الانانية، تعتبر عجز الفرد عن النظر إلى العالم إلا من خلال مصالحه ومنافعه الخاصة أو الشخصية، وهذا المستوى هو الذي يمكن أن يطلق عليه اسم «الأنانية» بحصر المعنى ومنها ما يصاحبة قدر أكبر من التشدد والغلو في التزام المصلحة الذاتية. ويمكن أن يطلق عليه اسم «جنون الأنانية» .
والحُب الجَم للنفس هذه الخصلة المذمومة في الإنسان والتي لها دورٌ سلبيٌ بارز في المُجتمع ويجب علينا التكاتف للقضاء على هذه الخصلة التي تسبب العداء بين الناس ويجب علينا أن نرّبي الجيل الصاعد من أبنائنا على البُعد عن الأنانية وما نحبه لأنفسنا يجب أن نحُبه لغيرنا من نعومة ألأظافر
ومن مظاهر الانانية : الفردية الشرسة و حُب التمّلك والغيرة الجنونية التي تدفعُ الإنسان إلى إرادة السيطرة على أملاك وعقول الغير بدون حق،فاشياءٌ كثيرة منها حُب الاتكالية والاعتماد على الغير وإراحة النفس والصُعود على أكتاف وظهور الآخرين بضمير ٍ ميت او مستاجر وبدون مُبالاة، والأنانية أيضاً هي رغبة ٌ ذاتية للاستحواذ على حاجات الغير وتريده لنفسها وتحرّمه على غيرها و يندرج من الأنانية أيضاً الغرور والتكبّر فالشخص الأناني يرى كل من حولهُ خدم ٌ وعبيد ٌ عنده وحُبه لذاته لا يفوقهُ حُب في الدنيا . ومن مظاهرها
إتباع ُ الأهواء الشيطانية بضر الآخرين والانتفاع الشخصي، والأنانية تجّر الإنسان إلى الفساد ونحن نجد الفساد في العالم كيف توسعت آفاقه ؟ كل ذلك بسبب الأنانية فصار القوي يأكل الضعيف وحُبه للعظمة لأن العظمة أحد الأمراض النفسية المُندرجة من الأنانية، والأنانية هي حُب المالُ والجاهُ والسُلطة والصُعود على الكراسي بأعلى المراكز بغير حق ولو على حساب ضمائر مزورة او مقاييس لا دينية بحجة ( الي بدة لنفسة لا يلام ) وكلُ هذا يعودُ لحُب النفس، والأنانية هي أيضاً ملء ٌ للبُطون وجمع الثروات الطائلة بدون عناء ٍ وترك العناء للغير، و يندرج من الأنانية أيضاً الحَسد قال الإمام علي ( عليه السلام ) رأسُ الرذائل الحَسد والكره والحقد قال الإمام علي [ رأس العيوب الحقد والاناني يجهل بأن الاعتراف بالخطأ دليلٌ على احترام عقول الناس ولأن الأناني ليس لديه مُحرمات بل يُحلل لنفسِه كل شي ما دامت مصلحتهُ موجودة، والأنانية هي مرضٌ نفسي يحتاج للعلاج وهي أكبر سببٌ لأداء المُحرمات والأخطاء الشنيعة كما قيل ( حُب النفس رأسُ كلُ خطيئة )،
والأنانية هي أساسُ كلُ بلاء ٍ يُصيبُ الإنسان ونحنُ لا ننكر أن لا أحد في هذه الدنيا لا يُجب نفسه ويسعى جاهداً لتحقق أهدافه ومآربه وُطموحه ولكن ليس بخصلة الأنانية والكره والمصلحة الفردية وعلى حساب المجتمع فالأناني شخصٌ غير آبه بخراب البيوت وتفكك الأسَر واغتيال الشخصيات ومحاربة اصحاب ويستبدلها بإظهار مهاراته وابتكاراته حتى لو بالكذب وتزوير الحقائق وادعاء الاحسان .
يقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) [ حب لأخيك ما تحب لنفسك ]، ويجب علينا أن نصّفي أنفسنا من صفة الأنانية هذه الصفة المكروهة ونبتعد عن الرغبات النفسية لأنها منشأ الاختلافات ، والتعوّيد على حب الخير للناس والاعتراف بادوارهم وقدراتهم واحترامها ، ويجب أن نقطع نبتة الأنانية المزروعة في أنفسنا ونزرعبدلا منها المحبة للوصول إلى صلاح النفس وتطهيرها من الشرور.
علي يوسف المومني aliyos6@yahoo.com