أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأمن العام ينشر جدول الترخيص المتنقل لشهر كانون الأول إيران تعلن تعرض قنصليتها في حلب لهجوم أسير لدى القسام يوجه رسالة لترمب ونتيناهو برشلونة يواصل الترنح ويخسر على ارضه من لاس بالماس انباء عن ارتقاء عشرات الشهداء بمجزرة مروعة في جباليا بسبب مباراة ليفربول وريال مدريد .. أزمة جديدة تواجه فينيسيوس جونيور إزالة 35 اعتداء على الشارع العام والأرصفة في إربد الجيش السوري يؤكد دخول المعارضة حلب ويعلن مقتل عشرات من جنوده العيسوي يلتقي وفدا من أهالي محافظة معان المعارضة السورية تفرض حظرا شاملا للتجوال في حلب الأشغال وتنظيم الطاقة وشركات الكهرباء يبحثون التعاون لتحسين البنية التحتية الاحتلال يحظر التجول في مناطق بجنوب لبنان الأردن .. خفض أسعار البنزين ورفع سعر الديزل مجلس التعليم العالي يطالب بمنع التدخين ووقف بيعه داخل الجامعات الجمارك: تطبيق خطة طوارئ للتخليص على السيارات الأردن .. افتتاح الدورة 15 من كرامة .. سينما الإنسان النوايسة يشارك بالنسخة الثالثة للكونغرس العالمي للإعلام في أبو ظبي وزير دفاع إسرائيلي سابق: إسرائيل تقوم بعمليات تطهير عرقي بغزة بورصة عمان: الأردن حقق واحة سلام واستقرار نقدي غير مسبوق الأمير علي بن الحسينن يؤدي اليمين الدستورية نائبا للملك
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ارقدوا يا أحبائي بسلام!

ارقدوا يا أحبائي بسلام!

23-08-2013 02:56 AM

بقلم: د. آية عبد الله الأسمر

أطفال سوريا يا قصة الدم المهدور على طرقات الصمت والعجز والخيانة... يا وجه الطفولة المحترق بنصل سكين المجرمين الجبناء... يا ورودا ذبلت في جوف ليل مجدب قاحل، يرتع في جنباته اللؤماء...
أطفالنا في سوريا يا قرة العين... يا فلذة الكبد... يا أبنائي ويا كل الأبناء...
أخبرني يا طفلي السوري باسم من كنت تنادي وهم ينفثون سمومهم في جسدك الغض الصغير؟
وأخبرني بالله عليك كيف استطعت احتمال ألم الاختناق الملفّع بالظلم الملعون؟
يا طفلي لا تنظر إليّ بعينين التهمتهما الدموع ولاكتهما الأحزان...
صوتك الضعيف الصارخ ألما واستغاثة يئن في ذاكرتي صراخا ووجعا، يفوق طاقات الصبر ويتجاوز حدود الاحتمال...
أرجوك لا تتركني فريسة القهر والسؤال والذهول... أنا قادرة على أن أتفهم كل شيء وأي شيء، ولكنني عاجزة عن استيعاب أن تنطفئ سنوات عمرك القليلة تحت رماد التعذيب والإجرام...
لماذا مزقوا أجسادكم الطاهرة؟ هل كنتم تشكلون خطرا أو تهديدا؟ أم كنتم عبئا ثقيلا؟ أم أنكم متهمون بقضية ما؟ هل هو ثأر؟ أم أنه حقد؟
بالله عليكم لا تتركوني أنوح في عتمة الصراع والتساؤل والاستهجان... أفكر وأفكر، وأحاول أن أجد سببا واحدا يمكن أن يدفع ذئابا بشرية، كي يفعلوا بكم ما قد فعلوا، ولكنني أضيع على أرصفة الهذيان...
ليت الكلاب الضالة نهشت أجسادكم الغضة الشهية، فالكلاب المسعورة معذورة إن هي افترست أطفالا مغرية كضحية...
أما أن يفترسكم بنو البشر بدم بارد، وأنياب حادة، وأعصاب هادئة، ومخالب آثمة مرارا وتكرارا، حتى الرمق الأخير، وحتى الصرخة الأخيرة، واللحظة الأخيرة، والوجع الأخير، فهذا هو عصر الغثيان وجنون الوقت والآثام...
يا أطفال الشام... يا مرآة الطفولة التي خدشوها ثم جرّحوها ثم كسّروها ثم طحنوها، برحى الإجرام والبشاعة والطغيان والخيانة...
آه منا ومن عالم يشاهد بصمت العاجز الجبان، الحزن المعشش في مفاصل وجوهكم الصغيرة، ثم يغمض عينيه ويهنأ في نومه، ويترككم في سلة النسيان بين أوراق العذاب، والمهملات ونفايات النسيان!
كلنا شركاء... وكلنا شياطين خرس، وكلنا متهمون أمام القضاء...
يا أحبائي ارحلوا... وحلّقوا عصافير جريحة في دنيا لا بشر فيها ولا ذئاب... لا أسلحة بيضاء ولا غازات سامة... ولا سكاكين ولا نيران ولا سياط... ولا صراخ ولا دموع ولا جراح ولا كلاب...
قتلوكم يا أحبائي واختبئوا في جحور الخوف والهزيمة كالجرذان، وتركوكم على قارعة الوجع، حتى تبرد نيران قلوبكم الصغيرة، وتجف دموع قهركم، وتتحلل خلايا الذهول القابعة في تشققات شفاهكم المجروحة، والمحروقة والمفتوحة دهشة، من عقاب لا تعرفون سببه، وألم تجهلون علام استحققتموه...
ناموا يا أحبتي بأمان تحت التراب، فديدان الأرض أرحم بكثير من البشر فوقها... رحم الأرض يا أحبّتي يحن على أبنائه أكثر منا نحن بني البشر الذئاب...
القطة تأكل بعض أطفالها حتى ترضع البعض الآخر، وأنتم أكلوكم حتى ترتوي نفوسهم المريضة، وقلوبهم المتعفنة، وعقدهم المشوّهة، ورغباتهم الشاذة...
ارقدوا بسلام يا أبنائي ويا كل الأبناء... ناموا يا أحبتي ناموا... فنحن من التراب ولكن التراب من أفعالنا وآثامنا بريء...
ناموا يا مهجة الفؤاد، وندبة في أحشاء الذاكرة، ووجع في القلب، وغصة في الحلق، وجريمة معلقة على جدران الذهول والخذلان...





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع