زاد الاردن الاخباري -
خاص - احمد عريقات - تؤكد الدراسات التي تتناول بناء المستشفيات أن الموقع الذي يبنى عليه المستشفى يشارك بنسبة عالية جدا من المعالجة التي يتلقاها المرضى داخل المستشفيات ، من حيث البيئة الخالية من عوامل التلوث والطبيعة الجغرافية للموقع والتي تحرص معظم دول العالم على القيام ببناء المستشفيات فوق المرتفعات ووسط المناطق المزروعة بالغابات وذلك لما لها من دور كبير في توفير بيئة نفسية للمرضى وللزوار .
وحرصت وزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية على تفعيل هذه العوامل في الكثير من أماكن بناء المستشفيات والأمثلة على ذلك كثيرة كموقع المدينة الطبية ومستشفى عجلون العسكري ومستشفى الأمير حمزة في عمان ، ولكن قامت وزارة الصحة بتحديد الموقع الجديد لمستشفى الزرقاء الحكومي دون أية مراعاة للعوامل البيئية والجغرافية السابقة الذكر والصور توضح حجم الكارثة البيئية التي أوقعت وزارة الصحة فيها سكان مدينة الزرقاء المرضى والمراجيعن .
وموقع المستشفى محاط بكماشة من المواقع الصناعية ذات نسب تلوث عالية ، وهو نفس التلوث الذي يشكوا منه سكان المدينة منذ عشرات السنين وليس هناك أية أذان تصغي لهم ، والمواقع تلك تعمل على مدار الأربعة وعشرون ساعة دون توقف وتنشر أدخنتها وموادها السامة في الهواء دون أية رقابة على نسب التلوث التي تلقيها في هواء الموقع .
وعن حركة الرياح في الأردن وبعد الحديث مع أحد المصادر المختصة بالطقس في الأردن جاءت معلوماته تؤكد حقيقة واحدة هي أن حركة الرياح في الأردن يغلب عليها الاتجاه الشمالي الجنوبي والغربي الشرقي والجنوبي الشمالي وأن هذه الحركة ترتبط بمستويات الارتفاع أو الانخفاض في درجة حرارة الهواء والأرض والمنخفضات الجوية التي تتعرض لها الأردن ، وحصيلة هذه المعلومات كما يقول هذه المصدر أن هناك مقولة مشهورة لأحد الباحثين الغربيين عن حركة الرياح في الأردن يشير فيها أن الأردن ونتيجة لطبيعة موقعه الجغرافي والواقعة ما بين البحر والصحراء ومع وجود المرتفعات الغربية التي تحد من تدفق الرطوبة وفي نفس الوقت وجود أخفظ منطقة جغرافية على سطح الأرض وهي البحر الميت يجعل حركة الرياح متغيرة ومتقلبة ولايمكن أن يغلب عليها الاتجاه المحددة بل يمكن القول أنها دائرية وتأتي من جميع الاتجاهات .
وهذه الصور المرفقة توضح طبيعة موقع المستشفى والمنشاءات التي تحيط به ويجعلنا نؤكد على حقيقة واحدة وهي سؤال في نفس الوقت لماذا لم تقم وزارة الصحة ومعها وزارة البيئة بتقديم إقتراحات لأماكن أخرى لموقع المستشفى ؟ ، وللعلم فإن المنطقة الغربية من مدينة الزرقاء قادرة على توفير كافة الشروط البيئية المناسبة لبناء المستشفى وهناك سهولة في توفير خطوط المواصلات والابتعاد عن خلق أزمات وإختناقات مرورية ، ويتوفر في تلك المنطقة غابات حرجية تعود مليكتها للدولة تساعد كثيرا في تنقية الهواء المحيط بالمستشفى وفي توفير بيئة صحية .