المستخدمين وتقييد قدرتهم على إخفاء المعلومات المتعلقة بكيفية الاتصال بهم. وكان الموقع الشهير قد غير في كانون أول الإجراءات المتعلقة بحماية الخصوصية ، ما أدى إلى ظهور مجموعة احتجاجية وصل عدد أعضائها الآن إلى أكثر من 2ر2 مليون عضو. وتتضمن الإجراءات الجديدة عرض المعلومات المتعلقة بكل مشترك بصورة تلقائية ، إلا إذا قام المشترك بخطوات تمنع هذا : ويعني هذا أن اسمك وصورتك الشخصية و ملفك والمدينة التي تتواجد فيها وشبكاتك وقائمة أصدقائك وكل الصفحات التي تشترك فيها متاحة أمام الجميع كما من الممكن أن يبحث عنها أي شخص على الشبكة.
وأعلن الموقع مؤخرا عن منصة «أوبن جراف» الجديدة التي اعتبرت مثيرة للجدل. ورغم أن الشركة أكدت أن الهدف هو مرافقة مشتركي فيس بوك خلال تصفحاتهم لمختلف مواقع الشبكة ، إلا أن المشكلة ربما تكون أكبر من هذا. وتسمح المبادرة للمواقع الإلكترونية الأخرى بتبني نظام الدخول إلى فيس بوك ، ما يعني أن نشاطات المستخدمين على المواقع الأخرى ستظهر لدى جميع الأصدقاء على فيس بوك. ورغم أن المبادرة تبدو نظريا جيدة لانها ستضفى مزيدا من الطابع الشخصى على الشبكة العنكبوتية ، إلا أنها تعني أنك ، دون أدنى رغبة ، ستعرض أنشطتك على الشبكة على زوجتك ومديرك في العمل ، أو ربما واحدا من المئات من الأشخاص الذين قد يكونون ضمن «الأصدقاء» على حسابك على فيس بوك ولكن في الواقع لا يعدون مجرد كونهم أشخاصا تعرفهم كزملاء في العمل أو حتى منافسيك. وقد أزعج هذا الاحتمال المطالبين بحماية الخصوصية .
وقد تقدم « مركز معلومات الخصوصية الإلكترونية» الحقوقي بشكوى الأربعاء الماضي للجنة التجارة الاتحادية. وقال مارك روتينبرج المدير التنفيذي للمجموعة :»يواصل فيس بوك التلاعب بإجراءات الخصوصية لمستخدميه وسياسة الخصوصية المتبعة فيه: حيث يعرض معلومات خاصة زود المستخدمون بها الموقع لسبب ما وينشرها على نطاق واسع لأغراض تجارية». إلا أن فيس بوك يصر على أن جل تركيزه ينصب على الوفاء بمتطلبات الخصوصية المتعلقة بمشتركيه.
وقال إليوت سكرادج نائب رئيس الموقع لشؤون الاتصالات الدولية والشؤون العامة لنيويورك تايمز « بالنسبة لخدمة شهدت نموا هائلا ، فإننا نعتقد إن سجلنا فى الأمن والسلامة لا يوجد نظير له «. إلا أن عددا من المنتقدين اعترضوا على هذا الكلام ، مشيرين إلى تعليقات الملياردير مارك زوكربرج /25 عاما/ مؤسس فيس بوك الذي قال في كانون ثان أن مسألة الخصوصية لم تعد « عرفا اجتماعيا». وأضاف :»يشعر الناس فعلا بالراحة لعرض المعلومات الخاصة بهم على آخرين ، وهذا المبدأ الاجتماعي (الخصوصية) تطور فقط عبر الزمن». وربما يكون زوكربرج محقا ، إذا نظرنا إلى دراسة حديثة شملت ألفي أسرة أمريكية وأوضحت أن الثلثين يستخدمون «فيس بوك» أو «ماي سبيس» للتواصل الاجتماعي ، وأن 52% منه ينشرون معلومات خاصة ربما تشكل تهديدا لهم ولأسرهم.
(د ب أ)