زاد الاردن الاخباري -
خاص - احمد عريقات - تفرقهم المسافات ولكن يجمعهم " وجع الوطن نفسه " ، هو وقف على الرصيف يدهن عربايته التي هي باب رزق له والأخر وقف على رصيف أخر من هذا الوطن يصب القهوة لأحدهم وبسرعة قبل أن تفتح الإشارة الضوئية ويذهب الزبون ومعه الثلاثون قرشا ثمن أول فنجان قهوة في هذا الصباح .
قيل في المثل الفلاحي أن " أمير النهار أوله " وبالتالي كلا هذين المواطنين هما إمراء هذا النهار منذ ساعات الصباح الأولى بسعيهم للرزق دون الحاجة للوقوف على ابواب الحكومة أو مجلس النواب أو غيرهم من مؤسسات الوطن التي تحول بفضل ما سبق إلى حاضنة تطعم وتشرب وتعيل فقط لأنها الحكومة أو لأنهم أبناء هذا الوطن وهو مجبر على إطعامهم ولأنه وطن يبلغ عدد سكانه فقط ستة ملايين ونصف بما يعادل عدد سكان إحدى قرى الصين أو الهند .
ليس عيبا أن يقول المواطن لوطنه أنك أنت الأن أصبحت عبئا علي نتيجة سياسات حكومات تعاقبت على ظهرك وعلى ظهري الذي يحملك ، ومع ذلك سوف أبقى أحملك وأقطع بك الجبال والصحاري والوديان فقط لأنك في النهاية وطن أكبر من كل هؤلاء السياسين .