كأي جسد تعد الخاصرة فيه من المناطق الضعيفة والرخوة التي افي كثر الاحيان ما تصيب منه مقتلا .. هكذا هي محافظة ديالى العراقية باقضيتها المحاددة لدولة الشر ايران حيث نشطت الاطماع الايرانية مجددا لاثارة حرب طائفية تمهد السبيل وبطرق التهديد والتشريد والاقصاء لقيام دولة شيعية في العراق .
التشييع يعد اليوم احد اكبر مراميها في العراق اولا وبلاد العرب ثانيا .. بعدما فشلت سابقا عن طريق الحرب وابتلعت ايران السم في زمن الخميني ،يوم خسرت حربها التي دامت ثماني سنوات باستسلام مهين..
هي اليوم وبعدما اسقط الغزو الامريكي المدعوم لوجستيا من ايران، اسقط الحكومة الوطنية في العراق برئاسة الرئيس الراحل صدام حسين ، لم تجد عائقا امامها الا اقضية المواجه في ديالى ذات الاغلبية السنية فكانت المقدادية الهدف الرخو لزعزعة استقرار هذه المحافظة تمهيدا لاجبار اهلها على التشييع وهو ما سيفتح الباب واسعا في ديالى طالما ان الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي مُنفذ دنيء وضع تحت تصرفها كل الشرطة والجيش اللتان تحت امرته باعتباره قائدا عاما للقوات المسلحة والغالبية فيها هي المليشيات ..
خط المواجهة والاصطدام والتغلغل الايراني يركز اليوم عبر ميليشيات عراقية ايرانية الهوى على مدينة المقدادية مستهدفين تهجير سكانها من السنة العرب بكل الوسائل وفي المقدمة منها ما نشهده اليوم من حملة ظالمة لتخويف سكانها قصد دفعهم لمغادرتها..
وان تفجير جامع الوجيهية على المصلين وقتل واصابة اكثر من ثمانين منهم يدق ناقوس الخطر ليس عراقيا وانما عربيا فاحذروا ايران بعدما تحطمت البوابة الشرقية للوطن العربي تحت كيد الكائدين والاذلاء ممن اتوا على ظهر الدبابة الامريكية...
هذا الذي يحدث في هذه المدينة من قتل لسكانها وتشريدهم وارسال رسائل التهديد الطائفية لهم تقف وراء ذلك كله امكانيات دولة وليس عناصر منفلتة صارت تتصدى للمكون الاكبر في عقر داره في ديالى ذات الاغلبية السنية.. وفي محافظات اخرى ..
وهو ابلغ دليل على ان المرامي الايرانية الحاقدة على العراق الذي كان منطلق الفتوحات الاسلامية ما يقع اليوم في المنطاق المتداخلة طاءفيا بقصد اثارة النعرات ،وجلولاء ليست ببعيدة عن مراميهم وهي ليست الا فراسخ معدودات عن المقدادية التي تعد بنظرهم قاعدة الانطلاق لتشييع كل هذه المحافظة بالترهيب والترغيب ،
صرخة تحذير اطلقتها العشائر العربية السنية المتواجدة على خط النار بعدما وقعت بين رحى فكي النوايا الايرانية التاريخية الحاقدة وحكومة المالكي الفاسدة وهي اكثر فسادا من اي حكومة مضت كونها ظل ايراني بغيض تهيمن عليها احزاب عميلة نشات وترعرعت في ايران وتسلمت الحكم بمؤامرة امريكية ايرانية بعدما تم الانسحاب الامريكي من العراق كاملا عام 2011
هنا ارادت ايران ان تملئ الفراغ السياسي جراء ضعف الجيش العراقي ووجود ميليشيات عميلة لها تسهل مهامها في الاستيلاء على العراق قطعة قطعة تبدأ من خاصرة العراق ديالى التي لاتبعد عن بغداد باقل من ستين كيلومترا ومن مناطق وبؤر شيعية منتشرة هنا وهناك وتحديدا في مدينة بلد في جنوبي محافظة صلاح الدين وغيرها ،غذتها وامدتها بالمال السياسي والتدريب على القتل ووسائل ارهاب المواطنيين..
