سارعت مواقع الاخبار الالكترونية في البلد بنشر صورة لفتاتين " غير محجبتين " أو على رأي المسلسل السوري " صبايا " وهن يرفعن علم جزب الله وعلى كتف إحداهن الكوفية التي تغنى بها مطرب أرب أيدول محمد عساف في وسط مسيرة جمعت اليساري والاشتراكي والمسلم في وسط عمان ، ورفع فيها نقيب الاطباء السابق على أكتاف الشباب " بعد أن غادر سيارته المرسيدس موديل سنتها " ، وكانت الالوان على رأي الأخوة اللبنانين " بتجنن " أحمر مع القليل من الأصفر والقليل من الأخضر أي كوكتيل ولاءات وإنتماءات فاض بها الشارع الأردني ليلة التحشيد لضرب سوريا .
والملفت في الحدث هو عقب نشر تلك الصورة من ردود فعل وتعليقات من قبل تيارات دينية ومتصفحين للمواقع الإخبارية ، وهي تعليقات وردود فعل تستحق أن يقال بها أكثر مما قال مالك في الخمر ، وأكثر ردود الفعل تلك دموية لفظا فقط " إنشاء الله " جاءت من التيار السفلي الذي قال بأن دماء أتباعه التي سالت في سوريا على يد رجال الحزب لن تذهب هدرا وأن الدماء سوف تسيل في عمان إذا ما رفعت راية جزب الله مرة أخرى فيها ، ومتصفحي تلك المواقع طرحوا مجموعة من التعليقات جاءت بكل بساطة وعفوية وتعطي مؤشر مهم على حجم الوعي الذي في الشارع الأردني الغير مسيس لما تمر به البلاد ، أحدهم قال جملته " كيف يساري ملحد " شيوعي " يحمل راية حزب ديني طائفي ؟ .
ويستمر المشهد الأردني بكافة أطيافه المتعارضة والمتعاركة بإتجاه سوريا سواء النظام أو سوريا الثورة وبقية من يقف وراء كل من الطرفين ، ومما حاولت الدولة أن تسن قوانينهاالتي تمنع بموجبها مشاركة غير الأردنيين في أية مسيرة تخاطب العالم والدولة عن موقفها نحو سوريا بطرفيها أو مصر بطرفيها فأن واقع الحال يؤكد أن الشارع الأردني المسيس قد ضيع بوصلته وأصبح يترنح وسط عاصفة التناقضات بالمحيط الجغرافي الذي يقع به الوطن ، فهل سنشاهد رايات أخرى لأطياف أخرى تغطي سماء الشارع الأردني المسيس وعلى حساب راية الوطن ؟ .