إمتلأت فضاءات الانترنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات الأردنيين التي تناولت رفع الضريبة والرسوم على الملابس ، ودخلت حكومة النسور في " كلسون الشعب " وبيجاماته وبقية ملابسة الداخلية والخارجية وإنتهى المشهد بحملة للعراة تحاول أن تعبر عن حجم الغضب الشعبي الذي أصاب الأردن من رفع الضريبة والرسوم على الملابس .
وكانت القطعة الطاغية على ذلك المشهد هي " الكلسون " الذي تناوله الأردنيين من كافة جوانب إستخدامة في وقت الآزمة وعندما ترتفع أسعاره ، وبقيت الحكومة في واد و " كلسون " الشعب بواد وعندما تحدثت الحكومة جاءت بنبأً كذب دخل من باب الشعب وخرج من نافذته دون أن يصيب فيه إنتباه ولو بسيط ، ومما ذكرته الحكومة بنبئها الكاذب أن هناك توافق ما بين الحكومة وتجار الملابس على نسبة الزيادة وأنه قد تم إطلاعهم عليها وأن هذه النسب من الرفع لن تصيب " كلسون الفقير القادم من البالة " بل ستصيب " كلسون الغني أبو الماركة العالمية " .
ورغم قيام الحكومة " كإخوة يوسف " بحلف مئات الايمان بأنها لم تصادق على القرار إلا بعد موافقة التجار وكحماية للمنتج المحلي من " الكلاسين " إلا أنها كحكومة كُذبت من الشعب كما كُذب إخوة يوسف من أبيهم مع وجود إيمان كامل عند هذا الشعب " كإيمان أبا سيدنا يوسف " أن النهاية سوف تظهر ولو بعد حين ويصبج " كلسون العشب " بعلب العرائس بإستثناء "كلسون" الحكومة الذي سوف يوضع له بند يضاف على موزانة النفقات الجارية بإعتباره قطعة كثيرة الإستهلاك وغير قابلة للرقع أو الإصلاح ، لأنه عيب أن تسير الحكومة أمام الشعب وهي ترتدي كلسون " مرقوع " أو مخاط بخيط من الكتان الأسود أو البني ويظهر من تحت بنطالها .
ونتيجة للإيمان الكبير لدى الحكومة بأن الشعب لن يفكر لثواني بأن يخرج للشارع محتجا على رفع سعر " كلسونه " أمام كاميرات القنوات التلفزيونية العالمية أقدمت على هذه الخطوة بكل قوة ، وكذلك تعلم الحكومة أن الربيع العربي قام من أجل تغيير حكام وليس " كلسون " ومن العيب أن يصيب الوطن ما أصاب دول الجوار من أجل " كلسون " وهو نفس الوطن الذي لم ينقلب على حكومته ونظامه عندما رفعت سعر المحروقات والأكثر أهمية له " كما تعتقد هي كحكومة صاحبة ولاية " وإزدياد أعداد معتقلي الرأي .
والسؤال هنا هل يثور الشعب من أجل " كلسون " وتكون بداية للربيع الأردني الحقيقي ؟ أم يكتفي هذا الشعب بأنه لامانع لديه من أن يسير في الشوراع و" قفاه " مكشوف فقط من أجل أن لايصيبه ما أصاب دول الربيع العربي من فوضى وحروب أهلية ؟ والحكومة تكمل المهمة التالية لكشف " قفى "الشعب ؟ .