ليس هذا المقال دعاية الى هذا العطر الذي كان من أهم هدايانا من دول الخليج العربي ولم أصبح بائعا للعطور لأنني كتبت مقالا أزعج بعض أصحاب القرار في شركات التامين أو ألخلويات أو البنوك أو شتمت مسؤولا فتم فصلي من وظيفتي ( واتمنى ان لايحصل ذلك لان الوقت لايساعد وغير مستعدا لهكذا مفاجأة ) ولكن ما جعلني اكتب بهذا العنوان هو وجود بعض اصحاب القرار و الادارات و المسؤولين في بعض الشركات يكونوا كالأصم في حواراتهم ولا يسمعوا الا صوتهم وكأن حال لسانهم يقول نحن فقط على حق وانتم على خطأ فتجدهم لايستقبلوا الكلام كجهاز الخلوي الخربان لان سماعة الاستقبال عندهم مفصولة فلا فائدة لمثل هكذا جهاز لذا تجد النتيجة الحتمية لعملهم تكاد تكون صفرا علما ان من علامات نجاح أي مؤسسة هو روح عمل الفريق الواحد لأنك لست الأعلم بل قد تجد من هو أعلم منك وأيضا تطبيق سياسة شاورهم في الرأي لان القرارات الجماعية في كثير من الامور تأتي ثمارها انصع واجمل واطيب مذاقا ولايجوز ان تقتصر المعرفة على هذا المسؤول دون سواه او من حاشيته وان لايكون الحصول على المعلومة والمعرفة والدورات والمؤتمرات والمشاركات حكرا على البعض دون غيرهم لانها نوع من الانانية الهدامة التي تلحق الاذى بالمنظومة الاقتصادية وتقتل روح المبادرة.
جميل ان يصل الانسان الى مايريد ويطمح بالجد والتعب ( حتى وان نزل ببرشوت على كرسي القيادة وقد يكون ليس بمقاسه ) فمن الافضل ان تكون المشورة في العمل هي الاساس وارى من ميزات محتكري الراي والقرار هو خوفهم المستمر على كرسيهم حتى من صغار الموظفين فينتابهم التوتر من مجرد من يخالفهم الرأي او ذكر بعض الاسماء امامهم فتراهم يشتمون ويلعنون ويهزأون متناسين ان وجودهم في هذا المنصب ليس معناه انهم الافضل وقد يجدوا للاسف من المنافقين الذين يزينوا افعالهم ويعظمونها حتى وان كانت صغيرة وكأنهم يرددون قول الشاعر:
وتكبر في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
لقد حث علم الادارة الحديثة على ضرورة اشراك جميع الموظفين في اتخاذ القرارات وتقديم الدراسات ولهذه الاسباب فان الصين واليابان قد نجحت نجاحا كبيرا في الصناعات المختلفة واثبتت وجودها في ظل المنافسة العالمية الشديدة وكان من اهم اسباب نجاحاتهم هي القرار المشترك وتواضع صاحب العمل ومشاركته لهم همومهم ومشاكلهم العملية والخاصة وعدم خلطه للامور الشخصية بالعمل ومنح المكافأة للجميع دون تمييز او تحيز لان العامل والموظف مهما كان صغيرا بمنصبه لا بد ان يكون له دورا يلعبه في النجاح وحتى الفشل لابد ان نستفيد منه لصنع ذلك النجاح واعجبني قول احد العلماء عندما قال في صنع المصباح الكهربائي :
( لقد اكتشفت اكثر من عشرة الاف طريقة لا يعمل بها المصباح الكهربائي ) فتخيل كيف فسر هذا العالم فشله وحوله الى نجاح وكان له الفضل الكبير في انارة العالم .
لا اتجنى على احد في هذا المقال ولكن يستفزني كثيرا عندما تكون هناك مؤسسة او شركة ناجحة فتنهار فجأة ويصبح منتسبيها في سوق البطالة او التشرد والسبب في الخسارة هو احتكار القرارات وصورة الـ ONE MAN SHOW لصاحب القرار ، علما ان هذا النوع من العطر هو من اجمل انواع العطور لذا فانني عطرت ورشيت مقالي بهذا الاسم لكي تفوح منه رائحة جميلة تجذب القارئ لها وهنا لا أميز بمن يكون القارئ ذكرا أم أنثى فجميع القراء عندي أعزاء كرام حتى من سينتقدني فسأستفيد منه كثيرا في مقالي القادم ولا أقع في خطأ قد يراه غيري ولا آراه عند كتابتي هذه الكلمات .
المهندس رابح بكر 0795574961
0788830838
RABEH_BAKER@YAHOO.COM