زاد الاردن الاخباري -
صقيع الأحاسيس ,,
وكما الأرض بـ تغير أجوائها ..
تتغير أحاسيسنا فـ تزهر تارة وتصفرّ تارة أخرى ,,
ولـ كم أتمنى أن نكون بـ وفاء أشجار الأرض ..
التي ترسم تألقها وتلون أغصانها لـ تشع بـ الجمال حتى وإن كانت بـ لا أوراق
وبـ لا زهور و بـ لا ألوان !
أما نحن
فـ قد ننكمش في أحد فصول قلوبنا ونرفض الرحيل عنه !
فـ نبقى مصفرّين في الخريف تملأ أحاسيسنا البهوتة والجفاف !
وقد نتحرق كما في الصيف ونذيب كل مشاعر الحب ونغرق زهور الوداد بـ سيل الكراهية العرم..
وربما كان العكس فـ نذيب مشاعرنا السلبية لـ تغدو نهراً من حب نسقيه من حولنا من أحبة ..
وقد نشكو في الأخير جفافها المفاجئ .. ربما لـ أننا أخطأنا التقدير وأعطيناها لـ من لا يستحق
كل هذا ممكن ..
طبيعي جداً أن تتلون مشاعرنا بين حين وآخر ..
طبيعي أن نشعر بـ الكره أو الحب أو الحزن ..
كلها مشاعر خلقها الله فينا فقط لـ أننا بشر ..!
ولكن ليس من الطبيعي ..
أن نجمّد كافة المشاعر ونركنها في ناحية مهجورة..
ونمضي بقية عمرنا بـ دونها !
وليس من الطبيعي أيضاً أن نبعثرها هنا وهناك وننسى أننقطع جزءاً منها
لـ نهديه أحق الناس بـ حسن صحبتنا ..
ثمرة فؤادهم أنت ،
وقرة عين دنياهم ..
ونظرة رحمة ورفعة في درجات الجنان ..
لو تدرك عظيم شأنك لما أهنتها بتذمر أومجرد تفكير
تمتمته
أهلي يقسون علي ! لايحبوني ! لايقدروني !
ليس هذا بحق وإن بدا لك ظاهرا.. إنهم وأنت هدية تساق من ربك الكريم ..
بسماتك الهادئة ..
وألطف عبارات الخطاب ..
ونظرات الرحمة والبر التي تسترقها تعبداً لله حين أطعته ( وبالوالدين إحسانا ) لن تذهب هباءا..
محاولتك في عدم الإنفعال أثناء الحديث معهما أو عصيانهم في أمر يرون في مصلحتك من حيث لاتشعر ، ستعليك وتجمع قلبيهم على قلبك ..
علامة تعجب !
{ تبذلين كامل جهدكِ لـ ترضي أستاذتكِ إن طلبت منكِ شيئاً ؟
وإن زادت الأوامر والطلبات تبتسمين وتؤدينها بـ رضا !
إن رأيتِ إمرأةً كبيرة ألنتِ الحديث معها وأصبحتِ لطيفة جداً !
تصبح لطيفاً مع والد صديقك , خدوماً جداً أمام مديرك , لبقاً لطيفاً مع الآخرين !
بـينما
تظهرون بـ أبشع صوركم وتتحول أصواتكم إلى نشاز مرتفع إن تحدثتم مع آبائكم وأمهاتكم..
وأوامرهما بـ الطبع , تتقاذفونها بينكم وكـأن الزمن سـينتهي وكل شيء سيفوتكم إن أديتموها !
هل لأنهما يتقبلونكم كما أنتم , أم لأنهما من المستحيل أن يشوها صورتكم أمام الناس وأبداً لن يظهروكم على حقيقتكم التي تسعون لأخفائها دائماً ؟!}
اتخذ من برك سبيلاً للفوز برضوان الله ،
آثرهم على نفسك وأصدقائك ومحابك الدنيوية التي لامحالة ستزول ليؤثرونك في الدنيا والآخرة ..
أرهم تفننك في إيجاد المفاجآت السّارة
وخبئ عنهم لمحة حزنك ولابأس أن تفضي لهم بشيء من همك لتطمئنك كلماتهم ولمساتهم الحانية ..
بل وأهم من ذلك كله لـ تكن استقامتك أكبر هدية تقدمها لأحب النّاس وأعز الناس :")
وأبشر بدعوات الأعماق لك لاعليك امتناناً وإعجاباً بك علمت بها أو لم تعلم ..!
كن أنت الأول في إيجاد تغيرٍ أفضل وستدهشك النتائج ،
ولأنك قررت أن تبدأ نسج خيوط النور بيديك فـ ستحيك أجمل حكاية بر وطاعة ورغم ماستلاقي ..
تذكر أنك تتاجر مع الكريم ولن يضيع أجرك وستجد برك ماثلاً أمام عينيك حينما تكون أباً أو أمّاً