بدعوة رسمية للمشاركة في حملة اعلامية زرت حوض الديسي المؤلف من 55 بئرا منتشرة بعمق الصحراء الجنوبية للوقوف على تكوينات الماء المستخرجة من الصخور الرملية في ذاك الحوض المائي الذي ينتج أجود انواع المياه على مستوى العالم من حيث محتواها الكيماوي والبيولوجي والعضوي اذ تؤكد المعامل المخبرية أنها تفوق نوعيتها نوعية كثير من المياه المعبأة في الأسواق بسبب قلة الملوحة فيها التي لا تتجاوز 300 جزء بالمليون وكذلك قلة العناصر المسببة لعسر المياه كالكالسيوم وغيره .
تبلغ كلفة المشروع الذي تنفذه شركة جاما التركية مليارا ومئة مليون دولار تقدر حصة الحكومة الاردنية منها 300 مليون دولار لقاء ضخ 100 مليون متر مكعب سنويا .. ويعمل بالمشروع 27 مقاولا اردنيا من اصل 33 شركة مقاولات محلية وعالمية بحجم عمالة يشكل الاردنيون 60 بالمئة من اجمالي العمالة العاملة في المشروع .. وفي مقدمة الشركات الاردنية المتخصصة بأعمال المقاولات شركة حسين عطيه وأولاده التي أسندت لها المراحل الصعبة داخل العاصمة وخارجها بالاضافة الى منطقة الابار في الديسي باشراف الدكتور المهندس فواز البشير الذي وظّف جلّ خبراته في خدمة هذا المشروع العملاق ... وعندما شربت من مياه الديسي من مصادرها قبل وصولها الى الخزانات المنزلية أحسست بجودتها العالية وتمنيت ان تصل الى بيتي في السلط الذي يتزود من محطة زي كما تمنى المسئولون بوزارة المياه على المواطنين ان يخصصوا مياه الديسي لاغراض الشرب فقط وعدم استخدامها في ري المزارع نظرا للقيمة الجوهرية التي تتمتع بها مياه الديسي وارتفاع كلفة المتر المكعب الواحد على الدولة الذي يصل الى 130 قرشا .
مجموع الابار المحفورة في الديسي كما اسلفت 55 بئرا منها 26 بئرا موصولة بالشبكة الرئيسية وهي تضخ حاليا على مدار الساعة الى الخزانات الفرعية في العاصمة والمحافظات بينما يجري تجهيز 29 بئرا لضمها للضخ للشبكة الرئيسية في غضون الشهور القليلة القادمة .. ويعتبر مشروع الديسي الحالي ومشروع ناقل البحرين المستقبلي من المشاريع الاستراتيجية المائية في الاردن التي ساهمت في تحسين واقع المياه في المملكة ولها بالطبع عوائد ايجابية كثيرة على الصعد البيئية والاقتصادية والاجتماعية مما ستنعكس ايجابا على الوطن والمواطن حاضرا ومستقبلا .
وتعد مياه الديسي واحدة من هبات الله سبحانه وتعالى على هذا البلد الطيب الأمين ولا يجوز لأي كان ان يتهجس ويشكك في صحتها وسلامتها بل يتذكر الجهود المضنية التي بذلتها الدولة في اخراج هذا المشروع الى حيز الوجود دون ان يتكلف المواطن فلسا واحدا .. كما لا يسمح لأي شخص ان يسيئ من قريب أو بعيد للمشروع مثلما فعل أحد المحسوبين على المواقع الالكترونية حين أشار الى احتواء الديسي على نسب عالية من الاشعاعات الضارة على صحة الانسان وحين اتصلت به لمعرفة مصدر خبره اكتشفت سخطه على الحكومة والدولة الاردنية برمته لعدم اتمامه شروط انضمامه وأهليته لعضوية نقابة الصحفيين مما ذكرّني بذاك الصحفي الذي نشر خبرا مفبركا من بنات افكاره أضرّ به الاقتصاد الاردني لسنوات عديدة حين ادّعى ان الخضار والفواكه الاردنية يجري ريّها من مياه الصرف الصحي مما تسبب بوقف الاستيراد من الاردن والاضرار بالمزارعين الاردنيين بمئات الملايين من الدنانير .