زاد الاردن الاخباري -
يستيقظ الخمسيني رائد خميس مبكرا، ويسارع إلى تحضير "الطعم والسخاوي" قبل بدء عمله في مهنة ورثها عن آبائه وأجداده.
خميس هو واحد من ثلاثمئة صياد ما زال يمارس مهنة على وشك الانقراض في المدينة الوحيدة المطلة على البحر في الأردن.
ويصف خميس "رزق البحر رزق مبارك" ويتابع عمله في إعداد شباك الصيد، وهو يسرد ذكريات جميلة عاشها في خضم البحر، فيما تداعب الأمواج المتلاطمة قاربه الصغير.
ويرافق رحلة الصيد البحرية عدة طقوس منها العزف على آلة "السمسمية" والتخييم على شاطئ العقبة لعدة أيام للتمتع بأجوائه الخلابة.
ذكريات جميلة ينغصها على خميس ورفاقه هجرة جماعية لمهنة ورثوها عن آبائهم، إذ تدفعه كثرة الصعوبات كل يوم إلى ترك مهنته والبحث عن وظائف حكومية أو أعمال في مجالات أخرى.
وتتلخص أغلب المشاكل بحسب من بقي من الصيادين بمنع الصيد في المناطق الجنوبية، وضيق المساحة المسموح بها للصيد، إذ لا تتجاوز المساحة 15 كليومترا مربعا، إلى جانب منع الصيادين من الاقتراب من مناطق الفنادق والبواخر لاصطياد سمك صغير لاستخدامها كطعم وحجز قواربهم في بعض الأحيان.
ولحماية مهنتهم من الانقراض يطالب الصيادون بإيجاد مظلة تأمين صحي لهم ومنحهم ضمانا اجتماعيا، والسماح لهم بشكل أوسع بالصيد في المياه الدولية.
مطالب يرى فيها الخبير في تاريخ العقبة عبد الله المنزلاوي خطوة لحماية مهنة الصيد التي أصبحت جزءا من هوية العقبة وتراثها.
فيما أوضح مسؤول في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة فضل عدم الكشف عن اسمه أن هناك اعتبارات تأخذها السلطة بعين الاعتبار عند حظر الصيد في بعض الأماكن منها سلامة الصيادين، خاصة عند اقترابهم من السفن الكبيرة ووجود محميات مرجانية نادرة، إضافة إلى اعتبارات أمنية، خاصة وأن العقبة لها حدود بحرية مع عدد من الدول ما يحد من حركة الصيد في شاطئ العقبة الذي لا يتجاوز طوله 27 كليومترا.
رائد صبحي- السبيل