منذ فترة بدأت وتيرة الحراك لانتخابات بلدية الرصيفة بالتصاعد ، وكثير من المرشحين ــ لرئاسة المجلس البلدي أو عضويته ــ كثفوا تواجدهم في كثير من المحافل والمناسبات ، فمنهم من أصبح وعلى درجة كبيرة من الثقافة ، ومنهم من أصبح السياسي الذي يحلل ويركب ما عجز عنه جهابذة السياسة ، ومنهم من تحول لمصلح اجتماعي يزكم أنفه بكل شاردة وواردة ، ومنهم من جمع المجد من كل جوانبه فهو السياسي والمثقف وحلال المشاكل وربما يتحول ــ تبعا للظروف ــ لشاعر وكاتب وفنان ، وفي كل محفل تجد الكثير منهم وهو بالنسبة لهم موسم لإثبات الذات ولا يتكرر إلا قبيل كل دورة انتخابية وسرعان ما يعود الوضع لطبيعته التي تعود عليها سكان المدينة من جفاء وتهميش وإقصاء .
في الحراك الانتخابي يشعر المواطن باهميته حيث يتهافت بعض المرشحين للسؤال عن المواطن الغلبان ، وهذا المواطن يدرك أن صوته الانتخابي قد صنع له قيمة وحظوة لدى المرشح .
وهناك حراك أخر لا يكلف المرشح وقت ولا جهد وهو جالس في بيته يحتسي قهوته ويخاطب الجميع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ويوهم الأخرين أنه بجانبهم يتحسس الآمهم ومشاكلهم وهمومهم ، ثم ما يلبث أن يكتب عدة كلمات على صفحته المليئة بالطلاسم والاحجيات وخرايش في الثقافة والسياسة والحب والشهادة .
كما لوحظ أيضا أن بعض السحيجة والطبيلة ممن يوسمون ذاتهم بختم ( الرجل العام ) في المدينة وما حولها ويتحدثون عن تكتلات وتجمعات هلامية الشكل بلا جوهر ولا مضمون ، وكل منهم أوهم ذاته أن له أهمية على الساحة الانتخابية وأنه يتحدث باسم عشرة أو عشرين أو ألف من التابعين وتابعي التابعين .
والحراك الفريد من نوعه يتولاه بعض نوائب المدينة بتنصيب أنفسهم ( عراب الانتخابات ) يبعد هذا ويقرب ذاك ويعقد الصفقات ويتاجر بالاصوات ، وقد صدق كذبته أنه مرجعية الحراك ووصي على المدينة وسكانها ،
إن مدينة الرصيفة ــ وكما عهدها جميع الفاسدين ــ ما زالت تحتضن أبنائها المخلصين الذين يتوقون للعيش بسلام في بيئة نظيفة وخالية من الفساد ، انهم لا يريدون شعارات واهية وأكاذيب ــ صدقها من أطلقها ــ والمواطن بات يعرف الشريف من الفاسد والحر من العبد والكاذب من الصادق ،
الرصيفة تحتاج الآن لوجوه جديدة قادرة على تشكيل مرجعيات شعبية حقيقية ووجوه بريئة صادقة مع نفسها ومع الآخرين ،