إذا كانت هناك أسباب وشروط لتقدم الأوطان فإن السبب الرئيس والشرط الأول هو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
فان اعتماد الكفاءة المهنية كمعيار وحيد. يعني القضاء على المحسوبية والشللية والواسطة ومراعاة الخواطر وإساءة استخدام النفوذ وعدم محاسبة من هم في موقع المسئولية.
إن العوامل السابق ذكرها هي مؤشرات قوية على وجود الفساد وتمكنه وتغلغله. ومجتمع يعاني من مرض الفساد لا يمكن أن يتقدم خطوة واحدة للأمام.
إن من يعتقد أن الفساد يقتصر على سرقة أموال الشعب وإهدار ميزانية الدولة هو مخطئ تماما. هذا وجه واحد من وجوه الفساد. ولعلي لا أبالغ لو قلت بأن هذا الوجه من الفساد يمكن السيطرة عليه لو عملنا على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. فالمهنية العالية أمر لا يصل إليه المرء إلا بالتميز والكفاح والإخلاص في التحصيل العلمي والفني والعمل المستمر على تطوير القدرات الذاتية. وفي العادة فإن الأشخاص الذين يتحلون بهذه المواصفات لا يمكن أن ينخرطوا في أعمال الفساد ولا يمكن أن يكونوا أعضاء في مافيا الهدم والتخريب.
إن الاستخفاف بمصالح الناس والاستهتار بأرواحهم والجرأة على حرمات الله وخيانة الأمانة هي سلوكيات مصاحبة لسمات شخصية كالفهلوة والنفاق والجبن والكذب والنذالة. وأصحاب هذه الشخصيات مستعدون دائما لفعل كل شيء ما عدا الإخلاص في العمل، للوصول إلى المناصب ومن ثم نهب المال العام.
إذا كنا جادين في محاربة الفساد فعلينا أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
بـقـلـم : خـلـيـل فـائـق الـقـروم