كل شهر تقريبا تجتمع لجنة تسعير المشتقات النفطية ، وقبل أيام كانت مجتمعة ، أحاول أن أتخيلها ، مجموعة من الأشخاص يجلسون على طاولة مستديرة أو بيضوية – لا يهم – وثمة عامل وافد يتنقل بصينية الشاي والقهوة هنا وهناك ، وربما اسمه \" اسماعين \" ، \" اسماعين \" على فكرة لا يأبه بالقرار الذي سيصدر بالنتيجة ، فهو عائد إلى بلاده بعد حين ، كما أن الأهم من ذلك انه لا يملك سيارة ، ولا يحتاج إلى وقود وغاز فهو يعمل حارس ليلي ويصرف على هذه الأمور على حساب غيره .
ثمة أحاديث جانبية قد تدور بين \"اسماعين\" واحد أعضاء اللجنة فيما إذا كان هناك \"نسكافيه\" ، فهو \" زهقان \" الشاي والقهوة ويحتاج الى نوع من التغيير . بالطبع \"اسماعين\" سيجيبه : (لو معناش نقيبهولك يا بيه) .
لا اعرف ما هي المعايير التي سيتم الاستناد إليها في مسالة التخفيض او الرفع أو التثبيت حتى ، لكني أعلم بأن انخفاض سعر البترول عالميا سيكون معيارا مناسبا لرفع مشتقات النفط محليا . ورجاء لا تسألوني من هو صاحب هذا المعيار وهذه النظرية .
في نهاية الاجتماع يصدر القرار – مهما كان هذا القرار – ثم يغادر الأعضاء جميعا في حين يبقى \"اسماعين\" ليرتب المكان ويجمع الفناجين والأكواب الفارغة وهو مقتنع كونه على اطلاع تام بان أعضاء اللجنة ( دول بيتعبوا أوي ) .
ما أردت أن أقوله أن كثيرون استغربوا قرار اللجنة الأخير المتعلق برفع أسعار المشتقات النفطية محليا رغم انخفاضها عالميا ، وهناك حالة من عدم الرضى الشعبي ، وشعور بالألم والمعاناة وارتفاع في المصاريف والنفقات الحياتية ، فهل اللجنة على دراية بذلك ، هل ترى ذلك في الوجوه ، هل وصلت الى مسامعها تلك الشكاوي والانتقادات ؟؟؟؟
من يملك اعطائي الجواب ، \"اسماعين\" وحده : فرجائي الى \"اسماعين\" أن يسعفني بالاجابة واتمنى عليه ان يقول لي : (لو مفيش جواب هقيبهولك) .
\"اسماعين\" ليتك تكون سفيرنا وتنطق بهمومنا لهم ، فأنت الأقرب منهم .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com