زاد الاردن الاخباري -
جلب مسلسل “المبروكة” الذي تتواصل تحضيرات تصويره حالياً “تشاؤماً فنياً” في الأردن إزاء تأجيل التلفزيون الرسمي إنتاجه غير مرة، ووجود تحفظات و”شبهات” على آلية اختيار فريق عمله ومقتضيات تنفيذه واعتباره “حصيلة متواضعة” من الحكومة لإنهاء اعتصام كان حدد خلاله أبناء المهنة مطالب عدة طوال شهر كامل العام الماضي . فلماذا أصبح “مبروكة” أزمة وأشعل نيران الخلافات؟
رأى معترضون أن المسلسل يعتبر “ثمناً بخساً و”استرضاء زهيد للغاية” تستفيد منه مجموعة دون غيرها عقب إلغاء الاعتصام، الذي كان نفذه الفنانون للمطالبة باعتماد الحكومة صندوقا دراميا متكاملا قوامه من 5 إلى 10 ملايين دينار، وتذليل صعوبات في مقدمتها “مثبطات” رسمية تحول دون الاستثمار في الفن، فضلاً عن الدعوة إلى توفير أمور ذات صلة بينها فرق مسرحية وأخرى تتعلق بدرجة التأمين الصحي والإسكان والضمان الاجتماعي .
وأخذ أعضاء في النقابة على مجلس إدارتها طريقة تشكيل لجنة لاختيار نصوص كان قدّمها أصحابها قبل الاستقرار على “المبروكة”، من تأليف رياض سيف، وتحديد عروة زريقات للإخراج بعد انقطاع فاق عشر سنوات عن الوقوف خلف الكاميرا، ثم إحالة الأمر إلى زميله “السينمائي” نبيل الشوملي .
تحفظ فنانون على معطيات “الكاستينغ” للمسلسل عقب سنة كاملة وأكثر من طرح المطالب ومرحلة “شد وجذب” مع أطراف حكومية منتقدين بشدة تخصيص ميزانية متواضعة لا تتجاوز نصف مليون دينار فقط، كانت ذكرت إدارة التلفزيون غير مرة أنها لم تحصل عليها أساسا من وزارة المالية .
ووفقاً لما رصدته “الخليج” كتب الفنان أشرف طلفاح على صفحته الإلكترونية: “لقد جاء المسلسل بمثابة إسكات وترضية بعد الاعتصام الذي أقامته نقابتنا وأتى علينا بما أتى” . وتساءل: هل جميع العاملين في المسلسل هم أعضاء في النقابة؟
تابع طلفاح: لقد كنت مع 12 عضواً من أوائل المعارضين للاعتصام لأنه غير مكتمل وغير ناضج ولا يرتكز على أهداف حقيقية، ومجمل مطالبه هي بمثابة حق للأعضاء على نقابتهم قبل دولتهم، وكانت فكرتنا في تخصيص صندوق للدراما ميزانيته 10 ملايين دينار تقلص إلى إنتاج عمل وتوظيف عدد من الزملاء في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون .
وأكد طلفاح تلقيه ترشيحاً من المؤلف رياض سيف لأداء دور في المسلسل “قبل تنحيتي من أجل ترضية آخرين” . وعقب: “لم أكن أنوي المشاركة حتى في حال طلبوا إليّ ذلك فأنا لا أباع ولا أشترى”، في إشارة إلى “محسوبيات” أسهمت في تسيير الأمور بغض النظر عن مؤهلات مهنية .
طالب المخرج والمؤلف والناقد الأكاديمي علي فريج بتوفير ميزانية المسلسل للارتقاء بأداء التلفزيون “أفضل من صرفها على عمل لن يتجاوز حدود الوطن هذا إذا شاهده أبناء الوطن” .
وقال فريج: لن ننجح في صناعة دراما أردنية معاصرة على المدى المنظور بحيث تحتل موقعاً متميزاً على خارطة سواها العربية، لأن بيننا فاسدون والخلل كبير والواسطة استشرت في المجال .
وأضاف: حتى إذا تأسس صندوق للدراما بميزانية ضخمة فإن أعداد “الفلل” والمزارع ستزداد لدى البعض فقط وبصراحة ليس لدينا ما يصلح للتسويق، وأشعر أنني أصرخ في دورق زجاجي محكم الإغلاق .
شددت الفنانة جولييت عواد على “أنني لم أعد أثق في أي مؤسسة رسمية” واعتبرت أن توقيع التلفزيون الأردني اتفاقية مع النقابة مؤخراً “يأتي خارج وضع استراتيجية شاملة” . وعلقت: بصراحة أنا متشائمة ولا أتوقع شيئاً مهماً على صعيد تحريك الدراما طالما بقيت المكاسب الفردية تسبق المصلحة العامة .
من جهته أكد مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون رمضان الرواشدة أنه سعى إلى توفير ميزانية العمل قدر المستطاع وقلل من صرف بعض المقتضيات الإدارية، وذلك من أجل دعم الفن، رافضاً تماماً “التشكيك” في الغايات والأهداف .
وقال: نريد انجازاً عملياً يسهم في تحريك الأمور إيجابياً، ونحن عمدنا إلى تشكيل لجنة مشتركة مع نقابة الفنانين درست مجموعة نصوص بعيداً عن العلاقات الشخصية قبل اختيار “المبروكة” الذي يستند على بيئة اجتماعية معاصرة تتضمن جوانب ريفية وقروية متفاوتة، ونأمل أن يفتح ذلك باباً أوسع للإنتاج مستقبلاً .
الخليج