زاد الاردن الاخباري -
فيما تفتقر الدول العربية لـ"قاعدة معلومات إقليمية" تتمكن من خلالها من مواجهة تحديات حيوية كقضية شح المياه واستنزافها"، حذر الأمير الحسن بن طلال من تهديدات تلتف حول العاصمة اليمنية صنعاء بـ"الجفاف" كأول عاصمة بالعالم ستتعرض لذلك.
وركز الأمير الحسن، خلال ثاني أيام منتدى البيئة الالماني العربي الذي تعقده المنظمة الأورو متوسطية للتعاون والتنمية والمجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا وغرفة تجارة عمان، على مدى حرج وضع الأردن في هذا السياق والذي يحتل فقره المائي المرتبة الرابعة ضمن الدول الفقيرة بالمياه عالميا.
وطالب سموه، الذي شارك في ورشة العمل المتعلقة بإدارة المياه، بضرورة إجراء دراسات تفصيلية معمقة ومشتركة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة حول تأثير وجود اللاجئين السوريين على الاقتصاد الأردني، سيما وأن ذلك يمثل تحديا كبيرا ويضغط على مصادر المياه المتاحة والعوامل التنموية الأخرى.
كما دعا، خلال المنتدى الذي جاء تحت عنوان "إجراءات متضافرة من اجل تحقيق النمو الاخضر المستدام"، إلى خلق سياسات مائية تتناسب والدول التي تحتاج إليها، وفق طبيعة كل منها والتحديات التي تواجهها.
واستغرب إجراء اجتماعات من خلال منابر دولية كالأمم المتحدة تتعلق بما أسماه "الموضوعات المتداخلة" بقضايا المياه والبيئة في ظل غياب التمثيل العربي وعدم الانطلاق من قاعدة معلوماتية معرفية تستند أساسا على الإحصاءات.
ووسط غياب وزير المياه والبيئة اليمني عبدو صالح، الذي كان يفترض أن يكون حاضرا لتمثيل بلاده في المنتدى واستعراض وضعها المائي الحرج وسط تنبؤات بجفافها كأول عاصمة بالعالم، في وقت تصرف فيه 65 % من مياهها على زراعة "القات"، طالب الأمير الحسن بتعزيز الشأن العربي ضمن منظومة التكامل بين البيئة الإنسانية والبيئة الطبيعية بالمحافل الدولية.
وأكد سموه ضرورة أن تراعى نوعية المياه، باعتبارها أولوية وطنية كما هو الحال مع باقي القطاعات الأخرى.
ومنذ تعيينه رئيسا للمجلس الاستشاري المعني بالمياه الذي تم انشاؤه العام 2004، فإن سموه رسم خريطة طريق من شأنها خلق قوة ناظمة لطرح مشتركات عربية تتمثل بالمياه والطاقة وتجسير الفجوة بينها.
من جانبه، حذر الأمين العام لوزارة المياه والري باسم طلفاح من خطورة التحديات التي تواجهها المملكة في قطاع المياه.
وتتمثل أبرز تلك التحديات بالنمو السكاني والتغير المناخي، وإمكانية رفع كفاءة المياه والموازنة بين الإدارة والطلب على المياه.
وقال إن التحدي الأبرز الذي يواجه المملكة حاليا، هو التدفق المتزايد للاجئين السوريين، حيث فاقم من الاحتياجات المائية التي كان من المفترض أن يلبيها مشروع الديسي وقلص فترة تغطية احتياجاتها حتى وقت أقصاه العام 2019 فقط.
وبين طلفاح أن التعاون الأردني الألماني مستمر منذ أعوام طويلة، خصوصا في دعم قطاع المياه، مشيرا إلى التعاون مع مختلف منظمات الأمم المتحدة للحفاظ على حوض المياه الجوفي القائم عليه مخيم الزعتري.
من جهتها، استعرضت نائب رئيس مركز أبحاث المياه الوطني مها توفيق أبرز التحديات التي تواجه مصادر المياه في مصر، مبينة أن مصر تعتمد على مياه نهر النيل بما نسبته 97 %، إلا أن المشكلة تكمن في مصادره التي تقع خارج حدودها.
وحذرت توفيق من النمو السكاني العالي في مصر والذي يزداد على 2.5 % سنويا في الضغط على مصادر المياه، في وقت تستهلك فيه الزراعة 85 % من المياه المتاحة فيها.
الغد