زاد الاردن الاخباري -
تؤكد العشرينية "مجد حواري" انها "تلتزم بكافة قوانين السير اثناء قيادتها لسيارتها" ، لكن مجد اشتكت وبشدة من "سائقي المركبات العمومي وباصات النقل العام والخاص الذين وعلى حد تعبيرها "يفقدونها صوابها ويدخلون الرعب إلى قلبها وهم يتقافزون أمامها وحولها بسياراتهم مستعرضين مهاراتهم في التجاوز والتسابق الأمر الذي تعجز عنه هي من منطلق الحرص لا اكثر"،.
وتضيف مجد التي تقتني سيارة منذ عامين لم تحرر لها خلالهما اي مخالفة سير او تتسبب بحادث "لا اعتقد ان الرجال عموما يأخذون قيادة المرأة للسيارة على محمل الجد فهم لا ينفكون يزاحمونها ويحاولون التجاوز عنها مع نظرات لا تخلو من الاستهتار الواضح".
وتؤكد مجد ان كثيرا من الرجال لازالوا "يعتقدون ان المرأة هي السبب الرئيس لمعظم الحوادث المرورية التي تقع متهمين المرأة والفتاة التي تقود السيارة بقلة الحزم ، وسرعة تأثرها وضعف إرادتها ، وعدم تحملها".
لا لقيادة المرأة
عدنان صالح ثلاثيني لا زال يعتقد ان القيادة لابد وان تكون حصرا على الرجال معتبرا ان المرأة "كائن ضعيف ولا تملك القدرة وسرعة البديهة لتتعامل مع ما يحدث في الشارع".
ومن وجهة نظر عدنان فان المرأة بقيادتها او حتى عبورها للشارع تسبب حوادث اكثر من الرجل مجددا رفضه لفكرة تملك المرأة للسيارة عموما لما قد ينتج عنه من كثرة خروجها من المنزل وتعرضها لكثير من المعاكسات والحوادث". واتهم عدنان كثيرا من النساء اللواتي يتولين دفة القيادة الانشغال بأمور تسبب العديد من الحوادث والازمات المرورية ومن ذلك وضع المكياج خلال القيادة او التحدث في الخلوي والإنشغال بالشعر وتصفيفه".
المرأة اهدأ
اما رائد الحلاحلة 35" عاما" فقد رفض هذا المنطق مؤكدا انه ومن خلال مشاهداته اليومية يرى ان المرأة هي "الاهدأ والاكثر انضباطا خلال قيادة سيارتها". ورفض حلاحلة ما ذهب اليه عدنان من وجهة نظر اعتبرها معادية لقيادة المرأة بأنها اي قيادة المرأة باتت ضرورة .
وزاد حلاحلة"فمثلا زوجتي تقود سيارة وهذا يخفف حملا كبيرا علي من خلال اخذها للابناء للمدرسة وشراء الحاجيات المنزلية وتوصيل الابناء والكثير من الامور التي كانت تضطرني الى التأخير عن عملي لانجازها والقيام بها كان يتطلب احيانا مني اخذ اجازة".
ووجه حلاحلة سؤالا لعدنان ولكثير ممن يقفون ضد قيادة المرأة للسيارة"تصور تعرضك لامر طارىء وانت تقود سيارتك وحتى وانت في منزلك الن تكون قيادتها للسيارة ووصولك في الوقت المناسب لاقرب مركز طوارىء امرا ايجابيا ؟". وأضاف حلاحلة "نحن نتحدث هنا عن قيادة السيارة ولكن وكما اعتقد فالمرأة اليوم باتت تقود الطائرة وتعبر بها القارات".
أكثر الحوادث يرتكبها رجال.. والمخالفات نساء
نشرت وزارة المواصلات النمساوية ، دراسة اعادت فيها التأكيد على الفكرة التقليدية النمطية المتداولة عن النساء والرجال في قيادة السيارات ، والتي تقول إن النساء هن أكثر حرصا من الرجال في أثناء القيادة ، وأقل منهم تسببا في حوادث السير.
فقد أشارت الدراسة إلى أن النساء تسببن في وقوع 8100 حادث سير في العام الماضي ، بينما ارتفعت الحوادث التي تسبب بها رجال إلى 39 ألف حادثة. من جانب آخر ، أشارت الدراسة إلى أن أخطاء النساء التي ترصدها شرطة المرور عادة ، غالبا ما تتعلق بتجاهل الإشارات الحمراء وخطوط عبور المشاة ، بينما يرتكب الرجال تجاوزات بسبب ارتفاع نسبة المشروبات الكحولية المسموح بها ، وعدم التزامهم بالصيانة الميكانيكية لسياراتهم كما تطالب شرطة المرور عادة.
وحسب الدراسة ، يلتزم الرجال والنساء بربط أحزمة الأمان بنسب متساوية تقريبا ، تجاوزت النساء الرجال في استخدام الهواتف الجوالة في أثناء القيادة ، ويعللن ذلك دائما بالقول إن مكالماتهن عاجلة يجرينها مع الأطفال في منازلهن أو مع المدارس. أما الضيق الشديد وقلة الصبر من ازدحام المرور وما تسببه من اختناقات ، فكلا الطرفين ما بين سن الأربعين والخمسين ، يتساويان في ردة فعله ودرجة انفعاله بها.
وتضيف الدراسة أن الشباب من الذكور ، خصوصا من سن 18 إلى 40 ، يبدون اهتماما أكبر بسياراتهم من الفتيات من الفئة نفسها. وقد تربط الشاب بسيارته علاقة قوية ، تصبح مصدر غيرة لشريكته ، بينما لا ترى المرأة في سيارتها أكثر من وسيلة لاستقلالها.
في الاردن
وعن حوادث السير في الاردن ، فقد ذكرت احصاءات ان هناك حادث سير واحد يتم التبليغ عنه كل 5 دقائق ومواطن يقتل في حادث سير كل 10 ساعات ، وخمسة أطفال يموتون أسبوعيا بعد زيادة مقدارها %17 في عدد المركبات في الأردن خلال ذلك العام لتصل إلى 800 ألف مركبة لشعب يتكون من 5 ملايين مواطن ومليون زائر. وفي الوقت الذي لا توجد دراسات تفسر هذه الاحصاءات التي لم يتسن التأكد من صحتها ، الا ان مديرية الامن العام تؤكد ان المرأة تفوق الرجل في تحقيق متطلبات النجاح في اختبارات منح رخصة قيادة المركبات.
وأشارت دائرة السير في تقرير اوردته في وقت سابق أن النساء عموما أوفر حظا من الرجال في الحصول على رخصة القيادة مهما كان نوعها من أول مرة رغم الفكرة السائدة عن ترددهن وخوفهن من القيادة.
الدستور - رنا حداد