زاد الاردن الاخباري -
خاص - احمد عريقات - في حديث جانبي مع أحد الأصدقاء وهو يعمل في قطاع الانشاءات الخاصة أثار أمامي حادثة تمت معه وضحت لي أن من يتحكم ببورصة قطاع الانشاءات هم العمال الوافدين وخصوصا الإخوة المصريين أصحاب الجباه السوداء والاجسام القوية والذين تركوا نصر المحروسة من أجل " أكل عيشهم " في مكان أخر بعد أن عجزت دولة كمصر أن تخلق لهم فرص من العمل الشريف .
والحكاية تقول أن أجرة العامل المصري اليومية بلغت في السوق الأردني عشرين دينار وهي قابلة للزيادة بناء على ظروف السوق التي يتحكم بها هؤلاء العمال ، لأنهم وبكل بساطة يعلنون فيما بينهم أن الأجرة اليوم هي عشرين دينار عبر الهواتف ويصطدم المقاول الأردني بالتكلفة التي إرتفعت بسرعة وعند البحث عن الاسباب تكون اجاباتهم موحدة وتنص على أن الحكومة الأردنية هي من يريد ذلك من خلال حملاتها التفتيشية عليهم .
ويقول صديقي أن أجرة معلم البناء سواء الحجر أو الطوب أصبحت ما بين الثلاثين دينار وأربعين دينار ، وهذه الأجور تدفع مقابل العمل فقط لمدة ثماني ساعات يوميا وترتبط هذه الساعات اليومية بالساعة الرابعة عصر كموعد لإنتهائها دون أية دقيقة زيادة ، وتبدأ هذه الساعات الثمانية عند وصول العامل لموع البناء سواء الساعة الثامن أو العاشرة صباحا .
وعن تأثير العمال السورية بهذا السوق يحدثني صديقي أن الأخوة المصريين أحكموا سيطرتهم عليه تماما ولم يتمكن السوريين من إختراقه ، وترك لهم سوق التشطيبات القبل نهائية كالدهان والكهرباء وتركيب الديكورات ، وهم بذلك قاموابسحب هذا السوق من بين أيدي العمالة الأردنية نتيجة للتكلفة القليلة التي يتقاضونها مقابل العمالة الوطنية ، ويؤكد صديقي على أن قطاع الانشاءات في مراحلة الأولية أصبح مسيطر عليه بالكامل من قبل العمال المصرية ، والدليل على قوة سيطرتهم أنهم ونتيجة لقيام الحملات الأمنية لتصويب أوضاعهم أصبح من يملك تصريح رسمي يخوله العمل في هذا القطاع ضاعف إجرته وأصبح هو من يحدد هذه الأجرة .
وتشير الارقام أن هناك في البلد أكثر من سبعمائة الف عامل مصري يديرون الكثير من انواع الاعمال التي توقف الأردني عن القيام بها مما جعلهم ملوك للكثير من المهن كالمخابز والبناء ومحطات الوقود وغسيل المركبات والبيع في مشاتل الاشجار وفي المزارع ، وإلى أن تجد الحكومة البدائل يبقى سوق العقار تحت رحمة هولاء العمال وهم من يتحكم ببورصة أسعاره .