زاد الاردن الاخباري -
شكلت مبادرة رئيس الوزراء الاردني الاسبق احمد عبيدات نقطة تواصل غير ممكنة وغير مسبوقة من الناحية العملية بين نخبة من اكبر السياسيين المتناقضين فكرا وخطابا في اطار الدعوة الجماعية للوحدة الوطنية.
وقائمة الموقعين على المبادرة حفلت بمفارقات الاسماء، فالناطق الرسمي باسم المفاوضات وسفير الاردن سابقا في تل ابيب وواشنطن مروان المعشر وقع على وثيقة المبادرة الى جانب حليف ونصير المقاومة وحركة حماس الشيخ زكي بني ارشيد.
وهنا لاحظ احد المتابعين ان اسم المعشر ظهر على بيان يصف اسرائيل "بالكيان الصهيوني" في واحدة من مفارقات البيان.
وابرز شخصية شيوعية في البلاد وهي الدكتور يعقوب زيادين وقع على بيان مبادرة عبيدات الى جانب الرجل الثاني في حزب جبهة العمل الاسلامي ارحيل الغرايبة ومنظر التيار الاسلامي الاول الشيخ عبد اللطيف عربيات.
"وظهر اسم الليبرالي مصطفى حمارنة الى جانب اسماء شخصيات كلاسيكية محسوبة على التيار المحافظ ونقطة التلاقي الابرز تمثلت في انضمام الرئيس الاسبق عبد الكريم الكباريتي للقائمة مع عبيدات رغم ندرة التوافق السياسي بين الرجلين.
وظهر اسم الكاتب الناقد بقسوة للتيار الليبرالي فهد الخيطان الى جانب اسماء ليبرالية في الاعلام مثل عريب الرنتاوي وياسر ابو هلالة كما وقع القياديون في الحركة الاسلامية الغرايبة وبني ارشيد مع علي ابو السكر رغم الخلاف الدائر بينهم على مواقع الصف الاول في حزب الجبهة.
ووقع على الوثيقة الكثير من خصوم السياسة وجنرالات الامن والمخابرات والسياسة السابقين" وخلافا للخطاب الذي يعتبر المبادرة ردا على بيان سابق ومثير للجدل اصدره بعض المتقاعدين العسكر نقل ابو هلاله عن عبيدات قوله بانه يتفق مع ما قاله المتقاعدون بخصوص الاصلاح الحقيقي في البلاد نافيا قصة الرد على بيانهم بالمبادرة.
وفي السياق اوضح عبيدات لاحقا لـ"القدس العربي" بأن ترتيب البيت الداخلي وتمتين جبهة الوحدة الوطنية اولوية لا تقبل التأجيل ولا تتعلق بترف الاختيار، موضحا ان المسألة تدخل في باب الواجب الاخلاقي للجميع وفي كل مكان.
"واشار عبيدات الى ان المبادرة التي حملت اسمه لم تعد كذلك وانها خرجت لكي تقول كلمة سواء حاسمة ضد اي جملة انقسامية وتفتيتية مما نسمعه ويؤذي مشاعرنا الوطنية احيانا.
ولا زالت في السياق وثيقة المبادرة تحظى بالنجومية، فقد ايدها ضمنيا الرئيس الاسبق فيصل الفايز والشيخ برجس الحديد احد اهم الشخصيات."لكن المفارقة تمثلت بموقف النقابات المهنية التي تتذرع بورود نص في المبادرة لا تؤيده يتعلق بقرار فك الارتباط.
بسام البدارين / القدس العربي