في الوقت الذي عجزت جامعه الدول العربية عن القيام بالمهام المناطه بها وبالواجبات المطلوبة منها والتي هي الأساس في وجودها وعلى الرغم من تعدد الأزمات التي حدثت في كثير من الدول العربية سواء كان في داخل ألدوله نفسها أو بين دولتين عربيتين عضوين في ألجامعه أو على صعيد الأحداث والحروب التي تميزت بها منطقتنا العربية إلا إن من المتابع لتلك الأحداث يلاحظ بوضوح غياب لدور ألجامعه العربية فعلى سبيل المثال سنتناول عده أزمات وسنرى ماذا كان دور ألجامعه فيها أولا :
1. ألازمه اللبنانية وتعدد الفر قاء واتجاهاتهم المختلفة وعلى الرغم من جولات السيد عمر موسى أمين عام جامعه الدول العربية المكوكية بين دمشق وبيروت من اجل تحقيق المصالحة بين الأطراف المتخاصمة الاان هذه الجولات لم يكتب لها النجاح عندها تحركت دولت قطر الشقيقة ممثله بأميرها الشيخ حمد بن خليفة أل ثاني والشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها لإطلاق مبادرة المصالحة بين الا طراف المتخاصمة في دوله لبنان الشقيق متسلحين بالإيمان بالله وبالعزيمة القوية وبالإصرار على تحقيق النتيجة المرجوة وفعلا قام الطرف القطري مشكورا بعده زيارات إلى بيروت فحدث ما لم يكن متوقعا الا وهو موافقة جميع الأطراف اللبنانية للتوجه إلى الدوحة وانجاز المصالحة التي كان ينتظرها الجميع وعاد الفر قاء إلى بيروت لتنتهي مظاهر العداء المتمثلة في عوده المعتصمين الذين كانوا يقيمون الخيام أمام القصر الجمهوري وأمام رئاسة الوزراء بطريقه كانت تنذر بالتصعيد على الساحة اللبنانية ويتفق الجميع على أول خطوه وهي تسميه رئيس الجمهورية الحالي ميشيل سليمان وبعدها الاتفاق على رئيس الوزراء السيد سعد الحريري وتوالت الاتفاقات محل الخلافات و يعتبر هذا انجازا للقيادة القطرية وبشهادة الجميع فالحماس القطري ومساعده الشقيقة سوريا هو الذي أدى إلى تحقيق المصالحة اللبنانية
وبمباركه المملكة العربيه السعودية تحقق النتيجة.
2.
ألازمه اليمنية : قامت القيادة القطرية بطرح مبادرة لتحقيق المصالحة بين الحكومة اليمنية والأطراف المتنازعة فيها وجمعت قطر الإطراف اليمنية في الدوحة وكانت الأمور على وشك تتويج المحادثات بالإخبار السارة الا بعض الأطراف التي لا ترغب بان يكتب لهذا الاجتماع النجاح قد لعبت دورا في عدم اكتمال المصالحة فالجهد القطري كان واضحا في رغبته بتحقيق الهدف الرئيس من المبادرة ولكن الظروف حالت دون ذلك وبذلك تكون قطر قد لعبت دور أهم من دور ألجامعه العربيه في هذا الحدث.
3.
ألازمه السودانية : قامت دوله قطر الشقيقة مشكورة بدعوة الحكومة السودانية وأطراف النزاع في دارفور إلى الدوحة لمحادثات تؤدي إلى المصالحة وحقن الدماء ووافقت الأطراف السودانية على ذلك وبعد أيام من المحادثات وبحضور الراعي القطري انتهى الحوار بالموافقة على الصلح بين الحكومة السودانية وحركه العدل والمساواة والاتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين وإطلاق سراح المعتقلين من كلا الطرفين وجاءت الأخبار تقول بنجاح الوساطة القطرية في حل ارمه دارفور بين الحكومة السودانية وأطراف النزاع فيها ونعود مره ثانيه لدور ألجامعه العربيه في هذه ألازمه الذي لم يحقق شيئا ولكن وللأسف الشديد وكما توقعت و كما توقع غيري أن هناك بعض الأطراف مهمتها هو إجهاض المصالحات وتخريب الجهود المنصبة في هذا الاتجاه ويبدوا أن حركه العدل والمساواة قد تلقت تعليمات من الجهة التي تمثل عدوا للسلام والتي تقف حجر عثرة في هذا الاتجاه .
4.
ألازمه الفلسطينية : دأبت الحكومة القطرية منذ وقوع الخلاف بين الأشقاء الفلسطينيين على جمعهم في أكثر من مره في الدوحة لإجراء محادثات مثمره تؤدي إلى تحقيق المصالحة بين حركه فتح وحركه حماس ولكن أقول أن بعض الأطراف قد أفشلت هذه المحادثات لرغبتها في إبقاء الأمور على ما هي عليه واذكر أن العبرة ليس بالمساحة وعدد السكان وإنما في المواقف والانجازات التي رأيناها على ارض الواقع من قبل الشقيقة قطر مشكورة على جهودها في تحقيق المصالحة في جانب ومحاوله تحقيقها في جانب أخر وأما جامعتنا العربية التي فقدت مصداقيتها وصورتها أمام الشعب العربي أقول إن بقيت على هذا الحال فعدم وجودها أفضل من وجودها أو على الأقل رحيلها من مكانها الحالي إلى أي مكان يكون محل القبول الرسمي والشعبي وألا نكون أمام جامعه لدوله واحده لا لجميع الدول العربية وأمين للجامعة مقيد لا يستطيع القيام بزيارة غزه في الوقت الذي زارها بان كي مون للمرة الثانية .