نطالع بين الحينة والأخرى الأخبار في بعض الصحف العربية عن احتفال الشركة الفلانية بالمدير العلاني لإختياره أفضل CEO في القطاع الفلاني واختيار آخر أنه أحسن CEO في عمل ما وطبعآ دروع و وشهادات واحتفالات , وخبر اختيار أفضل CEO يظهر لنا فجأة في بعض الصحف العربـيـة دون سابق اخطار للعقلية العربية المتابعة للأخبار ودن الإعلان عن مسابقة اختيار الأفضل , ودون تحديد المعايير التي على أساسها تم اختياره كأفضل مدير دون غيره ودون تحديد المواصفات القياسية التي بموجبها تتم المقارنة مع غيره.
ان اختياره الأفضل يدل على أنه كانت هناك مقارنة مع شخصيات أخرى , فمن هي هذه الشخصيات ؟ ولنفترض جدلآ أنها موجودة فعلى أي أساس تمت المقارنة؟ فكلمة الأفضل أو الأحسن باللغة العربية تدل على أن هناك مفاضلة ومقارنة بين شخصين فأكثر , لم نرى لهذه المفاضلة أثر في هذا التقيـيـم – كل ما رأيناه خبر التكريم واختياره الأفضل , لكن الأفضل من من؟ ولماذا تم اختياره؟ ومتى تمت المقارنة؟ وعلى أي أساس تم الإختيار؟ وكيف تم الإختيار؟
انني استخدم كل أدوات الإستفهام في اللغة العربية لم أستطع الحصول على اجابة واحدة وافية مقنعة.
باعتقادي أن كل مافي الأمر ياسادة ياكرام , أن بعض الجهات التي تعمل على هذه الأفكار التكريمية تبحث عن مكاسب تجارية في مجلاتها ووسائلها الإعلامية أو يكون قد تم شراء منتجاتها بكميات وفيرة من قبل شركة المدير الحائز على الجائزة و وبالتالي تم اختياره كأفضل مدير , وبعض رجال الأعمال عشقهم الكبير هو ظهورهم في صفحات الجرائد أن شركة دولية تكرمهم , ولنا هنا مع كلمة دولية وقفة هامة – فأي شركة أو مجلة اعلامية لها تواجد في احدى مدن عالمنا العربي تستخدم مسمآ أجنبيآ ومن ثم تقوم بافـتـتاح شبه مكتب في احدى الضواحي المعزولة لمدينة أوربيه وتقوم بتوظيف سميث أوديفيد أو سمانثا وبالتالي أصبحت تسمى شركة أو مجلة دولية.
من جهة أخرى , وجدنا أسماء الوظائف الإنجليزية المختصرة قد كثرت بشدة بالفترة الأخيرة بغض النظر عن كبر المنشأة من صغرها - فكلمة مدير عام أصبحت قديمة , فبدأنا نرى أسماء وظائف مثل CEO و COO و CIO و CFO و CCO و CTO حتى أصبحنا نشعر بأن هذه الأسماء هي اختصار لأدوية أو مركب كيميائي أو اسم مختصر لمطعم أجنبي والغريب أن كل من فتح مكتب يعمل به ثلاثة الى أربع أشخاص سمى نفسه احدى هذه المسميات الأجنبية المختصرة.
عمومآ أنا في بيتي يوجد عاملة منزلية وسائق وحارس وأعتبر نفسي مديرهم , لذلك قررت منح ذاتي لقب CHO أي Chief Home Officer , عل وعسى يخترعوا لها جائزة ويكرموني.
فـادي ابـراهيم الذهبي
اعلامي – جدة