أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن .. افتتاح الدورة 15 من كرامة .. سينما الإنسان النوايسة يشارك بالنسخة الثالثة للكونغرس العالمي للإعلام في أبو ظبي وزير دفاع إسرائيلي سابق: إسرائيل تقوم بعمليات تطهير عرقي بغزة بورصة عمان: الأردن حقق واحة سلام واستقرار نقدي غير مسبوق الأمير علي بن الحسينن يؤدي اليمين الدستورية نائبا للملك الهيئة العامة لتجارة عمان تقر التقريرين الإداري والمالي لعام 2023 الأونروا: غزة تشهد أشد قصف منذ الحرب العالمية الثانية الأردن .. اب يقتل نجله العشريني بمنطقة العدسية الأردن .. لمن يهمه الأمر حول جريمة الزنا - فيديو الأردن يسير 50 شاحنة مساعدات إنسانية جديدة لغزة الملك يغادر في زيارة خاصة يتبعها زيارة عمل إلى بلجيكا وأميركا إسرائيل تعترض مسيّرة قادمة من الشرق للمرة الثانية خلال ساعات بوتين لميركل: سامحيني لم أكن أعلم أنك تخافين الكلاب الصفدي: تطوير العقبة نموذجٌ لتحقيق رؤية الملك في منطقة اقتصادية عالمية تحديد تعرفة بند فرق أسعار الوقود للشهر الماضي عند صفر مواعيد مباريات اليوم السبت 30 - 11 - 2024 والقنوات الناقلة زعيم كوريا الشمالية: روسيا لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد أوكرانيا 10 شهداء في قصف للاحتلال على حي الشيخ رضوان شمال غرب غزة رئيس وزراء كندا يزور فلوريدا للقاء ترامب وسط أزمة الرسوم الجمركية التنمية والتشغيل مول 95 مشروعا بعجلون منذ مطلع العام
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام من بورما إلى دمشق مرورا في فلسطين

من بورما إلى دمشق مرورا في فلسطين

21-08-2013 04:13 PM

من بورما إلى دمشق مرورا في فلسطين
من بني بوذا إلى بني يعرب إلى بني خنزير

طريقٌ يندى جبين الإنسانية عن ذكره أو تذكّره، دربٌ يختلط فيها رائحة الشِّواء وشلالات الدماء، ففي بورما يُحْرقون، وفي عاصمة الأمويين... بالكيماوي، وفي أرض الرسل والأنبياء يُقتّلون ويُهجّرون.

نعم... ارتكب بنو خنزير أبشع الفظائع والمجازر في السّموع ودير ياسين وغيرهما ابتداء من ثلاثينيّات القرن الماضي حتى اليوم، وزادوا عليها صبرا وشاتيلا وقانا في لبنان، وبحر القمر في مصر، وغير هذا وذاك.

نعم... درسْنا ونحن تلاميذ عنها، وبعد أن كبرنا درّسناها إلى أبنائنا، وسطّرناها في الكتب والمناهج المدرسيّة. ولكن، هل سنجرؤ على تدريس ما نقترفه نحن بني يعرب من مجازر في حقِّ بعضنا وحقّ بني جلدتنا من مجازر يشيب لهولها الأجنة في الأرحام؛ بنو خنزير بالفانتوم، وبنو يعرب بالسوخوي وسلالاتها. هم بالعنقودية وأجيالها اللاحقة ونحن بالكيماوي والغازات السامة، والسارين. أولئك بالمدافع هجموا ونحن- الأعراب- براجمات الصواريخ قصفنا.

أيام التتار، كانوا يلقون بالفئران النافقة بالطاعون فوق أسوار المدن المُحاصرة كي يموت المُحاصرون بذات الطاعون. ولكن، بِمَ سيحتمي أبناؤنا وأطفالنا وشيوخنا وحرائرنا؟ حيث لا سور ولا سياج يحتمون به أو خلفه من المجازر والفظائع التي قلّبتها أيادينا المغموسة بدماء بعضنا لا بدماء من اغتصب الأرض، واستحل المال، وهتك العرض.

في بلادنا، وعلى تراب أوطاننا، أصبحنا كما أصبح عليه الهورينغا في بورما، وأمسينا كما أمسوا عليه!

بناتنا... شرفنا... عِرضنا اغتصبناه كما لم يُغتصب من غيرنا؛ أحللنا فضّ عذريتنا من هذا الطرف أو ذاك، في الوقت الذي قد يكون فضّه بنو خنزير على استحياء من العالم الذي يدّعي التّحضّر والمدنية، الذي يمدّ الطرفين بالعتاد والعديد والعدّة كيّ نخلّص على بعضنا؛ ليخلو لبني صهيون وجوهنا الممسوخة وقوانا المنهكة، وأرضنا المحروقة، وما تبقى من شراذم وبقايا جيوشنا العربية التي تتساقط كحجارة الدومينو واحدا بعد الآخر.

أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، يشد بعضها بعضا كالبنيان المرصوص؛ عبارة لو نقولها لأبنائنا وأحفادنا في قادم الأيام..... ليت شعري، ما ذا سيكون ردّهم؟
حينها، سيكون بصاقهم عطرًا يعجز عن تلطيف روائحنا النتنة، التي استمرأت رؤية شلالات الدماء، والتّلذّذ بسماع أنين المأسورين والمسجونين والموجوعين، والتّشفّي باستغاثة طاهرة مُغتصبة ولا من مجيب.

عندئذ، استميح شاعرنا البارودي- رحمه الله تعالى- عذرًا في أن نستبدل نشيدًا مدرسيًّا آخر بدلًا من:

بلادُ العُربِ أوطاني منَ الشّـامِ لبغدان ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ إلى مِصـرَ فتطوانِ
فـلا حـدٌّ يباعدُنا ولا ديـنٌ يفـرّقنا لسان الضَّادِ يجمعُنا بغـسَّانٍ وعـدنانِ
لنا مدنيّةُ سَـلفَـتْ سنُحييها وإنْ دُثرَتْ ولو في وجهنا وقفتْ دهاةُ الإنسِ و الجانِ
فهبوا يا بني قومي إلى العـلياءِ بالعلمِ و غنوا يا بني أمّي بلادُ العُربِ أوطاني
فبلاد العرب توزعت بين روم وفارس، وفي الوقت الذي نعق فيه الغراب في الشام، نعق فيه البوم في العراق. وفي الوقت الذي يعني فيه اليمنيون مخاضًا عسيرًا، يفوح عطر منشم ويُدقُّ في بلاد الكنانة.

حدودنا باتت داخل حدودنا، من النيل إلى رابعة العدوية، ومن رام الله إلى غزّة هاشم. لم يعد الآن يا شاعرنا غسان ولا عدنان ولا قحطان.

عذرًا شاعرنا؛ لنا مدنية مددناها بساطًا تحت بساطير المارينز وأندادهم، وما تبقى منها مسحناه عن بكرة أبيه قصفًا وردمًا، فصارت أثرًا بعد عين. ولن يقف في وجهنا دهاة من إنس ولا جان؛ فنحن أضعف من أن يلقوا لنا بالًا أو اهتمامًا.
أبَعْدَ كلّ هذا، هل سيظلّ أبناؤنا على هذا النشيد يرفعون به عقيرتهم صباح كل يوم مدرسيّ؟

لعل وعسى.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع