حكومة مستفزة تدعونا للثورة!!!؟؟

إن المتتبع لحالنا في هذا الوطن يرى العجب العجاب مما تفعله الحكومة بنا من خوازيق يومية لا تنتهي من فرض ضرائب ، زيادة رسوم ، رفع أسعار ، محاربة المواطن في لقمة عيشه،وفي ما يستر عورته!! ، ومع ذلك فالشعب مكبر دماغه على رأي أخوانا المصرين ، ولا يبالي بما تقوم به الحكومة من إستفزازات قد تؤدي لما يحمد عقابه.

وأنت دولتكم في كل يوم تطل علينا عبر شاشات التلفزة مشبرا ومخمسا بيديك ، مقسما بأغلظ الإيمان من ان همك ووجع قلبك الوطن وأهله ، ناسيا ومتناسيا سيارتك الآخيرة التي تقدر بربع مليون دولار ،والكثير من الشعب يمشى على قدميه صيفا وشتاءا للحاق بعمله إن كان قريبا من منزله، أما من بعثر الله شمله وشتت دربه في ظل حكومة لا ترحم وكان في خارج مدينته فالويل له ثم الويل يفكر في ليله بصحوة بكره وكيفية اللحاق بباص الخامسة فجرا للتوجه للعاصمة لأن الكثيرين من أبناء القرى والمدن من خارج عمان يعملون في العاصمة ، ولا يمتلكون سيارات فارهة ، ولا سائق من الأمن العام ينتظره ليفتح له الباب كما دولتكم لا يهمه برد الشتاء ولا حر الصيف !!

فالمواطن يصحو من نومه مثقلا بهموم كثيرة ، وأنت تعتقد بانك تجعل من نهاره فرحا بإطلالتك البهية وتصريحاتك النارية، وتهديداتك ووعيدك الذي يقصم الظهور، فنرجوك التخفيف من هذا الظهور .

قلت ذات يوم من أنك خبير إقتصادي وخبير في الرياضيات ولكننا لم نجد للخبرة في هذين المجالين من حلول لموازنة الدولة التي تتقزم امام الفساد ، وتتلاشى أمام لصوص وخفافيش الظلام ممن بقوا في مناصبهم وأماكنهم ولم يدخلوا في متاهات السجون كما وعدتنا بأن تقطع دابر الفساد ، انت وهيئة مكافحة الفساد فأين ما وعدت به وهيئتك التى لم تجد حلا سوى الرواتب الخيالية لأعضائها ؟واما الفاسدون فهم يرتعون ويعيشون دون خوف أو وجل وخجل !!، ويقضون أجمل الأيام في عواصم العالم مرددين القول(( إن من أجمل الأيام يوم لم نعشه بعد)).

صرحت بان الدينار سينهار وخلقت مشكلة للوطن وإقتصاده برغم سؤ حاله ، وصمد الدينار بفضل الله وقدرته ، فنرجوك كف عن تصريحاتك وتحليلاتك.

تخرج علينا وتصرح من ان الوضع بائس والموازنة بحاجة إلى همة الشعب فتتسلل يد حكومتك إلى جيب المواطن دون استئذان وتسلبه رغيف خبزه ، الذي ما إنفككت عن محاربتنا به ، ومن أن المواطن يأكل الخبز بنهم ، يوم رفعت ثلاثة ارغفة وقلت إنظروا كم في طبق كل منكم من أرغفة خبز ويوم قلت بان الرغيف خط أحمر!!فهل نسيت ؟؟، ناسيا ومتناسيا ما أغدقت به على من لهم صلة بك من نعم وخيرات كثيرة!!تفوق رغيف الخبز.

كم سنعد لك يادولة الرئيس من أقاويل وأقاويل تجعل الولدان شيبا ، وتجعل الحليم حيرانا ، وتجعل كل ذي لب حكيم مجنونا مهسترا من سؤ ما تقول .

وفي آخر ما تفضلتم به من أن الضمان سيفلس وكنت قد طلبتك وناشدتك بمقال تحت عنوان دولة عبدالله النسور الضمان في خطر فتداركه ، ونشر بأكثر من موقع إلكتروني، ولكنك جئت بتصريحات نارية من أن الضمان سيفلس ! فبالله عليك أين الخطط ؟ وأين الحلول ؟ واين الدراسات ؟ واين؟ وأين ؟

ماذا اقول وماذا اتكلم به إن المرء يعيش في وطنه كئيبا حزينا والكثير ممن وفد إلينا يعيش معززا مكرما ، فأعتقد ان الحكومة تقوم بإستفزاز الشعب وتدعوه للخروج عن طوره وتدعوه للعقوق !!

إن حكومتكم تدعو شعبها للعنف ، تدعوه للغضب ، تدعوه للثورة ، تدعوه للخروج عن طوره ، ولكن شعبنا شعب طيب مسالم برغم سؤ الأوضاع وبرغم المعاناة فالشعب يقول نحن نحب الوطن ، نحن أصحاب الأرض فالوطن عزنا وفخرنا برغم الألم برغم الجراح برغم الفقر، برغم سؤ الأحوال ، الشعب شعب صامد مكافح ، ينحت في صخر وجوده ليبقى الوطن فوق هام الشهب ، عاليا ، ابيا ،شامخا ، ولن ينجر وينجرف ، وراء ما تدعونا إليه دولتكم ، من أن يأتي العقوق للوطن منا نحن أبناء الوطن ، ونرجوا أن لا يحدث هذا ، وإن كان ذلك ونرجو الله أن لايتم فاعلم دولتكم بأنه سيكون بسؤ صنيعكم وبفشل قرارتكم وبالفوضى التي تدعونا إليها من غير أن تدري ومن غير ان تلقي لها بالا، فالوطن أمانة وسيبقى لنا وإن ضنت علينا الظروف بسؤ صنيعكم فينا .

وأقول لدولتكم نحن أبناء وطن ، وأصحاب أرض، ونحن متجذرون في هذا الوطن ، جذورونا راسخة وضاربة به بعمق نشأته وتكوينه منذ الأزل.

وإليك أقول يادولة الرئيس أنت لست من يملك الوطن وكأنه مزرعتك ، أو ملك يمينك، ولست من يهب، ويعطي لهذا الشعب،ونحن لسنا مستأجرون عندك حتى تسول لك نفسك بما تسول ، من إذلال وقهر حتى تطردنا من ملكك !!؟؟كما يخيل لك ، نحن من سيبقى فيه رغم الألم والمعاناة ، وأما الكثير ممن وصلوا لما وصلوا إليه من أصحاب السعادة والمعالي والعطوفة ، بفضل الوطن من مناصب ، وأموال ، فلن يهمهم البقاء أوعدمه فيما لو حدث للوطن مكروه لا قدر الله ، فحقائب سفرهم جاهزة وأرصدتهم في بنوك العالم متخمة!!؟.

فارجوكم اتركونا في حالنا ولا تدعونا للغضب ، اما أنت وطاقمكم الوزاري فلتهنأوا بسيارتكم الفارهة ، وبيوتكم العامرة ، ورواتبكم الخيالية التي هي من ظهر هذا الشعب، واعتقد أنه سيأتي يوم يندم فيه من خذل وغدع الشعب وأرهقه وساهم في إفقاره.

واما المواطن الكادح في هذا الأردن ،فله سماء تظله وأرض تقله ووطن يحضنه، وحمى الله الوطن من كل شر وسؤ، ومن لا يرحم لا يرحم ، وحسبي الله ونعم الوكيل..