زاد الاردن الاخباري -
خاص- طارق أبورمان- عجيب هو الحياد تجاه تلك الوجوه الاردنية التي يستصرخ محياها بماساة لا تنسى, نحتتها الايام والليالي الطوال.
وعجيبة هي القدرة على استيعاب تعب الرجال و قد بلغ بهم مبلغا , ليكونوا هم المشهد والشهود على حياة لا تنصف احدا.
العم "خالد", ذو السبعين خريفا , لم يجد في ثغر الاردن الباسم غير فك قرش يكاد يبتلعه و عائلته ....
فقد وجدت مؤسسة الموانئ انه من السذاجة و اضاعة الاموال ان يكافا العم خالد بعد 40 عاما من الذود في خدمتهم , بالحصول على ملكية البيت الذي طالما ابحر بعائلته الى عالم العيش الكريم في مفهومهم.
ف200 دينار كراتب تقاعدي تكفي عائلة العم المكونة من 12 فردا قوتها و استئجار بيت ويزيد كتحويشة عمر ان ارادوا ايضا!!!!
العم خالد الذي تتساقط همومه كاوراق خريف اجتاحتها ريح الجبروت و اللامبالاة ....قد نخر جسده من شدة الفقر و المرض , فسرطان البروستاتا و تصلب الشرايين و تضخم القلب لم يترك للرجل المقدام غير عيون غائرة تنتظر بحسرة خانقة الرد من رفيقة الدرب التي انحنى ظهرها ونسج عنكبوت الالم في وجهها شبكة معقدة من التجاعيد.
فرفيقة الدرب سارت الدروب كلها من درب ادارة المؤسسة و المحافظ الى مفوضية العقبة الى غيرهم ممن يسمون "بذوي القرار"...و لكن ما اسهل ان تضيق الدنيا و تسد في الوجوه السبل ..فنفوذهم نافذ و ضرورة اخلائهم من البيت نافذ بامر المحكمة....
اسبوعان .... عندها ستحظى عائلة العم خالد "بسكن مفقود...وعيش ذليل"... اسبوعان و ساقف امامك ذليلة بصمت, مثقلة بدموعهم ونظراتهم التي تنسل خنجرا في قلوب من يحملون ضميرا.
" الحجة" تتامل فيك يا وطني ببيت "يكلون فيه خبزة و بصلة و حتى لو بدون ماء و لا كهرباء".....