زاد الاردن الاخباري -
أثارت الدعوة التي أطلقها الشيخ تيسير التميمي، قاضي قضاه فلسطين، خلال تواجده مؤخرا بالقاهرة للمسلمين والمسيحيين لزيارة المدينة المقدسة والتواجد بها منعا لتهويدها وإنكار المشروع الصهيوني الذي يسعى لتهويدها وانتزاع الأراضي والبيوت من أصحابها حالة من الجدل بين جمهور العلماء والسياسيين.
ففي حين رأى البعض أنها مقبولة على استحياء لأنها قد تسهم في ملأ الفراغ وتغلق مؤقتا أبواب الاجتياح الشامل أمام الاحتلال الغاشم، رآها آخرون تكريسا لسلطة الاحتلال وأنها مكروهة إلى حد التحريم متذرعين بأنه من غير المقبول دخول أماكن مقدسة بتأشيرة من الاحتلال.
وتعقيبا على تلك الدعوة انطلقت ردود الفعل مابين مؤيد ومعارض لتلك الدعوة ولكلا منهما وجهة نظرة في التأييد أو المعارضة ، فهناك من اعتبر تلك الدعوة خطوة نحو تحرير القدس وهناك من اتهمها بالسعي للتطبيع مع الكيان الصهيونى.
وعرض برنامج "صباح دريم" على قناة "دريم 1" الفضائية امس الاثنين 17 مايو / ايار وجهتي النظر المؤيدة والمعارضة لتلك الدعوة ، حيث استضاف البرنامج الصحفية الفلسطينية جيهان الحسيني المحررة السياسية بجريدة "الحياة" اللندنية والكاتب الفلسطيني عبدالقادر ياسين.
وأكدت جيهان: "أن هذه الدعوة واقعية جدا ، حيث إن الشعارات أو كلام السياسة لا يصح ، مشيرة إلى ان تلك الدعوة ليست هي أول دعوة توجه لزيارة القدس ، حيث ان فيصل الحسيني مسئول ملف القدس كان يقول إن أكبر خطأ أن العرب يقاطعون القدس ويتركوها لليهود يطمسون هويتها ويمحون ملامحها وهو ما يسمى بـ "كنس الخراب لهدم المسجد الأقصى".
وقالت: "أتمنى الاستجابة لدعوة الشيخ تيسير، حيث إن الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رحب بتلك الدعوة ووعد بأنه سيحاول أن يستصدر فتوى بشأن ذلك الأمر".
وأضافت: "إن الحصول على التأشيرة الإسرائيلية من أجل دخول القدس وزيارة المسجد الأقصى ليس اعترافا بالوجود الإسرائيلي ولكنه مجرد شىء إجرائي نضطر إليه ولذلك يجب الا نعطي للقدس ظهورنا ونصمت ويحدث ما يحدث لكن يجب أن نعزز عروبة القدس ونكثر من الوجود العربي بها ، فالوضع الحالي بالقدس شديد الصعوبة ولابد من فعل أى شيء فالتضامن مع السجين لا يعني اعترافا بالسجان.
وتابعت حديثها قائلة:" المسيحيون ممنوعون من دخول كنيسة القيامة ولكننا لا زالنا محتاجين لتكريس الوجود العربي بالقدس ، فهناك مؤامرة اسرائيلية لتصوير قبة الصخرة على أنها هي القدس وهى تحتل 1040 فدانا من مساحة المسجد الأقصى فلو سقطت قبة الصخرة لن نعرف القدس".
ومن جانبه ، قال الكاتب الفلسطيني عبدالقادر ياسين: "القدس مهدد ولكن هذا ليس شغل المفتي ولا وزير الأوقاف فلو أن أعدائنا الإسرائيليين يرون أن مثل هذه الزيارة ضدهم لما سمحوا للمفتي بمغادرة الضفة ، فكيف لنا أن نزور القدس والفلسطينيين أنفسهم ممنوعين من الصلاة بالمسجد الأقصى وسنضطر للوقوف أمام السفارة الإسرائيلية من أجل الحصول على تأشيرة إسرائيلية ، فالمفتي يتحدث فى الصلاة والزكاة والحج فقط ولكن القدس لا تحتاج لدعوات وفتاوي لكن تحتاج لمن يحررها وليس من يزورها سياحيا ، وفى الوقت الحالى القدس عاصمة أبدية لإسرائيل".
