كما ان الحضاره الاسلاميه والعربيه كان لها انجازات مشهود لها في العلوم والاداب والفنون فأنه ما زال هناك في عالمنا العربي الكثير من الشرفاء ذو القيم والاخلاق الحميده اللذين يعملون بصمت وحياء في وقت يسود فيه الظلم والغباء والفساد حتى بات هؤلاء الاشراف هم الغرباء يتدثرون بثوب العزة والكرامة اللواتي كادت ان تنقرض من مجتمعاتنا فهم يعملون في بيئات ملوثه بالفساد ويكظمون غيظهم من اجل استمرار الحياة هبة الله لبني البشر .
وتكاد ابداعات هؤلاء الاشراف ان تقتل في مهدها لان المحيط الفاسد حولها لا يريد لها النجاح ولا يسمح لصانعيها باخذ زمام المبادره فترى اؤلئك المبدعين محبطين ضعفاء لا حول لهم ولا قوه ينتظرون احدى الحسنيين الموت مقهورين او ايجاد فرصة للعمل والعيش خارج اوطانهم ايا كانت تلك البلدان .
ان العوامل الاساسيه لسيادة الفساد هما المناصب والمال فاذا توافقا مع نفوس مريضه او جشعه يكون الشخص قد دخل في دوامة الفساد وحيث ان الوضع الاقتصادي الصعب وغياب الضمير والتجرد من القيم والاخلاق كلها تساعد في الانزلاق داخل تلك الدوامه فاننا نجد ان الفساد مستشري في جميع الشرائح الاجتماعيه وقطاعات العمل حتى بات الحرام والحلال يفسر حسب الظرف والحاجه بكل حاله وبات الشرفاء المتمسكين بالاخلاق الحميده والقيم قليلون جدا بل هم ندرة في المجتمع ولا يشكلون اغلبيه ولا يملكون قوه فهم مفتتون هنا وهناك وتفكير كل منهم منصب على حياته وبقاء عائلته .
وتجد هؤلاء الاشراف يعملون في المجال السياسي والاجتماعي والمهني وفي القطاعين العام والخاص ويطمحون بتغيير المجتمع ولكنهم لا يستطيعون ذلك مع انهم كادوا يشكَُون في مقولة ان القناعة كنز لا يفنى وكأنها اصبحت وهم لا يطعم الخبز او يسد الرمق .
المهندس احمد محمود سعيد