زاد الاردن الاخباري -
وداعاً أبا أحمد
سبحان الذي قهر عباده بالموت مصداقاً لقوله تعالى " وهو القاهر فوق عباده "
فقدان الأخ ورفيق الدراسة معالي النائب الأستاذ محمود الهويمل رحمه الله تعالى كان مصاباً جللاً فمرضه وموته بسرعة هائلة وكان اللافت للأمر خروج أهل غور المزرعة عن بكرة أبيهم رجالاً ونساءً في جنازة الوداع دليل محبة وتقدير، فلقد عاش بينهم يحمل همّهم ومعاناتهم فلم تغيره الدنيا ولا المنصب فالتواضع كان سمته والخلق الرفيع ديدنه – محبٌ لوطنه ودينه عف اللسان – وهذا كله أكسبه محبة الجميع.
وصدق من قال الموعد بيننا الخبائز فهي التعبير الصادق عن المحبة زهرة اينعت فتم قطفها قبل أوانها.
وداعاً أخي أبا أحمد، فلقد فقدنا إذ فقدناك قامة عزيزة كانت تُظلنا وتبشرنا بالفجر الجديد، فقدنا الابتسامة الصادقة المطمئنة، والتواضع الجم، والاريحية التي كانت تحلّ معك حيثما حللت أو رحلت.
وداعاً ايها الصابر الجميل، أيها الوطني الغيور، يا ابن الاغوار وابن الاردن، يا صديق الفقراء والمساكين.
أرأيت يا صاحبي كيف فاضت عيونهم بالدمع وهم يودعونك كلهم، الاطفال والرجال والنساء بكوك، بكوا فيك المروءة والشهامة، الحنان والرفق والسماحة.
لكنه الموت ايها العزيز يأتينا دون أن يطرق ابوابنا، استقبلته أنت – كما عرفتك- بالرضى والقبول بقدر الله وقضائه، فإيمانك كان دائماً كبيراً، واستشعارك بهذه اللحظة هوّن عليك – وعلينا أيضاً – مفاجأة الرحيل الصعب.
وداعاً يا أبا أحمد، وداعاً من قلب أحبك، ومن قريب عرفك وآلمه فقدك، وذرف دمعة حرّى وهو يرى روحك ومكللة بالشموخ، وفي وداعها الاف الذين أحبوك وفقدوك.
الى جنات الخلد يا ابا احمد ان شاء الله تعالى
وانا لله وانا اليه راجعون.
اخوك
النائب مدالله الطراونة