مسلسل الوطن البديل 3
في الخبر المنشور على موقع كل الاردن والمعنون بــ دولة الرفاعي الاب يفتح النار على المتقاعدين العسكرين وهذا الرابط الالكتروني له http://allofjo.net/web/?c=117&a=21388 , ولعل الخبر للوهلة الاولى يأخذنا الى جدلية بيان المتقاعيدن العسكريين , ولكن طيات الخبر وإن كان مقتضب , ورد دولة الدكتور المتقاعد عسكري معروف باشا البخيت , أوضح لنا ان الهجوم لم يكن المقصود به البيان وما يحمله من أفكار , وإنما المقصود به أشخاص , وروائح الاجندات الخاصة تفوح منه , ولعل دولة البخيت المؤدب وهذا ما يعرف عنه , في رده ذاك , قد فضح المستور , وما يجعل البخيت يغضب ويرد الإتهامات , الا ما كانت لغته ومغزاه فعلا غير مقبول ومرفوض وبغض النظر عمن يَصدر او صدر .
البيان ...., يا لهذا البيان الذي أخرج من الارض البركان , وهاجت به العواصف واشتعلت النيران , المنطقي المفروض حين مناقشة أية بيان , او خطاب او بحث , هو الإرتكاز في التحليل والردود على ما تحمله الكلمات من أفكار , وما يُقصد من ورائها من المعاني , وما الغايات التي يراد تحقيقها , ولكن بيان العسكر من المتقاعدين , تجاوز كل هذا , وذهب بنا الى ملفات حارة ملتهبة , كم كنا نتمنى أن تفتح وتثار , ولكن حماة الوطن , سياجه المنيع , أعطونا الأمان , وفتحوا لنا الباب , وما أوشكنا على استغلال هذه الفرصة وحب الوطن تتغنى به جوارحنا , الا ونهضت الكروش الممتلئة فسادا , تدافع عن كل ما نرفضه أساساً , وتضرب على أوتار حساسة لطالما تغتنت هي بعدم اللعب عليها , وكشرت أنيابها عمن كانوا حماتهم كأفراد من هذا الوطن , ولم يكن العسكر يوما يحمون خائن أو فاسد , ولكنهم كانوا يحمون ويحافظون على الدولة , الدولة ككل .
قبل أي شيء لنتذكر أمرا مهما وحيويا , وهو أن المتقاعدين العسكرين ينبوع عطاء لا ينضب , فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقضوا على المتقاعدين العسكرين , إلا إذا أصدروا قانونا يلغون فيه التقاعد , ويبقى العامل عاملا حتى الممات , لذلك , فبيان المتقاعدين العسكريين , هو بيان مستمر ومتجدد , فالعامل اليوم متقاعد غداً , ولا بد من الإشارة هنا الى أن العسكرين ,ومنذ ما يقارب العشر سنوات , تغيرت أحوالهم , وتقدمت ظروفهم الى الأحسن , واصبح العسكري محسود بين فئات الشعب , لذلك فإن العسكرين عندما يغضبون من أي وضع حاصل , او ظرف جاري , فلا يمكن تحميله الى مصالحهم الشخصي , نعم قد يكون الطموح لديهم موجود , وهذا من طبيعة البشر , وقد نتفق معهم و نختلف , فلسنا بمعصومين , أما عندما ينتفضون لوطنهم , ويعلنون موقفهم وبحزم , ويتغلف بيانهم بطبيعتهم العسكري , فهذا مؤشر خطير , وكبير , لانه عندما يشكو المواطن المغلوب على أمره , وينتفض لأنه لا يملك ثمن رغيف خبز , فهذا معقول مقبول , ولكن عندما ينتفض المواطن القادر على تأمين لقمة العيش , والميسور الحال , وإنتفاضته نابعة من وطنيته وغيرته , والتي هنا لا مجال للتشكيك فيها عندما نتحدث عن المتقاعدين العسكرين , فهذا يعني أن الظروف التي وصلت اليها البلد , ظروف صعبة , وحالة مرضية قاتلة , حتى الذي لا يمكن ان يصاب بها خاف منها , وأعلن خشيته وموقفه , ورفضه ولو ببيان أياً كان من كتبه وصاغه فهو بأسماء واضعيه المعلنين, عصي عن التشكيك في نواياه ونواياهم إلا حب الوطن والعودة الى المسار الصحيح.
