مما لاشك فيه ان فرحة كل خريج لا تكتمل الا بتحقيق طموحاته واهدافه ولعل من أكثر و اولى الاهداف التي يحلم الخريج بتحقيقها هي الحصول على وظيفة ملائمة تتناسب مع تخصصه وقدراته ومع هذا نجد ان عددا لابأس به من طلبتنا الخريجين يتخرجون من مقاعد الدراسة الجامعية وينتقلون الى مقاعد المنزل ينتظرون فرصة عمل مناسبة لأن اعداد الخريجين من الجامعات عالية لا يستوعبها سوق العمل من ناحية او ان متطلبات سوق العمل غير متوافرة في نوعية الخريجين وتخصصاتهم مما يضطر الخريج للعمل بوظيفة ليست من تخصصه فالمسؤولية اولا تقع على الطلبة في كيفية اختيار تخصصه وعلى المختصين المواءمة مابين نوعية الخريجين ومتطلبات سوق العمل حتى تتكلل فرحة الخريجين بالحصول على العمل المناسب بما يتناسب مع مهاراتهم وتخصصاتهم وبما يخدم المصلحة العامة للتخفيف من البطالة والقدرة على بناء المجتمع.وما نلحظه ان هناك اختلاف واضح بين سوق العمل والمتوافر من التخصصات وهذا سببه عدم التخطيط المسبق في طرح التخصصات المختلفة حيث يجد الطالب نفسه مرغما على دراسة تخصص لارغبة لديه بدراسته كما ان متطلبات سوق العمل تختلف من وقت لاخر وهي ليست ثابتة عند نقطة معينة ونحن نشهد قطاعات جديدة باستمرار وقد دخلت هذه القطاعات حياتنا بشكل ربما يفوق تصورات البعض وتغير متطلبات سوق العمل يتبعه تغير الاقبال على التخصصات الجامعية من حين لآخر وما نلحظه هو ثبات التخصصات في بعض الجامعات والتي لم يعد سوق العمل يطلبها.
نحن نعيش في عصر العلم والتكنولوجيا وثورة المعلوماتية وهي المهيمنة على عقول الناس وحياتهم لذا ينجذب الناس نحو ما هو عملي وما يمكن ان يحقق لهم فوائد ملموسة في حياتهم وهذا ما يبعد الطلبة عن دراسة بعض التخصصات التي لاتحقق لهم الفائدة في سوق العمل .
وعدم مواءمة بعض التخصصات القائمة مع سوق العمل يتطلب من الخريجين أن يعدوا أنفسهم جيدا لمتطلبات المهنة التي قد تختلف الى حد ما عن الدراسة الاكاديمية لذلك ان المهنة تتطلب شروط مختلفة اهمها التدريب العملي واستخدام التكنولوجيا المتاحة والتمكن من اللغة الانجليزية وهذه اصبحت مسائل ضرورية لكي يخوض الخريج معترك الحياة العملية بنجاح. حيث من ابرز معاناة معظم خريجي مؤسسات التعليم العالي الاردني ضعف مستواهم في اللغة الإنجليزية التي أصبحت الآن متطلبا حقيقيا لمعظم وظائف سوق العمل المحلية ، كما أن عدد الخريجين من التخصصات النظرية والأدبية والانسانية يتجاوز احتياجات سوق العمل لقدرات ومهارات أقل مما يتطلع إليه سوق العمل المحلية .
كما يفتقر بعض الخريجين إلى مهارات وقدرات متنوعة مكتسبة من أكثر من تخصص أو فرع معرفي و يعاني معظم الخريجين الجدد من ضعف الخبرات والقدرات والمهارات اللازمة لتطبيق ما تعلموه بشكل عملي في الميدان وغالبا لا يمتلك الخريج القدرات التي تساعده على تغيير مهنته الحالية إلى مهنة أخرى عندما يضطره التغيير إلى تغيير مهنته الحالية، إضافة إلى المعاناة الواضحة في مهارات التفكير الناقد والتحليل والإبداع.
وخلاصة القول ان ضعف المواءمة بين مخرجات التعليم العالي من الإنتاج العلمي لاحتياجات المجتمع تبقى مشكلة حيث يبقى هناك ضعف في موائمة مخرجات التعليم من القوى البشرية والإنتاج العلمي وأنشطة خدمات المجتمع والمشكلة تبقى في تقليدية التدريس، ودوره السلبي في جعل الطالب كمتلق للمعلومة وليس عنصرا فعالا في العملية التعليمية، وافتقار المناهج وطرق التدريس في جامعاتنا لتدريب الطالب على مهارات التحليل والتفكير وبطء الاستجابة لمعظم لتأثير متغيرات العولمة واحتياجاتها من التخصصات الجديدة التي ينبغي استحداثها .