أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
فرصة أخيرة لتسديد الرسوم الجامعية للطلبة الجدد غارات اسرائيلية على الحديدة اليمنية "الطاقة والمعادن" ترفض 4 طلبات تتعلق بقطاع النفط ومشتقاته الملك يتابع عملية تجهيز مستشفى ميداني أردني للتوليد والخداج سيرسل لغزة قريبا الوزير العودات: الظروف الإقليمية تفرض علينا ترتيب بيتنا الداخلي كتلة هوائية خريفية تقترب من الاردن أمانة عمان تنعى وفاة أحد عمالها إثر تعرضه لجلطة الاسد : نصر الله سيبقى في ذاكرة السوريين وزير الخارجية الفرنسي يصل إلى لبنان مساء الأحد الاحتلال: أكثر من 20 عنصرا من حزب الله كانوا برفقة نصرالله قتلوا الجمعة. كيف يقود الذكاء الاصطناعي وحوسبة الكم إلى بيئات تعليمية تفوق الخيال؟ بلدية غرب اربد: مبالغ مترتبة كذمم على مواطنين تضاعفت بسبب الغرامات بموجب القانون وفاة طفل عقرته كلاب ضالة في مادبا مؤسسة ولي العهد تطلق الفوج الأول من "برنامج 42 عمّان" وفد من كلية القيادة والأركان يزور الهيئة الهاشمية للمصابين العسكريين التربية: لا يوجد امتحان مواد مشتركة لطلبة نظام "البيتك" حزب الله يكشف عن دور علي كركي العسكري النسور يقدم أوراق إعتماده في الجبل الأسود الحنيفات : كل فرد في الأردن يهدر 101 كيلو من الطعام سنويا إعلام سوري: دوي انفجارات قوية بمحيط دمشق
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام النهوض العربي المعاصر .. تطلعات الانبثاق...

النهوض العربي المعاصر .. تطلعات الانبثاق وأحباطات الأجهاض

16-09-2013 05:45 PM

لعل من نافلة القول الاشارة الى أن ما انبثق في الوطن العربي من انتفاضات شعبية للتغيير منذ نهاية العام 2010 ، قد جاء استجابة طبيعية، لتداعيات الوضع العربي المأساوي ، التي افرزها استبداد دكتاتوريات النظام السياسي العربي ، ولاسيما في الاقطار التي تسعى للإصلاح، والتغيير في حكوماتها، وأنظمتها،حيث يجاهد الشعب العربي هناك لتغيير الانظمة الدكتاتورية ، ويسعى لتحقيق التنمية الشاملة لتحسين الحال المنهك،وإقامة الديمقراطية،والتحرر من التبعية المزمنة للأجنبي،بعد ان فشل ذلك النظام الفاسد تماما في تحقيق التنمية،وإقامة الديمقراطية،فكان لابد للجماهير من الثورة الشعبية للخلاص، والانطلاق الى آفاق مرحلة جديدة من التغيير في الحياة العربية، تعتمد التمييز الواضح بين مشروعية الانتفاض على الانظمة المستبدة، والسلاطين الجائرين، وبين رفض تهديم الكيانات الاجتماعية، وتدمير البنى الاقتصادية، والصناعية،

والعسكرية، بالفوضى الخلاقة مهما كانت الشعارات البراقة التي ترفعها،حيث تظل في جوهرها الية خبيثة لتمزيق الأوطان، وتفتيت بنية المجتمع، في اجندة تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد،خاصة وان الغرب ألاستعماري، والصهيونية العالمية، لن يتركا الشعب العربي يثور على واقعه،ويعيقان بكل الوسائل سعيه لإعادة بناء الذات ، وصياغة الحال بنهج ذاتي مستقل،بسبب الحرص على تأمين مصالحهما في هذه المنطقة،وبالتالي فأنه لابد لهما من التدخل المباشر،او بالوكالة،
لعرقلة،وإجهاض ثورات الشعب العربي للتغيير،في ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي، وتحويل مسار التغيير، ليصب في خدمة مصالحهما القومية، بدلا من أن يصب في خدمة التحول الوطني التاريخي على الساحة العربية،فكانت استرتيجية الفوضى الخلاقة بإذكاء المحاصصة الطائفية،وتأجيج العصبية،وتفكيك بنية الدولة الوطنية، وتمزيق النسيج الاجتماعي للشعب.

وحينما عجزت الانتفاضات الشعبية في اطار مثل هذه التحديات، عن طرح بديل التغيير الثوري الفعال للدكتاتوريات البائدة التي انتفضت عليها في اللحظة،وأخفقت في تقديم برنامج عمل متكامل لمواجهة متطلبات المرحلة الانتقالية،فقد اشاعت شعورا بالإحباط العام في اوساط جمهور الثورات، نتيجة تداعيات حالة الانحدار القومي، وتراجع مشاعر الانتماء العروبي، وضمور الحس الوطني،الذي تزامن مع الحملة الاعلامية الغربية الصهيونية الواسعة لتضليل الرأي العام العربي،وخلخلة قناعاته،بقصد شيطنة القيم الوطنية، وتسفيه الانتماء القومي، ومسخ المعتقدات الدينية،في محاولة شريرة للترويض، وفرض واقع من الإحباط والقنوط بين جمهور تلك الثورات، لكي يختلط الأمر عليه في تشكيل الوعي،بما يسهل تحييده، ودفعه إلى العزلة السلبية، واللامبالاة،التي تمنعه من التفاعل الايجابي مع قضايا الأمة في أي حراك يستهدف تغيير الحال نحو الاحسن.
ولاشك ان ذلك الحال ألانحطاطي للأمة، سوغ الى حد كبير قبول التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي،ومسخ فكرة الثورة في الوجدان الجماهيري، فعمت في ضوء ذلك الفوضى الخلاقة،متزامنة مع حالة النكوص الشعبي، والإحباط الجماهيري، والانكفاء المرير على الذات،حيث تجسد كل ذلك في مخيال الوعي الشعبي بمعاناة مضاعفة، اختلطت فيها العناصر السلبية من التراجع، بالايجابية من الاحلام الوطنية،والتطلع القومي،الامر الذي ترتب عليه التباس في الوعي،واضطراب في النظرة الى التداعيات، ادى الى بالمحصلة الى تراكم كل تلك المضاعفات السلبية التي زادت الحال سوءا.

ومع كل تلك الأحباطات، فأن حالة المخاض الشعبي للأمة في حراك التغيير الراهن،تؤشر ملامح ولادة مشروع النهوض العربي الصاعد، الذي يطرح نفسه بديلا تاريخيا لحالة التردي،والنكوص المعاصرة،مما يعطي دلالة واضحة على أن الأمة اليوم هي في سياق بحثها عن الذات بشكل صحيح،عندما نجحت في ازاحة الدكتاتوريات البائدة من طريقها نحو التغيير الديمقراطي المنشود،وأنها قد استنبتت في ذاتها بتلك الانتفاضات المجيدة، كل ما من شأنه ان يؤسس لحركة تاريخية سليمة، تمهد لحالة انبثاق الولادة الجديدة لمشروع النهوض العربي المعاصر للتغيير،رغم كل تحديات إجهاضه.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع