ألقت سلسلة الحوادث التي وقعت على الطريق الصحراوي, والتي كان آخرها حادث تدهور حافلة الركاب العاملة على خط الطفيلة - عمان وذهب ضحيته ستة مواطنين وجرح 36 آخرين جلهم من الشباب بظلال أليمة على ذوي الضحايا والجرحى, والذين لا زال البعض منهم يرقد على أسرة الشفاء في المستشفيات.
ويرى الباحث في الشؤون العشائرية الشيخ وجيد عباس الحسنات أن الطريق الصحراوي شهد حوادث سير كثيرة, نتج عنها سقوط العديد بين قتلى وجرحى من مختلف الأعمار, فيما بات عدد من هؤلاء معاقين, إلى جانب الأضرار المادية والمعنوية التي تلحق بالمواطنين. موضحا انه وعند وقوع حادث سير تسارع الجهات المختصة بتشكيل اللجان وإصدار التقارير المخبرية من دون الأخذ بعين الاعتبار الأسباب الحقيقية التي تسبب الحوادث في سبيل معالجتها وفق طرق علمية ومنهجية تساهم بالحد منها.
ودعا رئيس اللجنة الشعبية للعمل التطوعي في مدينة معان أيمن سقاالله الفناطسة وزارتي الأشغال العامة والبلديات ضرورة وضع إشارات تحذيرية وإرشادية في الأماكن الضرورية على الطرق الخارجية, وتركيب عاكسات تحد من السرعة في الطرق الاختراقية للمناطق المأهولة بالسكان, إضافة إلى ضرورة إجراء صيانة مستمرة للطرق التي توجد فيها حفر وتشققات وتهبيطات تساهم في عملية وقوع الحوادث, فضلا عن ضرورة إنارة الطرق الخارجية وتخطيطها باللونين الأبيض والأصفر.
ولفتت الطالبة آلاء فيصل ضيف الله الانتباه إلى أن بعض سائقي الشاحنات وسيارات النقل الكبيرة والباصات لهم طرق غريبة وعجيبة في قيادتهم لمركباتهم التي تسير بسرعات غير اعتيادية على الطرق الخارجية والداخلية, في الوقت الذي لا يكترثون ولا يترددون في الخروج عن طريق فرعي لطريق رئيسي باندفاع شديد, كأنهم متأكدون أن السيارات الأخرى سوف تخاف من حجم مركباتهم الكبيرة وتقف لحين مرورهم.
ووصفت الناشطة الاجتماعية رمزية الشلبي رحلات الركاب على متن بعض الحافلات والباصات العمومية برحلات الموت في ظل هواجس القلق التي تساورهم, مطالبة مديرية الأمن العام وإدارتي دورياتها وسيرها ضرورة تحديد السرعات على الطرقات الخارجية حفاظا على السلامة العامة, وإلزام سائقي المركبات التقيد بها, وتركيب كاميرات مراقبة على طول امتداد الطرق الخارجية لكشف سائقي المركبات الذين لا يتقيدون بالسرعات المقررة.
واقترحت المدرسة مريم احمد الهلالات على وزارة الداخلية ومديرية الأمن العام ضرورة إصدار قانون يلزم السائقين دخول دورات تدريبية لتأهيلهم على كيفية التعامل مع أنظمة وقوانين السير المرعية, وترسيخ مبدأ فنية القيادة التي هي ذوق وأخلاق, مشيرة إلى ضرورة الإسراع في عملية إنشاء أنفاق أو جسور معلقة داخل المدن والبلدات والقرى التي تخترقها الطرق الرئيسية النافذة لتخليص سكان هذه المناطق من الحوادث المتكررة, فضلا عن ضرورة تشديد العقوبات على السائقين الذين يتسببون بحوادث نتيجة رعونتهم واستهتارهم أو قيادتهم للمركبات تحت تأثير المشروبات الروحية.
العرب اليوم - حسين السلامين