قبة الصخرة
وأضاف قائلا: "الشعب العربي طموح ولديه الأمل في تحرير القدس ويجب الا تسكنا الهزيمة أمام الإسرائيليين فيجب أن نقدم للقدس دعما اقتصاديا ، فكل الحكومات العربية تضع 4 مليون جنيه سنويا لمواجهة تهويد القدس مقابل 700 مليون من إسرائيل لتهويدها والـ 4 مليون من العرب لا تصل لها".
وتابع كلامه مؤكدا: "أنا لم ولن أزور رام الله ولا فلسطين إلا اذا تحررت حتى لو لأخر عمري وأهلي هناك مضطرين للعيش بها وهم الذين يزوروني ولكن أنا لا أذهب إليهم ".
وعبر اتصال هاتفي خلال الحلقة ، قال الشيخ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة بمصر :" أؤيد تلك الدعوة تماما واتمنى أن يتم الاستجابة لها ودائما ارجو من جميع المعتمرين والحجاج ان يذهبوا إلى المسجد الأقصى بعد زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة ".
وأضاف قائلا :" إن زيارة القدس لا تعد تطبيعا فالعدو لا ينتظر منا هذه الخطوة ليتم التطبيع ولكن المسجد الأقصى الأن مهدد فلابد من التواجد ، حيث إن اليهود يحاولون بكل وسيلة أن يثبتوا للعالم أن القدس مدينتهم فتواجد العرب يثبت أن تاريخهم وتراثهم بالقدس "، مشيرا إلى ان الدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري دعا في أكثر مناسبة بصفته عالم دين وليس وزير لزيارة القدس ولا توجد اية فتوى شرعية تحرم الزيارة .
لوبي عربي متحد
وبدوره أكد القمص صليب متى ساويرس عضو المجلس الملي العام للأقباط الأرثوذكس فى مصر خلال اتصال هاتفي ان البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية والكرازة المرقسية يرفض دخول القدس إلا بتأشيرة فلسطينية ، كما أنه يجب على الفلسطينيين أنفسهم أن يجعلوا هناك مصالحة بين حركتي "فتح مع حماس" ويبتعدوا عن الفتنة والانشقاق فهذه قضية وطن وعلى العرب جميعا صنع لوبي متحد يقف أمام العالم كله لمواجهة اللوبي الصهيوني".
وعن كيفية دعم الفلسطينيين، قال :" يمكن أن يتم مساندتهم بالدعم المادي والأدبي أو بأى شكل أخر غير الزيارة حتى لا نعطي الشرعية للإسرائيليين فكيف أكون عربي وأدخل بتأشيرة إسرائيلية".
وأكد ياسر أبو سيدو فنان تشكيلي وإعلامي فلسطيني "أنه يرفض تماما تلك الدعوة لزيارة القدس لأننا بذلك نعترف بحق اليهود في الحوض المقدس الذي يشمل قبة الصخرة والمسجد الأقصى وما حولهما".
الشيخ تيسير التميمي
وقال الكاتب الأردني عدنان عبد الرحيم هاتفيا: "أولا أعزي الأمة العربية والإسلامية والمسيحية بمرور 62 عاما على احتلال القدس ، فالقدس لم تعد بمثل هذه الطريقة حيث إن زيارتنا لها هى ما تتمناه إسرائيل وتلك الزيارة تعد عمل يفيد اقتصاد إسرائيل في المقام الأول وإسرائيل لن تتخلى عن القدس الأن ولا بعد مائة عام.
فنحن ننتظر فرسان القدس الذين لا يبيعون خيولهم ولا يتخلون ورغم أن جميع المعارك الهامة في التاريخ قادها إسلاميون وليس عرب مثل معارك صلاح الدين ضد الصليبيين وغيرها ولكننا هنا نحتاج للعرب لتحرير فلسطين".
محيط