الحُجج واحدة ومتشابهة ، طابعها ديني ، وحقيقتها وأهدافها عنصرية عدائية تدميرية ، ففي القدس تقوم الجرافات والدبابات الإسرائيلية بهدم وجرف البيوت الفلسطينية تحت حجة بناء كنس وبيوت يهودية ، متناسين هؤلاء الإرهابيين أصحاب العقيدة التلمودية بأنّ شريعة موسى التي حرّفوها ونسفوا أصولها اهتمت بالحياة الإنسانية لما لها من قدسية ( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ، سورة المائدة 32 ) ، وفي رفح تقوم جرافات وعسكر حماس بهدم بيوت الشعب الفلسطيني الذي بعد أن تمكنت منه وصادرت قراره بشحنة مساعدات قدمتها له بفترة احتاجته ليوم الأخدود إستعبدته ، وذلك بحجة بناء دار الفضيلة الإسلامي المنقوله هندسة وأهدافا عن مجمع الإمام الخميني الثقافي في ضاحية بيروت الجنوبية ، متناسين أو غافلين أصحاب العقيدة الحمساوية أهمية الإنسان التي هي أهم عند الله من الحرم المكي والبنيان ، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول ( ما أطيب ريحك وأعظم حرمتك ، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه ، وأن نظن به إلا خيرا ) ، وفي صحيح الالباني: ونظر ابن عمر إلى الكعبة فقال ما أعظمك وما أعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك .
وفي القدس تريد إسرائيل تهويد المدينة بعد سرقة وتدمير منازلها وتراثها وبعد كنس أو تهويد سكانها ، وفي رفح كبداية تريد حماس حمسنة المدينة وكل القطاع الصامد المخدوع والمغلوب على أمره ، بعد نهب خيراتها وتدمير وطنيتها وكنس أو أسلمة ، عفوا ( حمسنة ) سكانها وفي الحالتين يعاني الشعب الفلسطيني أولا من عسكر الإحتلال الإسرائيلي بالقلنسوة والضفائر اليهودية الذين أذاقوه الأمرين وبات نصره عليهم قريبا ، ومن عسكر حماس بالعمائم واللسان والعضلات الإسلامية ــ عفوا ( الحمساوية ) ـــ ، الذين أذاقوه مرارة النكبة مرتين ، وبات خلاصه منهم قريبا بعد أن أعتقدت حماس ومن ورائها أنه سيكون مستحيلا ، مرة عندما أدار الإخوان المسلمين ظهرهم للشعب الفلسطيني أثناء محنته مع التغلغل الصهيوني ومعاركه مع الإحتلال ، مما ساهم خنوعهم وتآمرهم بصنع النكبة الأولى ، وازدادوا بأن وصفوا وربيبتهم حماس ثورته التي انطلقت لتحرير فلسطين بالعام 65م بالعبثية ووصفوا وطنييه بالكفار ، ومقاوميه بعد سيطرتهم على غزة بالعملاء ، والثانية عندما صنعت نكبة الفلسطينيين الثانية بانقلابها الدموي الأسود ضد الشرعية الفلسطينية سنة 2007م ، وأخذت غزة إلى حيث أرادت إسرائيل ، لتصبح شوكة في الجسم الفلسطيني كما يظن كل من الساحب والصاحب ، بدل أن تبقى شوكة في خاصرة إسرائيل وثاقبة لحقدهم جميعا ، كما هو حال قطاع غزة منذ فجر التاريخ حتى ما قبل الإنقلاب الأسود اللعين ، الذي أعاد القضية الفلسطينية للخلف سنوات كالحات تمناها اليهود وفرح لها الأبارتيد الصهاينة شارون وليبرمان وجيئولا كوهين والكثيرين غيرهم ، ممن وضعوا مكافئة مالية سخية لكل من يسهم بهدم منزلا فلسطينيا وتحت أية حجة ، وصلت أول دفعة منه لخزينة حماس منهم بعد نفاذ الآخر الوطني .
