المتقاعدون العسكريون بين اهتمام الملك وإهمال رئيس الوزراء
فايز شبيكات الدعجه
استقبل جلالة الملك جلالة الملك عبدالله الثاني الأسبوع الماضي المدير العام الجديد للمؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى اللواء الركن المتقاعد محمود ارديسات ،وأكد أهمية مواصلة المؤسسة لدورها في متابعة شؤون المتقاعدين، ،وذلك إيذانا ببدء مرحلة جديدة متفائلة من عمل المؤسسة يشدد جلالته فيها على الدور الكبير للمتقاعدين في المساهمة ببناء الوطن وتعظيم إنجازاته.
جلالته هو الداعم الوحيد للمتقاعدين العسكريين ومن يحمل همّهم ،وقد أصغينا إليه بانتباه عندما وجّه الحكومة بداية هذا العام لوضع خطة شاملة لتطوير المؤسسة والنهوض بمستوى أدائها، وحفظنا التوجيهات السامية عن ظهر قلب ،واستدارت عيوننا نحو دولة رئيس الوزراء ،وكنا نتوقع أن يستجمع أرادته و يباشر فورا بوضعها موضع التنفيذ، لكن تقاعس الحكومة كان واضحا كالشمس ،ولم تحرك ساكنا إزاء التوجيه الملكي المطاع ، وأهملته دون ذكر الأسباب وعلى نحو زري.
تنمو آصرة الحب ويتجدد الولاء للقائد الأعلى ، وله منا كل الشكر والامتنان ،فهو الراعي الأول لشؤون المؤسسة رغم أعبائه الثقيلة ،وتبرع لها هذا العام بمبلغ مليون دينار لدعم صندوق التكافل الاجتماعي ، حرصا من جلالته على تحسين الظروف المعيشية للمتقاعدين وأسرهم، وبما يمّكن المؤسسة من التوسع في تقديم خدماتها المختلفة.
ويحظي المتقاعدون العسكريون برعاية مباشرة ومتابعة حثيثة من لدن جلالته ،وقد أوعز إلى اعتبار الخامس عشر من شهر شباط من كل عام يوما وطنيا للوفاء، والاحتفال بالمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين، تقديرا من جلالته لعطائهم المميز وتضحياتهم الجليلة، في الدفاع عن حمى الوطن والذود عن ترابه الطهور ،ورعى جلالته الاحتفال الأول في البحر الميت .
سيبقى أمل المتقاعدين معقود على جلالته فقط ،فرئيس الوزراء بصفته رئيس المجلس الأعلى لمؤسسة المتقاعدين لا يتواصل مع المؤسسة ،ويشدّ عكس التوجهات الملكية، ويرأس المجلس الأعلى ترأسا شكليا ،ولم يكلف نفسه عناء دعوة المجلس للانعقاد لبحث آلية تنفيذ الأمر الملكي ،وألغاه فيما يبدو من حيز تفكيره واهتمامه ،والواضح انه لا يقيم وزنا للمتقاعدين ،ولا يلقي لهم بالا ولا لمؤسستهم ،فبعد مضي نحو سبعة أشهر، لم يبد بادرة من بوادر الاستجابة للتوجيه الملكي لدعم المؤسسة للارتقاء بخدماتها ،وأغلق باب المجلس الأعلى في وجه المتقاعدين .
لا نريد من دولة رئيس المجلس الأعلى ان يرسم للمتقاعدين حياة من الأحلام ولا جنة من الحقائق .المطلوب ان يقوم بالحد الأدنى من واجباته ويلتزم بمسؤولياته ،وان يكون على مستوى ثقة الملك ويتبع خطاه.fayez.shbikat@yahoo.com