ما اوردة الجنرال الامريكي كيسي هو ليس بجديد ولكنه قطعا ابلغ دليل على ان من اثار الفتنة الطائفية في العراق عام 2006 هي ايران وحدها لان شيعة العراق هم عرب اقحاح لا يخطر على بال احد منهم ان يفتت بلده ويكون حصان طروادة وبمسامير ايرانية ..
لاكنه مع الاسف ثبت بالدليل بعد الذي حدث في المقدادية ان هناك ميليشيات عراقية واحزاب عميلة مثل حزب الدعوة والمجلس الاسلامي الاعلى ولدوا وترعرعوا في ايران وتدربت فصائلها عنده ورضعت الفقهة الباطني الايراني ،ولا زالت ايران تستخدمهم ماشة في ابعاد كل المكونات الطائفية الاخرى في طريقها ..حتى تحقيق اهدافها..
لهذا وقع الاختيار على سامراء عام 2006 وتم تدمير قبتي الصحنين الشريفين للامامين الهادي والعسكري وما جرت تلك الحادثة من حرب طائفية غير معلنه ذهب جرائها مئات الالوف من الضحايا والمشردين ..وقتها كانت الشكوك تحوم من حول منفذيها الا ان المالكي كان على الدوام ينفيها مثلما فعل مع اعترافات كيسي ..
و اثبت هذا الاتهام الموجه لايران من قبله العديد من القادة الميدانين سواء العراقيين او الامريكان وبما لايقبل جدلا ان الايدي والعقول الموجهة والمنفذة لتفجير سامراء تكمن ورائه ايد وعقول واموال ايرانية بامتياز..
بلا شك ان ايران بعد غزو العراق قد اعادت تلميع مفاتيحها واستخدمت بدل الحرب ادوات اشد مكرا الا وهي الطائفية عن طريق استعداء ملة على اخرى ما يسهل عليها اخافة العشائر العربية السنية تدعمها في ذلك قوات سوات ووالمليشيات المنضوية فيما يسمى بالجيش العراقي الجديد..
لاثارة حرب طائفية جديدة تخفف الضغط عن حكومة الرئيس بشار الاسد المترنحة ..اذن هي سياسة فتح جبهات سواء في البحرين او العراق او السعودية وغيرها وبقاع اخرى تنتظر لكي تخفف الضغط عن النظام السوري .. فاي البلدان سياتيها الدور الايراني يا ترى ..؟
لو سقطت ديالى يا عرب بيد الاعاجم فستسقط بغداد ولو سقطت عاصمة الخلافة العباسية مجددا فلن تقوم للعراق قائمة فعلى ارض ديالى ومنها واقعة جلولاء كسرت شوكة الفرس وعلى ارضها اليوم تريد ايران ان تسترجع احلامها المريضة قطعة قطعة..
كان العراق قبل ربع قرن من الزمان هو البوابة الشرقية للوطن العربي ايام الشهيد صدام حسين قبل ان تهدم هذه البوابة بالغزو عام 2003... اليوم هي نفس البوابة التي ستدخل منها ايران للعراق باكمله ومن ثم سوريا وغيرها من الامصار وبالتاكيد سوريا المثابة الثانية في مخططهم.
الحلم الايراني في تشييع الوطن العربي لايتوقف لانه وبحسابات المرشد الاعلى خامنئي سيجعل منها قوة عظمى بعدما امتلكت بعض وسائل القوة وصارت عضوا على وشك الدخول في النادي النووي ..
المطلوب عربيا الانتخاء للعراق وعدم تركه وحيدا في المواجهة الصعبة التي تدور على ارضه وعلى ارض المقدادية وستليها جلولاء التي خسر الفرس معارك بقائهم ايام الفتح الاسلامي فهل ينحني العرب وتستعد افيال كسرى انو شروا ن خامنئي الذي يحكم ايران اليوم للتقدم صوب بغداد المهدمة قلاعها الامنية والنفسية ..
كل معارك ايران الباطنية المؤيدة من حكومة المالكي اصبحت اليوم لاتدور بالسر ومدينة المقدادية هي الطعنة النجلاء.. لو نجحت في تنفيذ مخططها ..فهل يسكت العرب والعالم عما يدور وعما تهيئ له ايران من حرب ستشعل المنطقة باسرها..؟