زاد الاردن الاخباري -
كم أحسدكم جميعا، نعم هكذا ابدأ قصتي. كم تمنيت أن تكون مشكلتي بعلاقة مع فتاة، زواج، أو حب أو طلاق مثل كل الناس. باختصار ودون مقدمات أنا شاب في الثانية والثلاثين من عمري، بدأت قصتي عندما سافرت وتركت الأردن للعمل في الخارج. كنت متفوقا في دراستي وناجحا في عملي وكنت أعاني من بعض الألم أسفل البطن لم أكن أهتم كثيرا لهذا الموضوع. بعد شهر قررت مراجعة المستشفى وبعد سلسة من التحليلات أخبرني الطبيب أنني أعاني من ذاك المرض الذي أكرهه وأكره حتى أن اكتب اسمه.
الحمد لله على كل شيء، بدأت رحلة العلاج، لم يكن المرض قد انتشر وقال الطبيب أنه في مراحله الأولى وأن نسبة الشفاء عالية. لم أخبر أحدا ولا حتى أصدقائي رغم أنني كنت أعلم أنهم يعرفون بأن شيئاً غير طبيعي أمر فيه. ومرت 5 شهور من العلاج كنت كل يوم أذهب لأزور البحر ،أتكلم معه ،وأفكر ، ترى متى سأترك هذا العالم ، قد أنتكس في أية لحظة وأغادر ، كنت أكلم البحر دائما ،أجلس على الشاطئ حتى الصباح، أنظر إلى السماء، أراقب الأطفال ،أنتظر شروق الشمس لعلها تضيء قلبا نبض للحياة وابتسم للمرض وتفاءل بالمستقبل. لم يؤثر مرضي على عملي بل بالعكس انتقلت من منصب إلى منصب وحصلت على زيادة في الراتب. المهم بعد استمرار العلاج قال الطبيب أن جميع الخلايا السرطانية قد دمرت ولم يعد هناك ما يدعوا للقلق وعملت تحاليل على فترات متباعدة وجميع النتائج ممتازة ولا مؤشر لعودة تلك الخلايا.
قد تسألونني أين مشكلتك إذن؟ أنني وببساطة لا أستطيع أن أعود كما كنت ، أريد أن أعود كما كنت، أريد أن أبتسم من قلبي ، أريد أن أتزوج ، أريد أن أعود وأزور أهلي دون أن أبكي عند رؤيتهم ، أريد أن أنسى ما حصل ، أريد أن استرد ثقتي بنفسي ، أصبحت أشعر بالخوف من عودة المرض. لست مريضا نفسيا ولا أريد مساعدة طبيب ، اعلم أنني أطلت في الكتابة ، لكن حتى أسترد ثقتي بنفسي وحتى أعود كما كنت أحتاج لبعض الوقت ...أحتاج لبعض الوقت