زاد الاردن الاخباري -
في أجواء مُفعمة بالود والمحبّة والهمّ العام والتداعي العفوي وعن طيب خاطر, اجتمع حشد كبير من أبناء الهاشمية في عجلون عصر يوم الأحد 15/5/2010في القاعة العامة( المسرح) لمدرسة بنات الهاشمية الثانوية .
كان الهدف العام من هذا الاجتماع الحاشد هو: إصدار وثيقة شرف تُنظّم حياة سُكّان البلدة والالتزام بأدبيات هذه الوثيقة التي تُشكّل في مُجملها قاسماً مُشتركاً يقترب جدّاً من خط الاعتدال والوسطية ، ويُراعي – ما أمكن – الخصوصيّة الواضحة التي تمتاز بها هذه البلدة ، الهاشميّة ( فاره سابقا وتعني بالرومانية المكان الجميل ) التي تُُعتبر –كما أرى- نموذجاً طيّباً للنهج الهاشمي الذي اتّبع الأسلوب التنموي الشامل لرفع مستوى حياة السكان في أردننا الغالي غوره وجبله وباديته ، نهج إيصال الخدمات كمّاً ونوعاً ، هذا النهج الذي يُساهم- تراكمياً- في تحسين نوعية الحياة للمواطنين.
نعم ... الهاشمية (فاره سابقاً ويعني في رأي آخر الوعاء الذي يُضع فيه المِسْك) نموذج طيّب ويُحتذي للنهج الهاشمي (والحمد لله ) ، فعل سبيل المثال-لا الحصر- ومن الناحية التعليمية تعتبر مدرسة الهاشمية من أقدم مدارس الأردن ( الأمارة آنذاك) حيث تأسّست عام 1925(وهذا موثّق في سجلاّت المدرسة الثانوية)، لهذا السبب احتلت الهاشمية المرتبة الأولى –وبامتياز- في أعلى نسبة لحملة درجة الدكتوراه على مستوى الأردن وفي مختلف حقول المعرفة،بل رُبّما على المستوى العربي ، ومن هنا لا تخلو جامعة أردنية (حكوميّة وخاصّة) من وجود أبناء الهاشمية كأعضاء هيئة تدريس-تحديداً- فيها.
وعلى المستوى الاجتماعي يفتخر أبناء الهاشمية بشبكة العلاقات الوطيدة والواسعة من النسب والصداقة التي تربطهم بكافّة بلدات محافظة عجلون بشكل خاص والمحافظات الأردنية بل ومحافظات الضفة الغربية (فلسطين) بشكل عام ، (( ألم أقل لكم بأن الهاشمية نموذجاً للنهج الهاشمي ...الوحدوي ...الذي يُعزّز التعدديّة الإيجابية لشتّى المنابت والأصول؟؟!!!).
ومع أنّ التعاون والتكافل هي من السمات البارزة لسكًان الريف الأردني ، إلاّ أنّ سُكان هذه البلدة كانوا يعتبرون – وحتى فترة قريبة جداً- أنّ التعاون والتكافل والتسامح والتجاوز والنخوة وإغاثة الملهوف....الخ هي من ثوابتهم وجمالياتهم الأمر الذي عزّز خصوصيتهم ماضياً وحاضراً ، من أجل هذا ومن أجل مُستقبلٍ مُشرق تداعى أبناء الهاشمية إلى هذا الاجتماع الذي باركته كل العشائر- من كافة الأعمار- حرصاً منهم على استمرارية وديمومة بل وتوطين السّمعة الطيّبة التي تتمتّع بها هذه البلدة .
وقد تناول المجتمعون- بالمناقشة والحوار البنّاء - المحاور الستّة التالية :الأفراح والأتراح (الأحزان) والعادات والتقاليد والعطوات والصلح العشائري والمشاجرات والآداب العامّة ، ووضعوا لكلّ منها بنود تفصيلية إجرائية تضبط كل بند منها بصورةٍ مُشرّفة ومُشرقة ، تمهيداً لصياغتها جيداً وإصدارها \" وثيقة شرف\" توزّع على السكان لتُصبح مرجعاً يُنظّم ويُحسّن نوعيّة حياتهم.
وفي هذا المجال نُقدّم شكرنا الجزيل للمسئولين في محافظة عجلون ممّن لهم علاقة رسمية بمثل هذه الاجتماعات التي تُعزز روح المواطنة ، ويّشرفنا أن نرفع أسمى آيات الولاء والانتماء لجلالة سيد البلاد الملك المُعزّز عبدالله الثاني ابن الحسين حادي الركب وراعي المسرة وإلى ولي عهده المحبوب ، راجين من الله العلي العظيم أن يجعل الأردن-وسائر البلاد العربية والإسلامية- واحة أمن وأمان إنّه سميع مجيب.
الدكتور خليف مصطفى غرايبة