فالهدم الصهيوني للمنازل والإرادة الفلسطينية واجهها الشعب الفلسطيني وما زال ببسالة نادرة وبصبر وتحدي ، مما أربك إسرائيل وعرى مواقفها وجعلها تتخبط بخياراتها واستراتيجياتها كما بتكتيكاتها ، أما القمع الحماسي للأفكار ومحاولات إذلالها للأبطال ، وهدمها للمنازل في قطاع غزة والذي ابتدأ في رفح باسم المقاومة والدين ، فما زال الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية يواجهونه ولحد الآن بقد وشق الجيوب ولطم الخدود بالسر أو بالظلمات خوفا من اعتقالات وسياط حماس ، وبالهمس والوشوشات بالعلن وتحت الشمس خوفا من سلاح ورصاص الغدر المرسل من كارهي الشعب الفلسطيني إلى حماس ، الموقف النضالي الأول الذي أخاف إسرائيل فلجمها بعد أن أزاح أكثر العالم عنها ويوشك أن يحقق النصر الموعود ، والموقف اللاأبالي الثاني الذي شجع حماس للاستمرار في ظلمها بتغطية من بعض فقهاء وشيوخ منابر زمن الغبرة ، اللذين أجازوا لأقزامها المثخنين بأمراضهم النفسية جواز الجهاد ضد الثورة الفلسطينية ، ووجدوا لهم المبررات والأعذار لإلغاء المقاومة والجهاد وحتى الدفع ضد إسرائيل ، الظانين أنفسهم أنهم كالصحابة وإن بالأسماء التي برعوا باللعب على وترها ، وبأنّ كل غيرهم كأبولهب وابو جهل وأبو لؤلؤة ، حتى بتسمية غيرهم أو حشو أسماء بصف أسمائهم يهودية ورافضية لمجرد أنهم لا يتوافقون معهم بالفكر والموقف ، رافضين قول الله تعالى (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلاً سورة النساء الآية 49 ) .
وبعد أن جمّل الشيطان لإسرائيل إرهابها فزادت من تنكيلها بالشعب الفلسطيني ومن محاولات تشويه صورة قادته ، وبعد أن جمل عدو الله والمؤمنين لحماس انقلابها فقتلت ونهبت وفتكت ، وأصطفت إلى جوار مانعي قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعروبة القدس ، ومقنع قادتها كادرها ونصيرها بأنّ سفكهم للدماء وسرقتهم للأموال الفلسطينية وتعاونهم مع المحتل ضد الإرادة والوطنية الفلسطينية ، حتى ضد شرفاء القسام القلة المخدوعين بقادتهم وبرامجهم ، والمصدومين بمواقفهم وبسوء عوراتهم ، الذين منهم كالمبحوح الذي قضى بفعل تآمر من بعض قادة حماس مع الموساد وتطلبهم دبي للتحقيق معهم بعد ثبوت تورطهم ، ومنهم من تخلصوا منهم تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان مثل مهمات جهادية ، حيث يعثر عليهم قتلى في بطن كهف أو في عتمة نفق مهجور ، أو على قارعة الطريق بعد منتصف ليل ، بعد غياب وقد بدت عليهم آثار التعذيب بعد تحقيقات سافاك حماس .
فلله درك يا شعب فلسطين فسكين الإحتلال بت تخبرها فحذرتها ونجوت منها ، أما سكين من خادعوك بعد أن خدعوا الله ورسوله فهي ما زالت تسن لقطع رقبتك ، وتتحضر للنيل من أهلك وشعبك في الضفة ، فلا تنضم لمن قال قولة المتكلين ( اللهم نجني من أصدقائي أما أعدائي فأنا وكيل بهم ) ولكن كونوا من المتوكلين الذين قال الفاروق فيهم ( اجعلوا مع دعاء العجوز شيئا من القطران ) .
( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ، سورة البقرة 214) .
Alqaisi_jothor2000@yahoo.com