وصفي التل وهزاع المجالي لو كانا موجودين ما سمحا بتاتا برفع أسعار المحروقات غير المبررة التي يتبعها ارتفاعات وهموم أخرى جعلت المواطن الغلبان المسكين الذكي يكره نفسه وتمنى لو أنه ولد وترعرع وعاش في عصر وصفي التل وهزاع المجالي اللذين يقفان مع الشعب وكرامته المنتهكة والمخدوشة في أيامنا هذه ضد أي مسؤول أيا كان يستخف بالمواطنين على اختلافهم الضعفاء منهم والمستضعفين الذين عانوا معاناة تفوق قدراتهم الخلقية وتحملوا كل الهزات والأعاصير التي أصابت الوطن الداخلية والخارجية وصبروا صبر أيوب وشتان ما بين الصبرين و ضحوا بالغالي والنفيس ودفعوا ضريبة الوطن كاملة بدون نقصان والنتيجة رواتب هشة عكس رواتب القابعين خلف حصونهم المنيعة الذين لا يمتازون سوى بالتنظير والسفرات اللافائدة مرجوة منها وبتدخين السيجار الكوبي ، والنتيجة كانت كذلك مزيدا من الرفع والضرائب والتهميش والإقصاء ، ومكافأة نهاية خدمة لا تسمن ولا تغني من جوع تعادل راتب يوم أو أسبوع لأحد المنتسبين إلى ما أصبح يعرف بعبيد الدنانير والدراهم والحكومة .. والمواطن المسكين لأنه (صامت ) هو اللي يوكلها في نهاية المطاف أو في نهاية كل مسلسل أو فيلم أو مباراة وصار تائها بين ارتفاع الأسعار والضرائب وخدمات بلا نجمة..رحمك الله يا وصفي ويا هزاع.
لا أحد مقتنع بالمطلق برفع أسعار المشتقات النفطية الأخيرة إلا الجهاز الحكومي وبعض الجهات التي شعارها أولا وأخيرا \"الحكومة دائما على حق\" ، فالموطن تفاءل خيرا بعام 2010 كونه عام الإصلاح والتغيير حسب المؤشرات التي توحي لذلك من خلال حل مجلس الأمة بشقيه ومجيء حكومة تبنت نهج النزاهة والشفافية والمحاسبة والمكاشفة قولا ... أما عملا فلم نلمس شيئا والشواهد على ذلك لا تحصى ولا تعد والتلاعب بأسعار المحروقات أحدها واستمرار مسلسل الاستخفاف بالناس التي على دراية تامة بأن النفط والغاز يأتينا بأسعار تفضيلية وحتى لو لم تكن كذلك فخام برنت وتكساس تراجع في الشهر الأخير بشكل ملحوظ فلم ينعكس الانخفاض علينا بل حتى لم يتم تثبيت الأسعار عما كانت عليه وهذا أضعف الإيمان وكأن الحكومة تريد أن تبقى في صراع دائم مع الشعب عبر التحدي إبقاء النار مشتعلة بدلا من إطفائها.
الوضع المعيشي إلى الخلف در وركب الرفاعي راسه وأصر على رفع الأسعار حتى لا يقال عنه بأنه رضخ للتحركات الشعبية والقوى الوطنية السياسية والعسكرية والتربوية وإعلان النصر المؤزر عليها مع علمه بأن الحكومة الناجحة ــ كحكومة وصفي التل وهزاع المجالي ومن نحا نحوهما ــ هي التي تخدم الشعب عبر تنفيذ مطالبها المشروعة ورضا الشعب أهم من رضا بضعة ملايين تأتينا لتتحكم في قرارنا ومذ تكليف الرفاعي خادما لم يزر قرية أو بادية أو منطقة نائية أو مخيما ليحتك بالناس و يطلع على همومهم عن قرب ، ونطلب منه أن يقتدي بجلالة الملك في الزيارات المتخفية الخاطفة إلى الدوائر والمؤسسات الحكومية ليكتشف مدى مظلومية المراجعين ، وبما أن الحكومة رسبت في اختبار النفط والغاز فإنها سترسب أيضا ولا ريب في ذلك في الملفات الوطنية الأخرى ... الانتخابات النيابية ، اللامركزية ، الفساد ، التنمية ، الواسطة والمحسوبية ، المشاريع الاستراتيجية القادمة التي لم تر النور مذ عشر سنين ولا غرابة في ذلك فالذي رسب في كسب محبة الشعب فإنه راسب وبامتياز في كل شيء إلا إذا عادت إلى رشدها...رحم الله وصفي وهزاع.