ليست القضية أنني مع البيان أو ضدده , فأنا أحترمه وأحترم معلنيه , وأحترم من ليس معه بمنطقية وموضوعية , وليس ممن ضدده للدفاع عن مصالحهم التي تتحقق بطرق غير شرعية , الذين يكون الشعب ضحايا طمعهم وجشعهم , لذلك بكل بساطة هو بيان مكون من كلمات وأفكار , قابلة للنقاش والحوار , أما الهجوم على الاشخاص والتشكيك في نواياهم ومواقفهم , فهذا يدل على أن هنالك من يتضرر من ورائه , ولغاية الأن لم أسمع بمن غضب منه إلا من ذوي الكروش الغير نظيفة , و من المسؤولين الذي يعيشون في قصورهم العالية بغير شرعية , والذين قدمٌ لهم هنا في الاردن , وباقي الجسد في الخارج , في الدول التي لا يوجد معها إتفاقية تسليم مجرمين , لذلك أجدني مع البيان طواعية و بكل سلاسة , لأنني لا يمكن أكون مع الطرف الأخر بأي حال من الأحوال.
الغريب سادتي الكرام , اننا تعودنا دائما , أنه في كل موقف وخطب جلل , يحدث في المملكة , تظهر شخصية رئيس الوزراء , وتكون هي الأبرز في الحوار والدفاع والهجوم , هي التي تتصدى وتتمنع , منذ تاريخ الاردن الإماري , وحتى ما قبل الرفاعي الابن , رئيس الوزراء هو أول من نسمع منه , وأول من نراه ونقرأ له , حتى الوزراء والمسؤلون حينما في الحديث ينفردون , يستظلون بمظلة رئيسهم وعن لغته لا يحيدون , ولكن ما حصل ويحصل , أننا وفي اللحظات التي تتمنع عقولنا عن فهم ما يجري , ونحن ناكل كلمات وحروف البيان , وهذا الإعصار المسمى بالوطن البديل (البعبع) , والأفواه مشدوه والعيون تبحث عن أي قشة تتعلق بها , نشاهد ونتابع دولة رئيس وزرائنا الأمّور , على التلفاز يحضر إحتفالية , وبغض النظر عن هذه الإحتفالية ومن تتعلق به , فلا يمكن ولا يمكن أن تكون أهم من الوطن , ولا ما يجري في الوطن , فلو كان في غرفة العمليات الطبية , كان مرجواً منه الخروج وتأجيل العلاج , لانه مكلف بذلك , وحُمّلَ الأمانة , التي ناشدته سابقا , أن يتخلى عنها إن لم يكن على قدرها , أما أن يُصرح في الإحتفالية , ويُبهرنا بوجه الناعم , عن أن العالم كله يحترم الاردن , وأن نشر إسم الاردن دوليا و عالميا هو الأهم , فهذا مضحك لدرجة البكاء .
فيا دولة الإبن ابا زيد :
لا تُسَوق لبيت عالميا و دوليا , و الذئاب على وشك البدء بنهشه , و سهام الغدر موجهة له , فما الفائدة من نشر اسم الاردن دوليا وعالميا (وكأنه لم ينشر قبل) , إن لم نعمل على بقائه أولا واستمراره وبقاء الاردني معه واستمراره أيضا.
ويا دولة الأب أبو سمير :
أهلُ مكة أدرى بشعابها , ومن ربيته أنت ,أنت تعلم قدراته وإمكانياته , وقبل الخوض في غمار الدفاع عن فترة حكومته التي لا بد يوما أن تنتهي , لأنها لو دامت لك , ما آلت لولدك , فأين حكمتك التي لا بد أكسبتك إياها السنين , وأين الخبرة ؟؟؟؟ , وانت خدمت مع أكثر رجل في العالم تعرضا للمؤامرات , ومحاولات إغتيال , ومررت بظروف كانت على وشك مسح الاردن من على الخريطة , أفلم تُورثهُ هذه الخبرات و الحكمة ؟؟؟؟, إن الوقت مناسب , والتاريخ ما زال فيه الكثير من السطور لتُكْتَب , لقب دولة الرئيس الخاص بعائلتكم الكريمة قد ناله المحروس , فخذه عنا , واكفنا لا خيرهُ , قبل شره , لأنه في مكان و زمان إن لم يأتي منه خيراً لنا , فهذا الشر بعينه , ولا أقصد الإقالة , فهذا قرار لا تملكه , وإنما خذه عنا ليكون منا ومعنا إن أمكن .
حازم عواد المجالي