زاد الاردن الاخباري -
خاص ــ إيهاب سليم / السويد ــ
تهديدات.. اعتقالات.. اغتيالات.. اغتصابات.. خطف.. تعذيب.. سلخ.. تنكيل.. تهجير.. مصادرة أملاك.. مصادرة أرواح.. مصادرة ثقافة.. مصادرة لغة.. مصادرة دين.. هذا مختصر ما حدث ويحدث للمسلمين العرب والمسيحيين في العراق ما بعد الاحتلال الأمريكي- البريطاني في نيسان عام 2003, لكن الجاني الرئيسي فيها لم يكن الاحتلال, بل إيران وعملاءها وأذنابها, الذين يصنفون شعبيا بالأشد فتكا وبطشا على المدنيين حتى بلغت ذروتها بطلب عدة عائلات من المُحتل حمايتهم من بطشهم بدون أي ذنب سوى أسماء ومسميات وألقاب وطائفة وعروبة ودين.
نجح المُحتل فعلا بخطته السماح لايران بالتدخل في كل صغيرة وكبيرة في البلد وتعداها بمساعدة طهران في انتاجات الطاقة النووية من خلال التسهيل بنهب الزئبق الاحمر من العمارة جنوب العراق وامتصاص اليورانيوم من شمال العراق,لذا نلاحظ حجم التزاوج العرفي ما بين جلال الطالباني واحمدي نجاد في الجانب الشمالي من جهة, وما بين الاخير و المالكي والحكيم والصدر في الجانب الجنوبي, على الرغم من ان حركات التحرر الكردية تقيم علاقات وثيقة مع جهاز المخابرات الاسرائيلي "الموساد" منذ اواخر الاربعينات حسبما مدون في الموقع الرسمي للجهاز باللغة العربية في سيرة الرئيس الاول للموساد "رؤفين شيلواح", وهذا الزواج العرفي دائم على الرغم من ان حزب الدعوة ومنظمة بدر وجيش المهدي قد سفكوا من دماء الأبرياء في شوارع العراق قاطبة بما تقشعر لها الابدان, ودماءهم ليست رخيصة.
طهران تلعب في الورقة العراقية من خلال أذنابها وتسخر كافة طاقاتها لتحويل العراق الى حجر في رقعة الشطرنج, وقد مكنها الاحتلال من خلال هدم الحائط الشرقي للمنزل العراقي لبسط نفوذها في البلدان العربية ومنها فلسطين المحتلة, كما تمكنت في وقت سابق من بسط نفوذها في افغانستان من خلال السماح للاخوان المسلمين الافغان بالدخول مع حلف الناتو على ظهر الدبابة الامريكية للبلد, للدقة نجحت طهران حقا من خلال أكاذيبها وتسترها تحت العباءة الدينية من تحويل البلدان الثلاث الى احجار في رقعة الشطرنج مُقابل احتواء العربية في كامل البلدان العربية, كما جرى للاحواز العربي المحتل من طهران منذ عام 1925, وعمليات تفريسه المتواصلة وبناء الجدار الفاصل والمستفرسات "مستعمرات إيرانية" والمضايقات والبطش كحال الجزر الاماراتية المحتلة "طنب الكبرى والصغرى وابو موسى", وحال البحرين والسعودية في خطوة البيدق التالية.
لذا فالمنطقة العربية عامة تحت خط النار الفارسي, ويساعد طهران في ذلك ذراعها الأيمن "حسن الصدر" وذراعها الأيسر "مقتدى الصدر" وكلاهما في لبنان تحت انظار الاقمار الاصطناعية الامريكية بزفة عُرس غربية وتهليل عربي أعمى جزاء قتلهم الابرياء في العراق, فالمشكلة القادمة اعمق من الحالية حيث تتخبط الادارة الامريكية في العراق وجميع خطواتها تتجه نحو تسليم بغداد الى طهران كما سلمها القائد المغولي "هولاكو" بعد غزوها عام 656 هجرية/1258 ميلادية, فجنوب غرب اسيا "العراق " لا يمكن ان يتحرر كليا ويحافظ على عروبته وإسلامه الا بعد تحرر قلب القارة الآسيوية "افغانستان" لذا نلاحظ ان امريكا شلت القلب بصعقات البارود عام 2001 لتتوجه بسهولة الى الجسد عام 2003.
فالدول الغربية في معضلة حقيقة بأفغانستان,فهم ما بين الانسحاب والخشية على أراضيهم وشعوبهم من عمليات معادية داخل أراضيهم تارة,وما بين الالتزام بالحلف والبقاء في البلد وتحمل الخسائر البشرية فيه, لذا شاهدنا زيارة نجاد الأخيرة الى واشنطن بعد زيارة افغانستان وتصريحه لوكالة مهر الايرانية بان ايران تمتلك مفتاح الحل في العراق وافغانستان وفلسطين, اي لسان حاله يقول لاوربا:"نقبل المفاوضة على حساب هذه البلدان وليس ايران".. للأمانة هو قادر ان يهب كامل تراب فلسطين المحتلة الى تل ابيب مقابل ان يتسلم فعليا كامل الادارة في العراق والخليج العربي مع مشاركة عسكرية لقواته في افغانستان, والبرهان تصريحه الدجال بان بن لادن في واشنطن رغم انه كان جالسا على مقعد الشيطان الأكبر وبتأشيرتها وبتنسيق امني معها ضد هذه البلدان الثلاث, فمن لا يملك شهيد ايرانيا واحدا في هذه البلدان الثلاث وشارك في قتل الفلسطينيين والعراقيين والافغان قادرا ان يفعل كل شيء على حسابهم.
لذا فان بتر يدّي ايران في العراق وفلسطين وتخلل جسدها في المنطقة العربية وارتجاج عقلها في افغانستان يبدأ من لبنان حتى ترفع يديها من هذه البلدان, فالاولى حماية هذه البلدان الثلاث والمنطقة العربية وشعبها الواحد من رقعة الشطرنج الإيرانية التي طفح الكيل منها ومن المُقامرين معها, فاليهود قد يعطفون على شعبنا العربي بخيمة على بوابة الامم المتحدة لكن الإيرانيين يجردون شعبنا من ملابسهم حاليا على بوابة قُم.