بقلم : عمر بني ارشيد
كلمات خالدة ومضيئة لأمير المؤمنيين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حينما قال : \" إن كان لا بد من العصبية فليكن تعصبكم لمكارم الأخلاق \" كلمات تشير إلى نبذ العصبية وان التعصب مرض خطير يمتد إلى كل نقطة في حياتنا سواء أكان التعصب قبليا أو كرويا رياضيا بحيث أصبح بمثابة السوس الذي ينخر لحمة المجتمع وإذا كان لا بد من التعصب فليكن لمكارم الأخلاق وللحق ولنصرة المظلوم وإغاثة الملهوف .
نشهد في أيام التحضر والعولمة والرقي حالات من القتل والنهب والسطو وظلم الأخر فبعدما ودعنا زمن الاقتتال والحروب والقبائل عدنا لنخوة الجاهلية والتعاظم بالعشيرة فها هو الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته المشهورة عند باب الكعبة يوم فتح مكة المكرمة : (يا معشر قريش، إنّ الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظُّمها بالآباء الناس من آدم وآدم من تراب، ثمّ تلا الآية: (يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم)
إذا العصبية قيمة خلقية سلبية تنتمي إلى منظومة القيم الجاهلية،أصبح يعززها وللأسف الكثير من المثقفين والسياسيين حتى باتت تستغل على شكل رسائل قصيرة تبث على أشرطة المحطات الفضائية المتلفزة والتي تخلق جو من التحدي بين أبناء العشائر وتعزز مظاهر الاحتفاء والتفاخر بالعشيرة وذلك من اجل الكسب المادي لتلك المحطات حتى ولو كان على حساب الوطن والمواطن .
إن وحدتنا الوطنية وأمننا الوطني قل نظيرها في كثير من بلدان العالم حيث أرسى دعائمها الهاشميون والتي كانت ثمرة كفاح وجهاد استمر أعوام وأعوام ارتقوا من خلالها الصعاب وأصبحنا في الأردن قبيلة واحدة نسعى جميعا إلى هدف واحد وهو رفعة الوطن .
اللهم طهّر قلوبنا من الرياء والعصبية، ووفقنا للالتزام بمكارم الأخلاق.
baniirshaid@gmail.com